خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

«موغيريني» وتحديات السياسة الخارجية

2014/11/06   07:08 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0



يؤشر اختيار وزيرة خارجية إيطاليا فيدريريكا موغيريني مسؤولة عليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الى بداية انخراط ممثلي الجيل الأوروبي الجديد في مؤسسة القيادة الأوروبية. وتعيين موغيريني في هذا المنصب الرفيع في المفوضية الأوروبية الجديدة لم يكن ليحصل من دون نتيجة إصرار رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينتسي الذي طالب بأن يكون الاتحاد أكثر قرباً من الجيل الشاب ومن مواطني دوله الأعضاء، وان يكون تمسكه بالقيم الأوروبية أكبر وأكثر من الوحدة النقدية. وكان تعيين موغيريني وزيرة للخارجية الإيطالية في فبراير خلفاً للدبلوماسية العريقة والمتمرسة ايما بونيني، مبعثاً لاستغراب السياسيين والإعلاميين في بلادها وفي أوروبا، وذهب رئيس الجمهورية آنذاك جورجيو نابوليتانو الى الأبعد بإعرابه عن شكوكه في قدراتها السياسية واستيعابها لما يحدث في العالم من تطورات وتغييرات حساسة وعاصفة.
«موغيريني» المعروفة باعتدادها بنفسها وولعها بشخصيتها، سارعت بعد اختيارها في المنصب الجديد الى مضاعفة زياراتها الرسمية الى الخارج وبشكل خاص الى روسيا وأوكرانيا ودول الشرق الأوسط. ولقد أثار لقاؤها بالرئيس الروسي بوتين انتقادات كثيرة، واتهامات بالانحياز والميل الى روسيا وسياستها أكثر مما لأوروبا ومصالحها وتجاهل علاقتها الراهنة المتوترة مع الكرملين، إذ هي على الرغم من معرفتها بالحصار الذي يفرضة الاتحاد الأوروبي على بوتين وجّهت له الدعوة للمشاركة في القمة الأوروبية-الآسيوية التي انعقدت في أكتوبر الماضي، بتنظيم من الإدارة الإيطالية الدورية للاتحاد الأوروبي، وما أثار سخط رفاقها في الزعامة الأوروبية ايضاً إعرابها عن دعمها لمشروع خط أنابيب الغاز (ساوث ستريم) الذي تعارضه الولايات المتحدة وجمدت تنفيذه المفوضية الأوروبية. ما دفع خصومها ومعارضيها الى فتح حساب على (تويتر) بعنوان «أوقفوا موغيريني» موجه ضد تعيينها في هذا المنصب الأوروبي الرفيع والحساس، إلا أن المحللين الإيطاليين اتهموا منتقديها الأوروبيين بالنفاق، مشيرين الى أنها ليست الوحيدة التي تتبع سياسة متوازنة مع روسيا، وإنما أيضاً المانيا وفرنسا. وموغيريني المولودة في ايطاليا أكملت دراستها العليا في جامعة ايطالية، وتقوم الآن بإعداد دراسة دكتوراه في العلوم السياسية، وهي كانت شاركت في حملات مناهضة للعنصرية وكراهية الأجانب والإسلاموفوبيا في أوروبا. وكانت بدأت في التعاطي مع قضايا السياسة الخارجية عندما كانت عضواً في حزب «الديموقراطيون اليساريون» الذي خرج من رحمه الحزب الديموقراطي الحاكم الآن في ايطاليا، ومن ثم تولّت لاحقاً مهمة ادارة العلاقات مع الولايات المتحدة، ومع حزب «الاشتراكيون الأوروبيون». وأصبحت موغيريني نائبة في البرلمان الإيطالي في العام 2008، وهي عضوة في لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب، وفي العام 2013 ترقت لتصبح مسؤولة القضايا الأوروبية والدولية في قيادة الحزب الديموقراطي. وتخوض موغيريني معركة شائكة مع خصومها، وتردّ على انتقاداتهم لها بعدم نضوجها السياسي وعدم تمتعها بالكفاءة والتجربة الكافية لإدارة السياسة الخارجية الأوروبية كونها ماتزال شابة بالقول إنها بلغت من العمر 41 وهي فترة كافية لاكتساب المعارف والتجربة السياسية، فضلاً عن انها وزيرة خارجية دولة عضو في مجموعة الدول السبع الكبار، وتمارس المعترك السياسي الأوروبي والدولي منذ 20 سنة. تواجه أوروبا تحديات جدية ومعقدة ناجمة عن الأحداث الدراماتيكية المتسارعة في العالم، وتداعيات وارتدادات نزاعات مسلحة خطيرة في العراق وليبيا وسورية ولبنان واليمن على أمنها القومي، عدا ما تشهده في عقرها من صراع خطير في أوكرانيا، واقتراب الدولة من التفتت، ودخول الغرب في حرب باردة جديدة مع روسيا، ما يعني «ان اختيار الشخص غير المناسب لقيادة السياسة الخارجية الأوروبية، سيؤدي لا محالة الى مشاكل فعلية في أوروبا»، حسب مركز (بروكينغز) الأمريكي.

صوفيا - محمد خلف
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
79.0124
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top