خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

المصالحة العراقية.. البحث عن جديد!

2014/11/12   06:18 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0



بين حين وآخر، يتكاثر الحديث عن المصالحة الوطنية في العراق الجديد، والسؤال مَن يتصالح مع مَن؟ وكيف؟ بل حتى يطرح السؤال: لماذا هذه المصالحة في مثل هذا التوقيت بالذات؟
يبدو أن ملف هذه المصالحة دخل في حلقة من اللامبالاة لا يمكن إنعاشها... ولابد من إعادة هيكلتها جذرياً أو يشملها رئيس الوزراء حيدر العبادي بمشروعه للتقشف الاقتصادي وهو يواجه معضلة هبوط أسعار النفط وهبوط صادرات العراق النفطية على خط واحد، بما يجعل تهديدات اتحاد القوى الوطنية بالانسحاب من حكومته يضغط على إجراء مؤتمر المصالحة الوطنية فقط شكلياً من دون أية نتائج واقعية منتظرة مادام الجميع يحمل اجندات اقليمية ودولية متضاربة.
مشكلة هذا الفشل تتجسد في تلك الخطوط الحمراء والانتقائية في مشروع المصالحة وكلاهما يحفز الإرهاب وهو ما ظهر مع بداية خروج الأمريكان من العراق عام 2011 حينما رفضت حكومة المالكي حينها الاستمرار في دفع رواتب تشكيلات الصحوات وقامت بدمجهم في وظائف مدنية وضيعة تحت عناوين قانونية براقة تتعلق بالشهادات والفرص الوظيفية المتاحة لهم وفقاً لاختصاصاتهم، لكن ذلك لا يعني ان التحالف الوطني الشيعي وحده المتهم بطلاق تلك الخطوط الحمراء والانتقائية في المفاوضات حول ملف المصالحة بل إنه يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية بوصفه الجهة المتصدية للسلطة، فيما يتحمل الجانب السُّنّي المسؤولية الكاملة عن عودة الإرهاب الى مدنهم بسبب عدم جديتهم في التعامل الإيجابي مع مشروع المصالحة الوطنية لأسباب اقليمية ودولية، يمكن أن تنتهي بمشروع الأقلمة والمناداة بتشكيل اقليمهم السُّنّي، ليس واحداً فيما يتعلق بدعم مشروع المصالحة مع فئات المعارضة السُّنّية.
لذلك يمكن القول، إن ملف المصالحة الوطنية، يعدّ الملف الموازي للقتال الدائر اليوم ضد تنظيم الدولة الإسلامية، واي مبادرة وطنية مكملة للجهد الحربي يمكن أن تؤدي الى نتائج باهرة في ساحات القتال، لكن يجب أن يكون هناك إرادة وضمانات حقيقية لتنفيذ المصالحة مع أطرافها المؤثرة والملزمة في الميدان.
وحينما تتهيأ مستشارية المصالحة الوطنية التابعة لمكتب رئيس الحكومة حيدر العبادي لإقامة مؤتمر لها ومهرجانات لشيوخ العشائر الذين لم يقدّموا لمسيرة المصالحة الوطنية السابقة سوى الفساد المالي والتلوّن السياسي، ومثل هذه المؤتمرات لا تتأثر بحاجات الشعب العراقي الأهم.. هي في الغالب مصالحة عرجاء، لأن أغلب أطراف المعارضة للحكومة العراقية من السُّنّة العرب وأبرزهم رافع العيساوي ومحمد عياش الكبيسي وعدنان الدليمي وعبدالناصر الجنابي ومحمد الدايني وحارث الضاري وطارق الهاشمي وخميس الخنجر وأكرم زنكنة وطارق الحلبوسي والحراك الشعبي السُّنّي وعوض العبدان وناجح الميزان.. ومن المسلحين المجلس السياسي للمقاومة العراقية وجيش المجاهدين وجيش رجال الطريقة النقشبندية وكتائب ثورة العشرين.. والشخصيات الفكرية السُّنّية المؤثرة، الدكتور سامي الجنابي والدكتور طه الدليمي والمهندس اياد القيسي، كل هذه الأطراف مازالت تقدم نصف خطوة باتجاه المصالحة مع العملية السياسية في عراق اليوم وتؤخر خطوتين، لأسباب اقليمية ودولية، تؤثر على قراراتها الداخلية، فليس هناك اي طرف حكومي أم خارج الحكومة، داخل الأحزاب والقوى المعارضة للعملية السياسية او من هم داخلها، باستطاعته ان يتعامل مع الملف العراقي وطنياً، بمعنى أوضح ليس هناك اي طرف يقدم مصلحة العراق بوصفه وطن الجميع حينما يجلس على طاولة المصالحة الوطنية، بل يقدمون أجنداتهم الحزبية بأفكارها المتناقضة، وميولهم وولاءاتهم لجهات التمويل، بانتظار حلول غير عراقية لمشاكل عراقية!.

بغداد - مازن صاحب
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
78.0016
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top