مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

رُبما نتفق

مصر وقطر،، طبعاً أحباب

انتصار المعتوق
2014/12/25   08:29 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

بعض الوسائل الإعلامية تشكل عصابات نفسية تلعب دوراً في استنزاف المشاعر وتطويعها


وزير الدعاية السياسية النازي جوزيف غوبلز قال ذات يوم «أعطني اعلاماً بلا ضمير أعطك شعباً بلا وعي».
جوزيف غوبلز.. المروج الأول للفكر النازي الألماني ومعجزة هتلر الاعلامية، نجح بشكل ساحق في تطويع وسائل الاعلام لخدمة حربه النفسية، ويرى ان العقول البشرية قابلة للتبرمج على ما تسمعه وتراه بكثرة، هو الذي قال: «اكذب اكذب حتى يصدقك الناس».
جوزيف استطاع بمهارة وببلاغة وبذكاء من تمكين الفكر النازي في قلوب الألمان على الرغم من دمويته، بل نجح وبجدارة من اقناع المواطن الألماني بأنّ هتلر هو المنقذ وأنه ذاته رسول جيء به من أساطير الزمان لصناعة مجد الألمان الذين يتفوقون ببشريتهم على بقية الخلق.
لقد أكّد بطريقة ما ان الاعلام المرئي أو المقروء أو المسموع هو السيف الذي يفصل بين الحرب الباردة والحرب الساخنة، وهذا ما بدأ اليوم يؤمن به بعض أصحاب القرار في وطننا العربي عموماً وخليجنا العربي العامر خصوصاً، ولو أننا حزينون لأنهم تأخروا في فهم ذلك، ولكن لا بأس طالما اننا سنصل.
ولو رجعنا الى شاشات الفضائيات عام 2011 وبطّأنا عرض اللقطات وأمعنا النظر في ثورة الياسمين التي فاحت في تونس وانطلق معها مشروع الربيع العربي لأيقنا ان لبعض الفضائيات دورا في اشعالها وانجاحها أكبر من دور كتيبة عسكرية تضم فيلقاً مدججا بأسلحة الدمار الشامل، ولكنه دمار نفسي كذاك الذي أبدع فيه جوزيف غوبلز، لدرجة أنه حتى نحن الذين لا شأن لنا تفاعلنا وأخذنا الحماس بعد كل مشهد موجع تعرضه تلك الفضائيات.
بعض الوسائل الاعلامية العربية والغربية تشكل عصابات نفسية تلعب دوراً بارزاً في استنزاف المشاعر وتطويعها لما تريد ان يصدّقوه ويتفاعلوا معه ولو كان كذباً أو تلفيقاً.
ولأنّ خطر الكلمة لا يقل عن خطر الرصاصة فاننا نبارك لقافلة الوئام المصرية القطرية بقيادة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز ونتمنى لها وصولاً آمناً في المباحثات والاتفاقات، فجمهورية مصر العربية خليجية الروح ولو كانت لا تمت للخليج بأية صلة جغرافية ومن المؤكد أن مصيرها اليوم هو مصيرنا.
والجميع يعلم ان السوس الذي كان ينخر في العلاقات المصرية القطرية وكاد بسببه ان تُقتلع بعض الأسنان، كان سببه الجوهري هو الاعلام خاصة المرئي والمقروء، وحرص المملكة العربية السعودية على دعم التكامل والتعاون بين الشقيقتين مصر ودولة قطر بحد ذاته هو نجاح من نوع آخر.
لقد حرصت المملكة العربية السعودية على دعوة جميع الشرفاء من علماء دين ومفكرين وكتاب ورجال اعلام للاستجابة الى خطوة خادم الحرمين الشريفين برأب الصدع وعدم مواربة الباب لأي انتهازي أو مخرب كي يدخل ويعيث في العلاقات العربية فساداً.
فالمثقف الخبيث يحمل سلاحه في وجه المُتلقي وقد يقتله دون ان يريق قطرة دم واحدة، والاعلامي المأجور يحمل سلاحا وقد يُحرّض الشعوب على قتل أوطانها دون ان يتحرك من مكانه او يترك الأستديو، والكاتب المنافق يحمل سُمّاً قد ينهي حياة كل المخلصين في ثلاث مقالات محبوكة.
قال جوزيف: «كلما سمعتُ كلمة مثقف تحسستُ مسدسي».
الجميع مطالب بالاستسلام للسلام حتى لا نموت بالسُم جميعاً، فجوزيف غوبلز الذي سَمم الألمان بسُم الفكر النازي وأوغله في عقولهم، ذاق من نفس السُم ولكنه لم يكن سُماً اعلامياً بل سُماً حقيقياً.
ففي عام 1945 طلب من زوجته ماجدة ان تتوجه لطبيب كيميائي كي يصنع لها منوماً لأطفاله الذين تتراوح أعمارهم من 4 الى 11 عاما، ثم أمرها بأن تضع لهم السُم بالطعام، كان يريد ان يموت أبناؤه بسلام دون أية آلام، وفي ذلك قال: «حتى لا يُهان أبنائي أمام الروس بعد وفاتي».
وعندما تأكد من موت صغاره أقدم هو وزوجته على الانتحار، وبذلك يكون قد مات فصل من فصول التدمير النفسي والاعلامي ولكنه بالطبع موت مؤقت.
لقد أثبت التاريخ ان جوزيف لم يمت، انه حيّ يتحرك داخل كل قناة فضائية مأجورة، ويعيش فوق كل صحيفة ورقية مطبوعة لا تلتزم بشرف المهنة، ويرقص مشوّحاً بتحية النازية الشهيرة بين أصابع كل كاتب وضيع.

انتصار المعتوق
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
283.0012
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top