مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

إذا ما ترفع راسي لا توطيه.. والعويد

د.عصام عبداللطيف الفليج
2014/10/08   09:38 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

المربي الناجح هو من يستثمر الخطأ والمشكلة لتعديل وتقويم السلوك


يقول مدير احدى المدارس الثانوية: تفاجأت صباح ذات يوم وانا ذاهب للمدرسة بوجود كلمات وتعليقات ورسومات وتشويهات بصبغ البخاخ على السور الخارجي للمدرسة، وبعد البحث والتحري، تم معرفة الفاعل، وهو طالب في الصف الحادي عشر، وتم مواجهته فاعترف، فاتصلت بولي أمر الطالب بشكل مباشر، ودعوته للحضور الى المدرسة، ولما حضر عرضنا عليه الكتابة على سور المدرسة، ومناقشة المشكلة معه، فطلب - بكل هدوء - حضور ابنه، وسمع اعترافه بهذا العمل، فاعتذر الأب من هذا العمل المخجل، وأخرج هاتفه النقال واتصل على صباغ يعرفه، وطلب منه اعادة دهان الجدار بنفس اللون السابق ليعود أفضل مما كان، ثم التفت لابنه وقال له بكل بهدوء: يا ولدي.. اذا ما ترفع رأسي.. لاتوطّيه!! ثم استأذن وانصرف.
يقول مدير المدرسة: نظرت الى الطالب، واذا هو واضع كفيه على وجهه ويبكي بحرقة، وأنا والاختصاصي الاجتماعي في قمة الذهول من أسلوب هذا الأب، وأثر هذا الأسلوب على ولده، فهو لم يضربه ولم يصرخ عليه ولم يسأله لم فعلت ذلك ولم يوبخه، كما يفعل عادة الآباء! فقال الطالب لنا وهو يبكي: يا ليت أبوي ضربني، ولا قال لي هالكلام.
ثم اعتذر الطالب وأبدى ندمه على ما قام به، وبعدها صار من خيرة طلاب المدرسة.
هذا نموذج «التربية بالموقف»، فهذا الأب «المربي».. لم يستخدم «نفوذه» الأبوي ولم يتسلطن على ابنه كما يفعل غالب الآباء، ولم يعمل على «اهانة» ابنه أمام المدير او الاختصاصي الاجتماعي او المعلمين، كما يفعل الآباء عادة، بل تعامل بحرفنة تربوية رائعة، جعلت الولد يبكي من شدة الصدمة التربوية، او الجرعة التربوية العالية، وشعر بالندم الشديد، وهذا هو الهدف، واعتذر وانصلح حاله، تربويا وسلوكيا وعلميا.
ان اي سلوك سلبي يقوم به الطالب، انما هو لضعف ثقته بنفسه، وعلينا ان نعمل لاعادة ثقته بنفسه، قبل المزيد من الانهيار.
ان المربي الناجح، هو من يستثمر الخطأ والمشكلة لتعديل وتقويم السلوك، لا الانتقام والتشفي، فالدور الذي نقوم جميعا تجاه الأبناء.. آباء ومعلمين واداريين وجيران واعلاميين وأئمة ووعاظ وخطباء وأطباء.. التوجيه وليس العقاب، والتربية وليس الانتقام، فالعقاب ليس هدفا بحد ذاته، ولكن الهدف هو علاج المشكلة والخروج بنتائج ايجابية.ولنا في رسول الله صلى الله علي وسلم أسوة الحسنة، والله يحفظكم، ويصلح عيالكم.
٭٭٭
أنهى الشيخ عبدالعزيز العويد مشروعه في توثيق «معجم تاريخ الحج» عبر موسوعة تعد الأولى من نوعها، وهي كتاب يقع في 800 صفحة، تم جمع فوائده من أكثر من 250 مصدراً عربياً وأجنبياً.
كما أنجز برنامجاً تلفزيونياً بعنوان «ذكريات الحج»، من 30 حلقة، عن تاريخ الحج.
وهذه الانجازات الوثائقية الرائعة تستحق الشكر والتقدير لصاحبها، الذي وفر علينا جهدا كبيرا، نتابعه في دقائق.
وللاطلاع على كتاب «معجم تاريخ الحج»، يمكن الدخول على هذا الرابط: http://aathar.org/showbook-14.html وللاطلاع على برنامج «ذكريات الحج»، يمكن الدخول على هذا الرابط: http://aathar.org/youtubecat-22.html.
٭٭٭
قال ابن عقيل: «اذا أردت ان تعلم محل الاسلام من أهل الزمان، فلا تنظر الى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وانما انظر الى مواطأتهم أعداء الشريعة».
«الآداب الشرعية» لابن مفلح.

د.عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1059.9896
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top