مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

داعش آسيوية وأخرى أفريقية.. فوضى مقبلة في الوضع العربي والإسلامي

أحمد الدواس
2014/10/03   10:25 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

في المستقبل البعيد سوف يؤدي التنافس بين دويلات الخلافة إلى ضعف الجماعات الجهادية


أثبت التاريخ الاسلامي ان الدويلات الاسلامية السابقة كانت غير مستقرة ومصيرها الاخفاق، فامارة عبد القادر الجزائري في غرب الجزائر لم تكن مستقرة، واستطاع الفرنسيون تدميرها في النهاية، وفي السودان لم تستمر دولة المهدي طويلاً بل لمدة عشر سنوات في أواخر القرن التاسع عشر بزعامة المهدي محمد أحمد، حيث نادت الحركة المهدية بالجهاد ضد الحكام العثمانيين والمصريين وكذلك الانجليز، واضطهدت الأقليات الدينية، لكن امارة المهدي فشلت في اقامة مؤسسات مستقرة فتدهور الوضع الاقتصادي ومات نصف السكان من المجاعة والمرض والعنف، قبل ان يقوم الجيش البريطاني يعاونه المصريون بسحق النظام في حملةٍ دموية، فكتب ونستون تشرشل كتاباً يؤرخ فيه هذه الأحداث اسمه «حرب النهر»، عندما كان شاباً يعمل كضابط في السودان.
وفي القرن التاسع عشر كانت هناك امارة القوقاز، حيث حشد الأئمة فيها مسلمي الشيشان وداغستان من خلال شن حرب مقدسة ضد الامبراطورية الروسية استمرت 30 عاماً حاولت فيها ان تُخضع المنطقة لسيطرتها فقتلوا خصومهم المحليين وفرضوا حكم الشريعة قسراً على السكان، لكن قوات القيصر استطاعت مواجهة هذه الامارة بقوة عنيفة حطمتها في النهاية.
في السنوات القليلة الأخيرة ظهر نوع من الدويلات الاسلامية مثل بوكوحرام في غرب أفريقيا، دولة الشباب في شرق أفريقيا، الامارة الاسلامية في القوقاز، ودولة الخلافة داعش في العراق وسورية، وهذه الدويلات لها جهاز اعلامي ضخم وشبكة تمويل، كما تمارس العنف والاعدامات الجماعية بحق الخصوم، والخطف والنهب، الى درجة لم تكن معروفة لدى الدويلات الاسلامية السابقة، وأصبحت تعمل تحت ضغط خارجي وداخلي وهي غير مستقرة، وكل منها يزعم ان زعيمه هو «أمير المؤمنين»، ففي أفغانستان كان ملا محمد عمر قد أطلق على نفسه هذا اللقب في التسعينيات عندما حكمت الحركة أفغانستان، أما أبو بكر البغدادي زعيم داعش فقد أعلن نفسه «أميراً لجميع المسلمين في العالم».
لقد دب التنافس بين جماعات الجهاد الاسلامية، فبظهور داعش في العراق والشام أصبحت جماعات الجهاد في اليمن وباكستان والجزائر تعتبر داعش تهديداً لقيادتها للجهاد الاسلامي، وفي التنافس من أجل الموارد المحدودة مثل التمويل والأسلحة والرجال، وكثير من قادة هذه الجماعات يشعر بالغيرة من انفراد داعش وحدها بجمع المال من مسلمي دول الخليج، على اعتبار ان العراق والشام كانتا موطئاً للخلافة الاسلامية وفي وسط العالم الاسلامي، أما باكستان واليمن فلاتملكان هذه الميزة.
لكن أخطر رؤية اسلامية متطرفة مانُسب الى الظواهري زعيم القاعدة، الذي يتخذ الحدود الأفغانية الباكستانية مقراً له، عندما طرح رؤيته لمسيرة حركة الجهاد، فقد قال في عام 2005: «كان اعتقادي دائماً بأن الاسلام سينتصر عندما يتحقق انشاء دولة اسلامية في قلب العالم الاسلامي، وأن أول خطوة في هذا السبيل هي طرد الأمريكان من العراق، وفي المرحلة الثانية اقامة امارة ثم العمل على توسيعها حتى تصبح دولة خلافة، وفي المرحلة الثالثة نهجم على الدول التي تُحيط بالعراق وبالذات السعودية، الكويت، سورية، الاردن، ونضمها لدولة الخلافة، أما في المرحلة الرابعة فنستخدم قوة الدولة لمهاجمة اسرائيل».
في المرحلة المقبلة ستطرأ مشكلات اقتصادية وسياسية واجتماعية في العالمين العربي والاسلامي، الى جانب النزاع الطائفي والتنافس الجيوبوليتيكي ومصالح القوى الخارجية لاسيما أمريكا والغرب، كل ذلك سوف يزيد من تطرف العناصر الاسلامية، وسيظل التطرف يهدد المسلمين والعالم لفترة عقودٍ قادمة.
في المستقبل البعيد سوف يؤدي التنافس بين دويلات الخلافة الى ضعف الجماعات الجهادية، وسيفقد المتطرفون كثيراً من الأتباع لسببيّن: الأول، عجز قادة الدولة الدينية عن تقديم الحلول الاجتماعية والسياسية فيتحول كثير من المتطرفين الى اختيار البراغماتية (المذهب العملي أو فلسفة الذرائع) أي الاعتدال، والسبب الثاني، معارضة المسلمين لهذا السلوك المتطرف، ولكن بعد ان يكون التطرف والفوضى قد ألحقا أشد الضرر بالعالمين العربي والاسلامي.

احمد الدواس
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
346.0117
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top