مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

من الاثنين للاثنين

هل ستصبح أمتنا مجرد قطع غيار؟

د.خالد أحمد الصالح
2014/11/23   11:51 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

العالم من حولنا يُبحر بسفينة الديموقراطية ونحن نحرق بقايا الحرية والعدالة والمساواة


الديموقراطية ليست ترفاً فكرياً، انها أصل من أصول الحياة.
الديموقراطية والحريّة والمساواة أو الشورى والبيعة والعدالة سمها ما شئت، كل تلك الأسماء ليست للمتاجرة والتصارع والمزايدات، بل إنها أسماء أصيلة وحاجيات ملحة كالهواء والغذاء لا يستطيع الانسان ان يصبح انسانا دون الحياة فيها ومعها.
مر عالمنا العربي في الستين سنة الماضية بأكبر عملية تضليل لتلك المصطلحات النبيلة، عمليات بدأت بتحريف المعاني وانتهت بتشويه الممارسات، فكيف كان ذلك؟.
تحريف المعاني تم عن طريق جيش ممن باعوا أقلامهم للسلطة، فسطّروا آلافاً من المقالات والكتب لتشويه معاني الديموقراطية أو الشورى، حتى وصفوا حكم الفرد بنهاية التاريخ وغاية الابداع الانساني.
ظهر بيننا من أوصل عبد الكريم قاسم وجمال عبدالناصر وحافظ الأسد وصدام حسين وغيرهم كثير، أوصلهم الى عرش الديموقراطية ومنحهم أوسمة العدالة والحريّة والمساواة، حتى أصبح نقد بعض ممارساتهم خطيئة كبرى وخيانة عظمى.
بل ان الجماهير العربية التي هي مداد حركة الاصلاح، ومعمل تفريخ الأجيال تم تضليلها بشكل جعل حركتها عكس اتجاه حركة الشعوب الحرة في الغرب والشرق، مما جعل العالم حولنا يتقدم ونحن في تخلف مستمر.
أما تشويه الممارسات فقد أوجدوا أحزاباً وجماعات تتحدث عن جمال الديموقراطية وحلاوة تبادل السلطة، وتطالب جماهير الأمة بالتحرك من أجل العدالة والمساواة والحريّة، تلك الجماعات والأحزاب كلها لم تُمارس الديموقراطية فيما هي قادرة عليه، في جماعتها وأحزابها، أحزاب وجماعات أيدلوجية من مختلف التوجهات كلها مارست أقسى أنواع التسلط واحتكرت السلطة لنفسها عقوداً طويلة بينما تطالب السلطات الحاكمة بالديموقراطية!!.
أسماء رنانة لطبول فارغة، الجبهه الديموقراطية، الجبهة الشعبية، جماعة الاصلاح، حزب العدالة، حزب الحرية....الى آخره من أسماء جذابة تحتكرها وجوه مازالت تطل علينا دون تغييرعقوداً طويلة.
اذا عانت الديموقراطية في بلادنا العربية من تشويه طال النظرية والتطبيق، فهل بقى شيء بعد ذلك! عندما تمتزج النظرية مع التطبيق تكتمل الدائرة، أهل الحق اليوم محاصرون تماما، وأي حركة لهم بالاتجاه الصحيح سينتج عنها ملاحقتهم بالأقلام والسياط.
اكتملت المنظومة، ولكن الأمل باق بأجيال قادمة يعرفون ان أعداءهم ليسوا طغاة السلطة فقط، بل ان أعداءهم الأكثر ضرراً هم ممن يعارضون، وهم في الحقيقة الأتباع المخلصون الذين يمارسون الحماية الحقيقية للطغاة من أجل منع تيار الاصلاح.
العالم من حولنا يُبحر، بسفينة الديموقراطية، نحو مراحل متقدمة من المدنية والرقي، ونحن نحرق بقايا الحرية والعدالة والمساواة، تتعاون دولنا بنشاط ظاهر وجيوب مفتوحة واخلاص منقطع النظير لايقاف أي خطوة باتجاه الديموقراطية وتبادل السلطة.
اذا استمر الوضع هكذا فسيأتي يوم تصبح أمتنا العربية مجرد قطع غيار للأمم الأخرى.

د.خالد أحمد الصالح
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
594.0124
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top