خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

نيويورك تايمز

لماذا تتجنب واشنطن وطهران الكشف عن تعاونهما في الحرب على «داعش»؟

2014/12/05   05:51 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
لماذا تتجنب واشنطن وطهران الكشف عن تعاونهما في الحرب على «داعش»؟



بقلم تيم أرانغو:
في أحدث مؤشر عن استعداد طهران الجديد للقيام بعمليات عسكرية على نحو مكشوف في ساحات معارك اجنبية وليس من خلال الوسطاء، اكد مسؤولون امريكيون وايرانيون التقارير الاخيرة التي تحدثت عن قيام الطائرات الحربية الايرانية بغارات خلال الايام القليلة الماضية على اهداف للمتطرفين داخل العراق.
لكن اذا كان هذا التغيير ينبع ولو جزئيا من دور ايران المتزايد عمقا في الحرب ضد متطرفي الدولة الاسلامية السُنة في العراق، الا انه يعكس ايضا تحولا اساسيا في استراتيجية ايران بالانتقال من العمل في الظل على نحو سري الى استخدام القوة اكثر وبشكل مكشوف لتعزيز نفوذها في المنطقة من خلال الانضمام الى «الشيطان الاكبر» امريكا في الحرب على الارهاب.
والحقيقة ان هذا النهج العسكري الجديد، الذي تمثل في استخدام طائرات ايرانية لقصف اهداف داخل منطقة عازلة تمتد بعرض 25 ميلا داخل العراق، يؤكد ذلك التلاقي غير العادي في المصالح بين واشنطن وطهران في العراق وسورية، حيث يواجهان معا عدوا واحدا هو الدولة الاسلامية أو «داعش».
فعلى الرغم من عدم وجود تنسيق مباشر بين ايران والولايات المتحدة الا ان هناك اتفاق عدم اعتداء على اساس الامر الواقع بينهما لا يشأ أي منهما الاعتراف به علنا.
يقول الادميرال جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية: اننا نقوم بمهام جوية في سماء العراق، وننسق مع الحكومة العراقية في هذا، فهي التي تتحكم بمجالها الجوي.
لكن من الملاحظ ان ايران نشرت قوتها العسكرية في العديد من اجزاء المنطقة خلال الشهور الماضية، فبالاضافة لعرضها تقديم اسلحة للجيش اللبناني، دعمت بقوة ميليشيا الحوثيين الشيعة في اليمن الذين استولوا على العاصمة صنعاء التي شهدت بدورها تفجيرا رهيبا قرب مقر اقامة السفير الايراني يوم الاربعاء الماضي.
وفي سورية، تمكّن حزب الله، الذي تدعمه ايران وقوة القدس التي هي ميليشيا شيعية ايرانية، من ابقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة.
وفي العراق برز الميجر جنرال قاسم سليماني على نحو علني في ميادين القتال، وعرضت وسائط التواصل الاجتماعي صورة وهو يرقص مع جنوده بعد احدى المعارك مع ميليشيا داعش.

تحول واضح

والواقع ان هذا التحول الظاهري في استراتيجية ايران ملحوظ جدا في العراق، حيث بات حتى المسؤولون الامريكيون يعترفون بدور الميليشيات الحاسم التي تدعمها ايران في حماية بغداد ومنع سقوطها بيد مقاتلي الدولة الاسلامية.
لكن في الوقت الذي تبين فيه ان دور ايران العسكري المتزايد قوة ضرورية لرد تقدم هؤلاء المقاتلين، يشعر المسؤولون الامريكيون بالقلق من ان يؤدي هذا الدور بالنهاية الى زعزعة العراق من خلال تعميق الانقسامات الطائفية فيه. فمجتمع السُنة في العراق يعتبر الميليشيات الشيعية، التي تساندها ايران، مسؤولة عن الاساءات الطائفية ويتردد انباء هذا المجتمع في الانضمام للقتال ضد المتطرفين بسبب نفوذ ايران في العراق.
لذا، يقول الادميرال كيربي: ان رسالتنا لإيران اليوم هي نفسها التي وجهناها لها ولكل الفرقاء الآخرين في المنطقة من قبل وهي اننا نريد من كافة الاطراف المعنية بمواجهة داعش الامتناع عن القيام بكل ما من شأنه تأجيج لهيب التوترات الطائفية في هذا البلد.
غير ان الادميرال اكد على نحو غير مباشر حدوث الضربات الجوية الايرانية بالقول انه لا يمتلك سببا يدعوه للاعتقاد انها لم تحدث، لكنه قال انها كانت محدودة حتى الآن.

تنسيق مُربك

لكن اذا كان من الضروري وجود درجة من التنسيق بين العسكريين الامريكيين والايرانيين، الا ان مثل هذا التنسيق يبقى مربكا لأمريكا لأنه يجعلها تبدو كما لو انها تعمل بانسجام مع خصمها في حين يكفي وجود ضابط عراقي واحد كي يعمل وسيطا بين الحملة الجوية التي تقودها امريكا وبين الايرانيين.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
80.0057
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top