خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

واشنطن بوست اتفاق لوزان آمال ومخاوف من نظام سياسي جديد في المنطقة

2015/04/05   09:09 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
واشنطن بوست اتفاق لوزان آمال ومخاوف من نظام سياسي جديد في المنطقة



بقلم – بريان ميرفي:

تعهد الرئيس الايراني حسن روحاني الجمعة الماضي بأن تحترم بلاده ما وصفه ب(الاتفاق التاريخي) الذي يضبط برنامجها النووي شريطة ان تلتزم قوى العالم الاخرى بما يخصها من الاتفاق وهو تخفيف الضغوط الاقتصادية.
قال روحاني في خطاب متلفز موجه للأمة بعد يوم واحد من توصل المفاوضين لاتفاق اطار عمل: نحن لا نخدع أحدا ولسنا بوجهين، واذا وعدنا نفي بما وعدنا به.لكن بالطبع هذا يتوقف على ما يفعله الطرف الآخر فيما يتعلق بالتزامه أيضا.
غير ان هناك آراء أخرى بالشرق الأوسط ازاء هذا الاتفاق وهي تتراوح بين الأمل المتحفظ في المملكة العربية السعودية، والمعارضة الداخلية في ايران والعداء المكشوف في اسرائيل مما يبين مدى التحديات الأمنية والصعوبات الدبلوماسية التي ستواجهها واشنطن حتى لدى أقوى حلفائها، وهذا عدا عن ان الأبعاد السياسية في المنطقة يمكن ان تتغير اذا ما تجاوزت الولايات المتحدة وايران حالة الجفاء والنفور التي سادت بينهما منذ أكثر من 30 سنة.
فقد وقف رئيس وزراء اسرائيل بينيامين نتنياهو بحزم ضد ما قال أي اتفاق يمنح ايران القدرة على تخصيب اليورانيوم والاحتفاظ بالتكنولوجيا النووية قائلا ان هذا الاتفاق من شأنه ان يهدد بقاء اسرائيل ويمهد الطريق أمام القنبلة النووية الايرانية.وأضاف ان اطار العمل الذي تم التوصل اليه سوف يسبغ الشرعية على برنامج ايران النووي ويعزز اقتصادها ويزيد عدوانها وارهاباها في الشرق الاوسط وما ورائه.
غير ان عاهل المملكة العربية السعودية الملك سلمان كان أقل حدة في موقفه حين أعرب للرئيس أوباما عن أمله في ان يعزز اطار الاتفاق الأمن والاستقرار في المنطقة.لكن تعلقيات الملك هذه لم تشر الى أي تحول سياسي رئيسي من جانب المملكة وشركائها في دول الخليج العربية بعد الاعلان عن الاتفاق الذي سيضع قيودا على برنامج ايران النووي، ويسمح لها بامتلاك قدر معين من اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات الدولية.
بيد ان تصريح الملك سلمان الذي نقلته وكالة الصحافة السعودية الرسمية حول هذه المسألة لم يتضمن تأيدا كاملا للاتفاق بل أظهر مدى الضيق الذي تشعر به دول الخليج والشرق الأوسط من أي خطوات يمكن ان تكون مفيدة لايران.
أما روحاني الذي كان يتحدث من طهران فقد أبلغ الايرانيين ان قوى العالم الرئيسية التي تفاوضت مع ايران قبلت الآن ان تخصب طهران اليورانيوم على الأراضي الايرانية بعد ان كانت هذه الخطوة تلقى معارضة شديدة من قبل باعتبارها تنطوي على خطر انتشار السلاح النووي.ومن المعروف ان ايران تؤكد دائما أنها تريد انتاج الوقود النووي فقط من أجل استخدامه في مفاعلات انتاج الطاقة وفي المجالات الطبية.الا ان اسرائيل تخشى هي وبعض الدول الأخرى من ان تستخدم ايران عملية التخصيب هذه في يوم ما لصنع مادة من النوع المستخدم في الرؤوس الحربية.
قال روحاني: يعتقد البعض في ايران ان علينا ان نقاتل العالم أو نستسلم لقواه الرئيسية، لكنني أقول ان هناك طريقا ثالثا فنحن نستطيع التعاون مع هذا العالم.لكن في الوقت الذي قابل فيه عشرات المواطنين محمد جواد ظريف وزير خارجية ايران وفريقة الذي تفاوض على الاتفاق بترحيب كبيرر كأبطال على الطريق الممتدة من مطار مهر أباد الدولي، الذي تم بناؤه في زمن شاه ايران الموالي للغرب، انتقد بعض أنصار الخط المتشدد بقوة الاتفاق باعتبارة تضمن الكثير من التنازلات الايرانية.فقد نقلت وكالة أخبار «فارس» عن حسين شريعة مداري، رئيس تحرير صحيفة «كيهان» اليومية، تذمره وانتقاده بالقول: لقد استبدلت ايران جوادها الذي كان مستعدا للسباق بآخر مكبوح.لكن على الرغم من هذا، لن تؤدي أي معارضة للاتفاق الى تقويضة لأن مرشد ايران الروحي علي خامئني هو الذي وقف وراءه.لكن لما كانت المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية الأخرى ترى في ايران منافسا اقليميا رئيسيا كان لابد ان تزداد حدة التوتر مع قيام التحالف الذي تقوده السعودية اليوم بتنفيذ ضربات جوية في اليمن لأضعاف قوة الحوثيين الشيعة الذين يتلقون دعما من طهران، طبقا لما يقوله قادة الخليج.
ولذا، سارع البيت الأبيض لدعوة قادة دول مجلس التعاون الخليجي لحضور اجتماع قمة في كامب ديفيد من أجل مناقشة سبل التعاون أمنيا.ومن المعروف ان للولايات المتحدة مراكز عسكرية مهمة في الخليج منها قواعد جوية بالاضافة لأخرى بحرية يسخدمها الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين.
من هنا يشكل التأييد الذي أعرب عنه الملك سلمان للاتفاق تطورا مهما بالنسبة لواشنطن حتى ولو كان هذا التأييد فاترا، وذلك لأن المملكة هي التي تحدد بشكل عام الاتجاه السياسي في دول الخليج العربية.ومن المفيد الاشارة أيضا الى ان الولايات المتحدة واجهت انتقادا سابقا بسبب ما قيل سماحها لأيران بأمتلاك القدرة لصنع وقود نووي يمكن ان يتم استخدامه في مرحلة ما لصنع القنبلة مما قد يثير مطالب في الشرق الأوسط للحصول على تكنلوجيا مماثلة ويفتح الطريق بذلك أمام سباق للتسلح النووي في المستقبل.
يقول فواز جيرجيان، أستاذ سياسة الشرق الأوسط في كلية الاقتصاد بجامعة لندن: تشعر دول الخليج ولاسيما السعودية بالقلق من ان يكون الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة مقدمة للاعتراف ببروز القوة الفارسية في الخليج والمنطقة.غير ان العديد من المحللين يعربون عن اعتقادهم بأن السعودية ودول الخليج الأخرى لن تسعى للحصول على السلاح النووي باعتبار ذلك وسيلة وقائية أمام احتمال نكوص ايران باتفاقها النووي لتسعى بعد ذلك لانتاج رؤوس حربية.
يقول جيرجيان: صحيح انهم قلقون جدا لكنني أشك كثيرا في ان تسعى المملكة العربية السعودية والامارات العربية لامتلاك السلاح النووي لأن هذا خيار مكلف وخطير.
لكن على الرغم من انخفاض أسعار النفط، يتوقع مائير جاويد نفار، المتحدر من أصول ايرانية والمحاضر في الشؤون الاقليمية بمركز أبحاث هيرتزليا في اسرائيل زيادة حادة في انفاق دول الخليج الدفاعي بالقول: ثمة احتمال قوي الآن لأن تتحدى دول الخليج نفوذ ايران في المنطقة في أمآكن مثل: العراق، سورية واليمن وسوف يحدث هذا هذه المرة بقوة أكبر وبطريقة موحدة.
الحقيقة ان المؤشر العسكري على هذا بات واضحا في اليمن فقد بدأت فيه السعودية أخيرا قيادة حملة جوية لهزيمة الحوثيين الذين تدعمهم ايران وتمهيد الطريق أمام عودة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي الى منصبه.

تعريب - نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
77.9938
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top