خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

«عراق 2015».. «داعش» ومنظور توافق وطني وإقليمي جديد (2 - 3)

2014/12/16   07:55 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
«عراق 2015».. «داعش» ومنظور توافق وطني وإقليمي جديد (2 - 3)



بغداد - مازن صاحب:
كان سقوط النموذج البريطاني للدولة العراقية ناقوس الإعلان عن دولة المكونات وفقاً للنموذج الامريكي وفقا لنظام فيدرالي يوزع حصص السلطة على المكونات ما بين شيعة وسُنّة واكراد، لكن الحسابات الامريكية وقعت ضحية نتائج البيدر والقدرة الإيرانية على استغلال الظروف العراقي المنهار لصالحها في تكوين دولة عراقية تدار من خلال مكتب «سيدنا الولي» كما يعرف السيد علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، الذي يعدّ مرشداً لجميع الأحزاب الشيعية المشاركة في السلطة فعلاً وإن نفت الكثير من هذه الأحزاب ذلك قولاً!.

حواضن «داعش»

مما تقدم حصل الفرز الاجتماعي ما بين المكونات الاجتماعية، فانتهى الأمر بالسُّنّة العرب الى رفض التعامل مع العملية السياسية عام 2005 وقت الاستفتاء على الدستور الدائم، تحت عنوان عريض برفض الاحتلالين الامريكي المعلن والإيراني المبطن، لكن الانسحاب الامريكي من العراق وفقدان الكثير من القوى السُّنّية فرضيات وجودها في العملية السياسية بعد المقاطعة التي أصدرتها هيئة علماء المسلمين، لم يحقق الحزب الإسلامي، كواجهة لتمثيل القوى السُّنّية المعتدلة الكثير من الإنجازات، بل إن التطبيقات التي اعتمدتها الحكومة في ظل فترتي رئاسة نوري المالكي لمجلس الوزراء انتهت الى تصاعد موجة الاعتراضات الشعبية داخل المجتمع السُّنّي، انتهت الى فرضية قاسية تعتمد تنظيم الدولة الإسلامية والتحالف المعلن ما بين حزب البعث المنحل بقيادة عزة الدوري، والكثير من التنظيمات المسلحة التي شاركت في القتال ضد القوات الامريكية لكي تبدأ صفحة جديدة من تحويل هذه الحواضن الى دولة إسلامية بعنوان «دولة العراق والشام الإسلامية-داعش».
مشكلة هذه الحواضن الاجتماعية انها ترفض سياسات الحكومة المتمسكة بالنموذج الإيراني لتطييف مكونات الشعب العراقي مذهبياً، وفرزهم حتى بين الشيعة أنفسهم، الى موالي لولاية الفقيه ومعارض لها، فكيف الأمر بالسُّنّة، لذلك تصاعدت وتيرة الاعتراضات السلمية أولاً من خلال ساحات الاعتصام، وانتهت الى موجة من التذمر الشعبي بعد إجبار المعتصمين على مغادرتها، مما جعل هذه المناطق نموذجاً حيوياً لبؤر الحواضن للإرهاب الداعشي في تعريفه القانوني بموجب مواد قانون مكافحة الإرهاب العراقي، ولكن كنوع من الملاذ الآمن لمن واجه سياسات الانتقام من خلال قوانين اجتثاث البعث، وتلك الأفعال التي يتكرر ذكرها في مواقف وتصريحات قيادات سُنّية حول التهميش والإقصاء او تلك الأفعال التي تصدر من جماعات تحسب على ميلشيات شيعية وحتى تلك التي تندرج تحت مسمّى قوات الحشد الشعبي مما جعل حتى مرجعية النجف الأشرف التي تبنت الحشد الشعبي تحذر من هذا البعض وتصرفاته وإدانتها علناً من على منبر الجمعة في الصحن الحسيني الشريف.
لذلك أي حديث عن احتواء «داعش»، او إلغاء وجوده لابد أن يتعامل أولاً مع تحويل هذه الحواضن من أرض صالحة لامتداد تنظيم «داعش» وقضم أراض اخرى لتقع تحت سيطرته، الى نموذج الأرض الطاردة لهذه العصابات لاسيما ان الكثير من افعالها قد كشف عن نوع الدويلة التي يراد فرضها على المنطقة.
مشكلة الدول العربية في التعامل مع هذا التنظيم، يحددها أندرو جيه تابلر هو زميل أقدم في معهد واشنطن بقوله «نظراً للانتصارات التي حققتها داعش في الآونة الأخيرة، سيكون من التفاؤل اعتبار طموحاتها محصورة بإقامة الخلافة بين دجلة والفرات، فقد نقلت (الدولة الإسلامية) قواتها نحو الحدود الأردنية والسعودية فيما نفّذ عناصر التنظيم هجوماً ناجحاً هذا الأسبوع على مواقع الجيش اللبناني عند الحدود مع سورية واحتجزوا أسرى أيضاً. وفي غضون ذلك، يقول المحللون والمسؤولون الأوروبيون والأمريكيون إن المئات -إن لم يكن الآلاف- من مقاتلي «داعش» وتنظيم «القاعدة» في سورية والدولة الإسلامية يخططون على الأرجح للقيام باعتداءات في بلدانهم أو في أماكن أخرى.
ويضيف «ومن بين هؤلاء محسن الفاضلي، الرئيس الأسبق لشبكة التسهيل الإيرانية التابعة لتنظيم القاعدة وسنافي النصر، زعيم «لجنة النصر» السورية التابعة لتنظيم القاعدة ووفا السعودي، الرئيس السابق للأمن ومكافحة التجسس في القاعدة، فضلاً عن العضو المؤسس في تنظيم القاعدة فراس السوري».
وقد أفادت التقارير أيضاً ان عناصر من تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب موجودون في سورية، الأمر الذي يدل على تنامي فرصة الاتصال والتنسيق والتخطيط والتزامن مع جبهة النصرة والجهاديين الآخرين. ومع الأخذ بعين الاعتبار وحدات الجهاديين الوطنية من الصين والقوقاز وليبيا ومصر والسويد وما بعدها، تصبح الدولة الإسلامية بالفعل النسخة التالية من «المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية» في أفغانستان أو باكستان بحيث تصبح ملاذاً آمناً دائماً وأرضاً لتدريب الإرهاب الإسلامي العالمي.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
76.982
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top