خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

هل تؤدي الضربات الجوية لإنقلاب السُنّة على أمريكا

2014/10/04   08:31 م
شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
هل تؤدي الضربات الجوية لإنقلاب السُنّة على أمريكا

إيكونوميست

حينما وسّعت امريكا نطاق حربها ضد جهاديي الدولة الاسلامية في الثاني والعشرين من سبتمبر لتشمل سورية، كانت تنتهج بذلك على ما يبدو استراتيجية محددة تركز فيها على زيادة تأييد السُنة لعملية عزل ومن ثم دحر المتطرفين في النهاية.
وبالطبع لن تتعاون امريكا مع نظام بشار الاسد بل ستعمل على تشكيل قوة من الثوار السوريين المعتدلين ليكونوا في مرحلة ما قادرين بمساعدة امريكا على هزيمة الدولة الاسلامية وقوات الاسد في نهاية المطاف.
ومن الملاحظ ان 5 دول عربية سنية انضمت الى الحملة الجوية في سورية بينما امتنع اصدقاء امريكا الغربيون عن ذلك.
وفي هذا الاطار، جرى تعيين رئيس حكومة جديد في العراق على اساس تعهد بالعمل بجد واخلاص لكسب ولاء السُنة الغاضبين.
بيد ان المرحلة الاولى من الحملة الجوية، التي استمرت حوالي اسبوعين كانت غير مجدية على ما يبدو. صحيح ان الدولة الاسلامية (داعش) اندحرت في بعض المناطق الا انها لا تزال تحُرز تقدما في اخرى. بل وتمكنت قواتها من الزحف نحو بغداد مما آثار شعورا بالهلع داخل العاصمة، كما اقتربت جدا خلال الايام القليلة الماضية عن بلدة عين العرب (كوباني) السورية الواقعة على الحدود التركية.
غير ان الامر الاكثر اثارة للقلق بالنسبة لأمريكا هو ان الحملة الجوية نادرا ما تحظى بالترحيب في سورية بل ان البعض يشتكي بالقول: «بدلا من ان تقصف امريكا الاسد نجدها تهاجم اعداءه». ويزعم آخرون ان امريكا تضرب المدنيين السوريين بدلا من استهداف داعش. بل ويذهب آخرون الى درجة نشر فكرة تقول ان كل ما يجري في سورية والعراق ما هو الا حرب ضد الاسلام.
والواقع ان كل فصائل الثوار – بما فيها «حركة حزم» التي تتلقى اسلحة امريكية مضادة للدبابات – تنتقد امريكا. وهذا ما يثير سؤالا خطيرا هو: هل ستؤدي السياسة الامريكية الراهنة الى رد فعل عنيف لدى الناس الذين تسعى واشنطن لكسبهم؟

أقوى المجموعات

الحقيقة ان احد اسباب غضب السوريين ايضا هو استهداف امريكا لجبهة النصرة التي هي من اقوى المجموعات التي تحارب نظام الاسد. فهذه المجموعة مقبولة لدى الكثير من فصائل الثوار المعتدلة على الرغم من ارتباطها بالقاعدة، وذلك بسبب ما تتميز به النصرة من قوة واستبسال في محاربة النظام، بينما عمدت الدولة الاسلامية في البداية الى مقاتلة الثوار السوريين والاكراد من اجل اقامة ما تُطلق عليه «دولة الخلافة».
بل وثمة خطر يتمثل الآن في احتمال انضمام جبهة النصرة للدولة الاسلامية لمواجهة عدو مشترك هو امريكا. فبعد اقتتالهما في 2013، اعلن الطرفان هدنة عقب بدء الضربات الجوية الامريكية، وهما يحاولان الآن استقطاب المقاتلين والمدنيين لصفوفهم بتصوير القصف الامريكي كحرب على الاسلام.
صحيح ان اصداء نداءاتهم هذه محدودة في الخارج، لكن دعوتهم للانتقام من امريكا والغرب ربما تحرك بعض المؤيدين.
على أي حال، ثمة مسألة اخرى اكثر تأثيرا ايضا، اذ يلاحظ كثير من السوريين انه على الرغم من اقدام نظام الاسد على قتل السوريين بأعداد ضخمة اكبر بكثير مما قتلت داعش منهم، لم تلق الطائرات الامريكية أي قنبلة على قواته.
يقول والد اربعة اطفال في حلب، وهو يعرض على شاشة هاتفه صورة طفل مخصب بالدماء تم سحبه من تحت الانقاض نتيجة لضربات النظام، يقول: الاسد يقتل عشرات السوريين كل يوم ولاتزال امريكا ترفض منذ 3 سنوات دعواتنا للحصول على السلاح واقامة منطقة حظر جوي، بل وحتى الآن هي لا تساعدنا مباشرة. لذا نحن نريد ان نحارب بأنفسنا بدلا من الاعتماد على الضربات الجوية.

الضربات لسعات بعوض

ويقول حسن مرعي، وهو متحدث باسم المقاتلين المعتدلين ان شكوى الثوار الرئيسية من امريكا الآن تتمثل في عدم تنسيقها عمليات الضربات الجوية معهم، ويلاحظ مرعي ان الامريكيين لم يضربوا داعش في المنطقة الشرقية من حلب التي يشكل فيها مقاتلوها تهديدا مباشرا للثوار المعتدلين في بلدة المعرة. ويضيف مرعي ان أيا من مجموعات الثوار لم تتلق طلبا لترشيح بعض عناصرها للتدريب تطبيقا للخطة الامريكية التي اعلنت واشنطن من خلالها عزمها على تدريب 5000 مقاتل سوري على الاقل.
ويعلق احد المقاتلين على هذا بالقول: حينما تسأل الامريكيين من هذه المسألة لا نسمع منهم سوى الوعود التي سمعنا الكثير منها من قبل اما ضربات امريكا لداعش فهي ليست سوى لسعات بعوض. لا شك ان مثل هذه الشكاوى تنطوي على تحذير واضح، فما لم تُقنع امريكا غالبية السوريين انها الى جانبهم، سوف يكون المنتصر الاكبر في هذه المواجهة: الدولة الاسلامية والاسد، وهذا لم يكن الهدف بالطبع.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
81.0022 		 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top