منوعات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

منتقى الجمان

2014/11/28   07:42 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
منتقى الجمان



منتقى الجمان

رُهاب الأغيار وقوائم الإرهاب

الشيخ علي حسن

{وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ، لَن يَضُرُّوكُمْ الاَّ أَذًى وَان يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ، ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ الاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} (آل عمران: 112-110).

فوبيا الأغيار:

هناك مجموعة من المبادئ والأسس التي يؤمن بها اليهود، وتنعكس على سلوكياتهم، فتجعلهم يعيشون عقدة خوف وريبة تجاه الأمم الأخرى.. ويمكن تسميتها (فوبيا الأغيار). فعلى سبيل المثال:
-1 تربيتهم المادية، واستباحة ملكية الأغيار وحرُماتهم، تسمح لهم بممارسة الربا بشكلٍ بشع، مما يُراكم الأحقاد ضدهم، وتنشأ ردود فعل عنيفة ضدهم تصل الى حد القتل والاجلاء ومصادرة أموالهم وما الى ذلك.
-2 ممارستهم للفحشاء مع الأغيار وما يُعرف بتجارة الرقيق الأبيض وانشاء دور القمار وأمثال ذلك، تُراكِم الصورة القبيحة للمجتمعات اليهودية، وتضاعِف من ردود الفعل السلبية تجاههم.
-3 النصوص الدينية المليئة بالأحقاد تجاه الأغيار، والتخويف منهم، والدعوة لابادتهم وتسخيرهم، والتذكير المستمر بالمآسي التي عاشها بنو اسرائيل في ظل الأغيار من فراعنة وقبائل الشام والكلدانيين والروم، تجعلهم مجتمعات منعزلة، وتؤجج فيهم الأحقاد، وتزرع الخوف والسعي للحفاظ على الذات ولو بالتمسكن والذلة.

ذلة ومسكنة:

وهذا ما تشير اليه الآية: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ... وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} كانوا يغيرونها ويتلاعبون فيها وفي دلالتها ويبيحون ويحرّمون كيفما شاءوا {وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} على التشريعات وعلى حرمات الآخرين، فلم تعد العناية الالهية تشملهم كي تخلّصهم من هذا، فتُركوا وأنفسَهم، والنتيجة هي هذه الذلة والمسكنة.

ظروف استثنائية:

ولكن الظروف الموضوعية ربَّما تفسح المجال للذليل ان يكون عزيزاً، لا من جهة العزّة والقوّة الداخليتين، بل:
-1 بالاستفادة من السنن الالهية، من قبيل أن من يأخذ بأسباب القوة ويعمل مجدّاً فانه يحقق النتائج ولو لم يكن مؤمناً، فيستفيد من ضعف الآخرين، ووقوفهم في مواقع الذِّلَّة، كما هو حال العرب والمسلمين اليوم في الصورة الاجمالية، وهو ما عبرت عنه الآية بـ {الاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللَّهِ}.
-2 التقاء مصالح الآخرين مع مصالح اليهود الصهاينة، فيهيّئون لهم وسائل الدعم والقوّة الخارجية السياسية والعسكرية والاعلامية والاقتصادية وغير ذلك وهو ما عبرت عنه الآية بقوله تعالى: {وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ}.

الغطاء القانوني للارهاب الصهيوني:

واحدة من مفردات الدعم الغربي للصهاينة يتمثّل في الغطاء القانوني الذي يوفَّر لكل الجرائم التي تُرتَكب. فالجرائم والمذابح التي ارتكبها الصهاينة منذ عشرينيات القرن العشرين الى يومنا هذا، كأفراد ومنظمات ودولة، كفيلة بأن تجعلهم على رأس قائمة الارهاب الدولية.. ولكنها اليوم تخلو منهم.. لماذا؟ لماذا يمارس الغرب تبرير وتبرئة كل الجرائم التي يرتكبها الصهاينة وقادتهم، والتي يخالفون فيها كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية عياناً جهاراً وبصورة موثّقة.
وفي المقابل نجد حركات مقاومة وطنية تُدافِع عن الأرض والحقوق، وأحياناً منظمات انسانية، تُصنَّف وفق هؤلاء كمنظمات ارهابية، وتُتّخَذ بحقّها كافة الاجراءات من ملاحقة ومصادرة أموال وغير ذلك.

معايير تقييم الارهاب:

أي تعريف للارهاب ومعاييره تنطبق بكل جلاء على الصهاينة وكيانهم.. فبعض الدراسات القانونية اعتبرت أنه لابد من توفر أربع خصوصيات للحكم بأن ما يجري عبارة عن ارهاب:
-1 ممارسة العنف الممنهج ضد شريحة خاصة من الناس، ويستهدف عادة المدنيين والأبرياء منهم.
-2 لهذه الممارسة بواعث ودوافع خاصة، في الغالب سياسية أو ايديولوجية.
-3 الفعل الارهابي يستهدف تحقيق أهداف معينة لها ارتباط بالعامل السياسي.
-4 تنوع مصادر العنف الارهابي: ارهاب الفرد والجماعة وارهاب الدولة.
ان هذه المعايير تنطبق بكل وضوح على الفعل الصهيوني الفردي والمنظّم والرسمي تجاه الفلسطينيين وسواهم.

قوائم الإرهاب العربية:

ومثلما هناك ازدواجية في معايير التعامل مع الارهاب الصهيوني من قبل الدول الغربية، فإننا نخشى من المزاجية والشخصانية والانفعال وتقديم المصالح الضيقة وتحكيم ازدواجية المعايير على الأسلوب العلمي، في تشكيل قوائم الارهاب من قبل الدول العربية والاسلامية، فانّ أخْذَ البرئ بجريرة المجرم، لن يحقق الأمن الوطني والاقليمي والعالمي، بل سيخلق عقداً أمنية وسياسية جديدة، وقد تدفع بالحانقين من أنصار تلك التيارات المقاوِمة أو الأفراد والجماعات المتهمة بالارهاب زوراً، الى التطرّف أو السقوط في براثن الارهاب الحقيقي بصورة أو أخرى.
انّ تحكيم المعايير العلمية الدقيقة وتحرّي العدالة والاستقلالية في القرار تضمن الوصول الى النتائج المثلى التي لا يتحوّل من خلالها الضحية الى ارهابي، والارهابي الى ضحية بجرّة قلم، وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ ان اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} )المائدة: 8(

alwalaa@alwalaa.com



===================

المسائل الشرعية

الصلاة 21

الشك في عدد الركعات: (الشك الذي يحتاج الى علاج):
لا تبطل صلاة مَن شك في عدد الركعات في صلاته الرباعية، خاصة اذا وافق شكه واحدة من صور تسع، وأتى بما هو مطلوب منه فيها، وهذه الصور هي:
-1 الشك بين 3/2: بعد اكمال ذكر السجدة الثانية: يبني على 3، ويكمل صلاته ثم يأتي بركعة احتياط.
-2 الشك بين 4/3: في أي موضع: يبني على 4، ويكمل صلاته ثم يأتي بركعة احتياط.
-3 الشك بين 4/2: بعد اكمال ذكر السجدة الثانية: يبني على 4، ويكمل صلاته ثم يأتي بركعتي احتياط.
-4 الشك بين 4/3/2: بعد اكمال ذكر السجدة الثانية: يبني على 4، ويكمل صلاته ثم يأتي بركعة احتياط من قيام وركعتي احتياط من جلوس.
-5 الشك بين 5/4: بعد اكمال ذكر السجدة الثانية: يبني على 4، ويكمل صلاته ثم يأتي بسجدتي السهو.
-6 الشك بين 5/4: حال القيام: يهوي جالساً، ثم يعتبر شكه بين 4/3، فيبني على 4، ويكمل صلاته ثم يأتي بركعة احتياط.
-7 الشك بين 5/3: حال القيام: يهوي جالساً، ثم يعتبر شكه بين 4/2، فيبني على 4، ويكمل صلاته ثم يأتي بركعتي احتياط.
-8 الشك بين 5/4/3: حال القيام: يهوي جالساً، ثم يعتبر شكه بين 4/3/2، فيبني على 4، ويكمل صلاته ثم يأتي بركعة احتياط من قيام وركعتي احتياط من جلوس.
-9 الشك بين 6/5: حال القيام: يهوي جالساً ثم يتم صلاته، ويسجد سجدتي السهو.

ملاحظة:
< حيث يقتضي علاج الشك هدم القيام، فان عليه ان يسجد سجدتي السهو لزيادة القيام، وذلك بعد الانتهاء من العمل الذي يعالج به الشك.
< اذا كان المصلي يؤدي صلاة النافلة وشك في عدد ركعاتها، فان له ان يبني على أل عدد محتمل ويكمل صلاته ولا شيء عليه، وله ان يبني على أكبر عدد محتمل ما لم يكن مبطلاً (كأن تتحول الى صلاة ثلاثية)، ويكمل صلاته، ولا شيء عليه.


===================


أهل الدين وأهل الدنيا

الشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله

قال الرسول الأعظم: (انَّكُمْ أَصْبَحْتُمْ فِي زَمَانٍ كَثِيرٍ فُقَهَاؤُهُ قَلِيلٍ خُطَبَاؤُهُ، قَلِيلٍ سَائِلُوهُ، كَثِيرٍ مُعْطُوهُ، الْعَمَلُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعِلْمِ) خير بمعنى أكثر أو بمعنى أنه هكذا بنظر الناس (وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ، كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ، قَلِيلٌ مُعْطُوهُ، كَثِيرٌ سَائِلُوهُ، الْعِلْمُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ).
وهذا الحديث اخبار بالغيب، لأنه صورة ناطقة بأوضاعنا، فأنّى اتجهت تسمع الخطباء في المجالس والمساجد وفي الاذاعات، أما الفقهاء العلماء حقاً، أما العاملون المخلِصون فأندر من الكبريت الأحمر، وكذا مَن يسأل أكثر ممن يُعطي، ومن لا يعمل أكثر من العاملين، تماماً على عكس ما كانت الحال في عهد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
قيل: من علامات هذا العصر السرعة.. والحقيقة ان أظهر علاماته ودلائله: الكذب والرياء، واللامبالاة بالدين والضمير، فالاذاعة تكذب والصحف تكذب، والساسة لا يصدقون، حتى الكثير من الخطباء والوعّاظ، وأكثرهم يكذبون على الله وعلى أنفسهم، ويقولون ما لا يفعلون.

رحمة الله:

{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ اصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ان رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (الأعراف: 56) فالله سبحانه لا يرحم مَن يظلم الناس، ويفسد في الأرض، وانما يرحم المحسنين، وهم الذين يدعون الله خوفاً من عقابه، وطمعاً في ثوابه، وفي الحديث: (من لا يَرحم لا يُرحَم) وقال أمير المؤمنين: (ان لأهل الدين علامات يُعرَفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد وصلة الأرحام، ورحمة الضعفاء) فمن يذهب ويقول: الله كريم الله رحيم، ويستشهد بقوله تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} (الأعراف: 156) ويتجاهل آية الأعراف (56) كمن يستشهد بالآية (53) من سورة الزمر وهي قوله تعالى: }انَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاًانَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ويدع الآية المتصلة بها بلا فاصل وهي: {وَأَنِيبُوا الَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ ان يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ}.
فالله سبحانه يغفر الذنوب، كل الذنوب، حتى الشرك، ولكن بعد التوبة والانابة، ولو جاز لأحد ان يستدل بكلمات من آي الذكر الحكيم أو سنة النبي الكريم، ويترك السياق الذي وردت فيه، لجاز لابليس ان يقول: انا شيء، ورحمة الله تسع كل شيء، فرحمته تسعني. وأنا مذنب، والله يغفر الذنوب جميعاً، فجميع ذنوبي يغفرها الله!

===================

نحو خطاب منبري تجديدي

أمامة اللواتي – مسقط


مع تنوع مصادر المعرفة وأدواتها، ودور المناهج البحثية في عملية تمحيص التراث والتاريخ، وايمان الجيل الواعي بأهمية التفكير النقدي والاستقصائي، أصبح من الضروري تجديد الخطاب المنبري وبث فكرة التوازن فيه. فقبل سنوات عديدة كانت مصادر المعرفة الدينية تقتصر على جوانب محدودة كشراء واقتناء الكتب، التي لم تكن متوفرة عبر منافذ متعددة وبأشكالها الورقية والالكترونية كما هو اليوم، كما لم يكن المتيسر منها على قدر كبير من التنوع. أيضا كان الاستماع الى أهل العلوم والخطباء بشكل مباشر أحد مصادر المعرفة، خاصة فيما يتعلق بالجوانب العقائدية والتاريخية.
كما لم يكن من الممكن الاطلاع على البيئة الدينية في الدول الأخرى والتعرف على خطابهم الديني الا بالسفر والحضور الشخصي. وكما نرى فان هذه الأسباب شكلّت عائقا أمام الحصول على المعرفة في جميع مجالاتها ومنها بطبيعة الحال المعرفة الدينية. وبالتالي اقتصرت هذه المعرفة على مجموعة محدودة في المجتمع. ولكن مع تطور وسائل المعرفة والتواصل وتعددها وبروز مناهج بحثية جديدة في العلوم الاجتماعية والانسانية، فانه لا يمكن تجاهل تأثير ذلك على الخطاب المنبري فضلا عن الاستفادة منه.
أصبح المطلوب من الخطاب المنبري اليوم، الكثير من الضوابط حتى يحافظ على مكانته ويستمر في دوره بتثقيف وتوعية المجتمع والتأكيد على قضية أهل البيت عليهم السلام، ومعالجة القضايا الدينية والاجتماعية. ويصبح هنا من الضروري لخطباء المنابر الانفتاح على الاساليب الجديدة في الطرح والتحليل وربما أيضا تغيير بعض المفردات المستخدمة والتي لم يعد لها تأثير بسبب تغير لغة الخطاب الحالي، وهنا يجب التأكيد على لغة الخطاب الديني وأهميته الآن ومستقبلا، فقد أدت التطورات في مناحي الحياة المختلفة الى ظهور خطابات متنوعة تمازجت فيما بينها، وأصبحت اللغة المستخدمة والمفردات التي يتم توظيفها هي المفتاح لايصال الفكرة واقناع الجمهور بها.
الخطاب المنبري العاشورائي بالذات بحاجة الى تجديد شامل، وقد يكون هذا المطلب صعبا بعض الشيء خاصة وأنه يوظف جوانب تاريخية وعقائدية مدعّمة بكم كبير من النصوص التي يجب قراءتها بوعي أولا، وتنقيتها واختيار ما يتناسب منها مع الطرح العام وعدم الاعتماد على المشاعر والعواطف وحدها في عملية الاقناع، أو محاولة تضخيم الأحداث لجلب الدمعة قبل العبرة.
وربما نحن بحاجة هنا الى المزيد من الدراسات التحليلية والتاريخية لقضية كربلاء والقصص التي تناقلت ورويت عنها، والحد من روايات (لسان الحال) التي يدافع عنها بعض الخطباء. ورغم ان بعضهم قد لا يعتمد عليها الا في أضيق الحدود لكنها فتحت المجال لمجتمعات أخرى للتجاوز فيها، بل وأحيانا التطرق لأحداث تاريخية خاطئة فيما يتعلق بواقعة كربلاء والظروف التي أحاطت بثورة الحسين عليه السلام.
من القضايا الملحة أيضا بالنسبة للخطاب المنبري هو كمّ الغيبيات التي يتم الركون اليها في عرض مسارات القصة، ورغم أننا لا ننفي الجانب الغيبي لكن تكثيفه بهذه الطريقة يجرّد القضية الحسينية من قدرتها على مجاراة الفعل البشري، وربما يصنع حاجزا بين قدرات الانسان الذي يجب ان يصارع الباطل كما صارعه الحسين وبين القدرات الغيبية التي تركز عليها بعض الروايات. والحقيقة أنه لابد من الاعتراف ان النصوص الروائية المتواترة والثابتة المنسوبة للائمة عليهم السلام فيما يتعلق بتراث أهل البيت عليهم السلام تغلق كل باب للتحليل والمناقشة، وتجعلها في مرتبة النصوص التي لا يمكن التشكيك فيها. وهي قضية متروكة بأيدي الباحثين والعلماء للتفكر فيها والخروج من مأزق اللامعقول في بعض النصوص.


===================

دعاء الصباح والمساء

كيف يبرمج الانسان المؤمن يومه في الليل والنهار؟ ما أهم المسؤوليات اليومية الملقاة على عاتقه تجاه ربه ونفسه ومجتمعه بجانب كسب العلم أو الرزق والترفيه عن النفس؟
للامام زين العابدين عليه السلام في الصحيفة السجادية دعاء بعنوان (دعاؤه عِنْدَ الصَّباحَ وَالْمَساءِ)، ومن خلاله يرسم معالم الاجابة على هذه التساؤلات:
-1 فهو يبدأ بترسيخ ارتباطنا الروحي والايماني بالله من خلال كونه الخالق والمدبر لهذا الوجود، والمنعم علينا بتغاير الليل والنهار بما يحمله ذلك من آثار مهمة على حياة الانسان، الأمر الذي يستدعي لزوم شكره وتعظيمه: (فَخَلَقَ لَهُمُ اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فيهِ مِنْ حَرَكاتِ التَّعَبِ، وَنَهَضاتِ النَّصَبِ، وَجَعَلَهُ لِباساً لِيَلْبَسُوا مِنْ راحَتِهِ وَمَنامِهِ، فَيَكُونَ ذلِكَ لَهُمْ جَماماً وَقُوَّةً، وَلِيَنالُوا بِهِ لَذَّةً وَشَهْوَةً، وَخَلَقَ لَهُمُ النَّهارَ مُبْصِراً لِيَبْتَغُوا فيهِ مِنْ فَضلِه، وَليتسَبّبوا الى رِزقِه، وَيَسرَحوا في أرضِهِ...).
-2 ثم يؤكد الامام بعد ذلك على مسؤوليتنا تجاه الزمن، أي العمر الذي نقضيه.. فكل ورقةٍ من التقويم السنوي نمزقها، انما نطوي بها يوماً من عمرنا، ونؤكد من خلاله على مسؤوليتنا تجاهه: (وَهذا يَوْمٌ حادِثٌ جَديدٌ، وَهُوَ عَلَيْنا شاهِدٌ عَتيدٌ، ان أَحْسَنّا وَدَّعَنا بِحَمْد، وَانْ أَسَأْنا فارَقَنا بِذَمٍّ).
-3 ولذا ينتقل الامام في دعائه طالباً من الله التوفيق لأن يكون هذا اليوم يوم طاعة وعبادة واخلاص، تمتلئ من خلاله صحيفة أعمالنا بالحسنات، (اللّهُمَّ يَسِّرْ عَلَى الْكِرامِ الْكاتِبينَ مَؤُونَتَنا، وَامْلأ لَنا مِنْ حَسَناتِنا صَحائِفَنا، وَلا تُخْزِنا عِنْدَهُمْ بِسُوءِ أَعْمالِنا).
-4 ثم يستعرض الامام طبيعة هذه المسؤوليات التي يجب السعي لتحقيقها من خلال عناوينها الكبرى حيث قال: (اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَوَفِّقْنا في يَوْمِنا هذا، وَلَيْلَتِنا هذِهِ، وَفي جَميعِ أَيّامِنا لاِسْتِعْمالِ الْخَيْرِ، وَهِجْرانِ الشَّرِّ، وَشُكْرِ النِّعَمِ، وَاتِّباعِ السُّنَنِ، وَمُجانَبَةِ الْبِدَعِ، وَالاْمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَحِياطَةِ الاسْلامِ، وَانْتِقاصِ الْباطِلِ وَاذْلالِهِ، وَنُصْرَةِ الْحَقِّ وَاعْزازِهِ، وَارشادِ الضّالِّ، وَمُعاوَنَةِ الضَّعيفِ، وَادْراكِ اللَّهيفِ).
ان هذه المسؤوليات لا تقف عند حد المسؤولية الفردية في العبادة والآداب الشخصية، بل تتسع لتشمل:
-1 توظيف الطاقات في كل صور الخير، واجتناب كل صور الشر.
-2 تحمّل المسؤولية تجاه الانحراف الذي يعيشه المجتمع، بعدم الوقوع فيه، والعمل على تخليص المجتمع منه.
-3 التزام جانب الحق والدفاع عنه، ومواجهة الباطل بحزم واضعاف أسباب ومواطن قوته.
-4 السعي في قضاء حوائج الناس مادياً أو معنوياً أو معرفياً.
وهكذا نعيش مع أفق جديد من آفاق الدعاء في الصحيفة السجادية لندرك ان مدرسة الاسلام في الدعاء لا تقف عند حد طلب الحوائج والرغبة في الثواب، بل هي كما علمنا أهل البيت عليهم السلام مدرسة الحياة التي من خلالها يزداد المؤمن قرباً من ربّه، ويكتشف فيها صفاء الروح، وينطلق من خلالها ليكون انسان الخير الذي يُغدق على الحياة عطاءً ومحبّة.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
79.003
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top