الثلاثاء
14/04/1447 هـ
الموافق
07/10/2025 م
الساعة
11:01
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
الفجر 4:26
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
مقالات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=380266&yearquarter=20143&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
خروق الطويل.... في ثوب المنهج السلفي الأصيل!!
ناصر شمس الدين
2014/08/22
09:18 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 0/5
- تفسير القرآن بالهوى
- بتر كلام العلماء
- حصر الحق بالأفراد
- اتهام الناس بما ليس فيهم
- النميمة
- الزام الناس بالتقليد
- التلبيس في استخدام الألفاظ
- رسالته التي لم يحملها البريد خرق واسع على الراقع
أولا: ردي على الشيخ سالم سيكون حول مسائل مهمة، خالف فيها منهج السلف، وألصق بثوبه الناصع تلك المخالفات التي تنفر منها الطباع السليمة وتشمئز منها الفطر السوية، ومخالفاته للمنهج السلفي تقع في ثمان مسائل:
1- تفسير القرآن بالهوى.
2 - بتر كلام العلماء.
3 - حصر الحق بالأفراد.
4 - اتهام الناس بما ليس فيهم.
5 - النميمة.
6 - الزام الناس بالتقليد.
7 - التلبيس باستخدام الألفاظ.
8 - رسالته التي لم يحملها البريد خرق واسع على الراقع.
ثانيا: اكراما لمن راسلني ممن أقدر وأحترم، سأخاطب سالم الطويل بالشيخ سالم.
ثالثا: ما كنت أود نشر شيء مما دار بيني وبينه – من رسائل خاصة – في وسائل الاعلام، ولكن لأنه بدأ ونشر، فليس لي خيار الا النشر، ليعلم القارئ الكريم اضطراب المنهج عند الشيخ سالم، وشدة تناقضاته، ومدى المعاناة التي عانيتها وما زلت في فهم التركيبة النفسية، والشخصية العلمية للشيخ سالم الطويل.فأقول وبالله التوفيق ومنه أستمد العون والتأييد وأبرأ الى الله من حولي وقوتي.
منذ أكثر من سنة كتبت – بحمد الله – ردا على الشيخ سالم الطويل بعد ان كتب مقالا متهما المجاهدين في سورية أنهم لا يقاتلون في سبيل الله – هكذا رجما بالغيب – تفاجأت بعدها بمراسلته لي على الواتس آب، يفتح معي مسائل للنقاش، وكنت آخذ وأرد معه، لعل الله يأخذ بأيدينا للحق والسنة، وخلال هذه المدة غير القصيرة، اتضح لي البون الشاسع بين ما يدعيه الشيخ سالم من سلفية ملأ الدنيا صياحا بالتمسك بها، والدعوة اليها والذب عنها، وبين كلمات، وآراء، وقواعد تبدر منه لا تنتمي للسلفية بأدنى صلة، ومنهج السلف منها براء، وكما قيل بالمثال يتضح المقال:
أولا: تفسير القرآن بالهوى: فهو لا يسلك منهج السلف في تفسير كلام الله، بل يخوض خوض أهل الأهواء، فيفسر كلام الله بالهوى وبدون علم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله: (وأما تفسير القرآن بالرأي المجرد فحرام).والشيخ سالم قد أقر بالخطأ في الرواية التي سأذكرها، والذي حملني على ذكرها هو الاستدلال على منهج الشيخ سالم المخالف لمنهج السلف في التفسير، ولولا أنه تراجع وأقر بالخطأ لذكرت عبارته كاملة، فقد سألته مرة عن المقصود بالبيعة في قوله تعالى: {ان الذين يبايعونك} فأتى بجواب مختلق مبتكر، لم يسبقه اليه أحد - فيما أعلم - فكررت السؤال متعجبا!!؟، فجاءني الرد الأعجب! وهو الاصرار على الجواب المُحْدَث، فلما بينت له خطأه وأن قوله لم يسبقه اليه أحد!!، كتب وبكل برود: وما المانع اذا أخطأت!!، فقلت له: أنت لم تخطئ، بل أحدثت قولا جديدا لم يسبقك اليه أحد، والشيخ سالم قبل غيره يعلم ان السلفيين يفرقون بين الخطأ، وبين التفسير بالرأي المجرد عن قواعد وأصول التفسير، فالخطأ مغفور قال صلى الله عليه وسلم: (وُضِع عن أمتي الخطأُ)..الحديث صححه الألباني، والتفسير بالرأي المجرد عن قواعد وأصول التفسير حرام كما قال شيخ الإسلام - رحمه الله -، وقد يفضي التفسير بالرأي المجرد الى القول على الله بلا علم وهو من كبائر الذنوب الموجب للتوبة، قال تعالى: {قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن..}...الى قوله: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}. فهل يا شيخ سالم من منهج السلف تفسير القرآن بالهوى!؟.
ثانيا: بتر كلام العلماء بما يوافق ما يروج له: زعم الشيخ سالم في مقاله ان العلامة صالح الفوزان – أمد الله عمره بالطاعة – قال عن الجهاد في الشام: (ان هذه فتنة فتجنبوها). وهذه نصف الحقيقة، والحقيقة الكاملة ان العلامة صالح الفوزان منع الشباب من الذهاب الى الشام للجهاد، ولم يأمرهم باجتناب دعم المجاهدين عسكريا مطلقا كما يزعم الشيخ سالم، وحث العلامة الفوزان الحكومات والأفراد على نصرة الشعب السوري كل وفق استطاعته، وأمر بتجنب الفتنة لمن لا قدرة له على نصرتهم، فقال ردا على سؤال حول دور طلبة العلم فيما يحصل في بلاد الشام، قال – حفظه الله –: (الذي له دخل ويستطيع يخلصهم منها الله يقويه، والذي ما يستطيع يجتنب الفتنة ويدعو لهم وللمسلمين عموما).ا.هـ
ثالثا: حصر الحق بالأفراد: ثم اختصار هؤلاء الأفراد بشخص واحد، ثم حصر الحق بفهمه هو - الشيخ سالم - لكلام هذا الشخص، ثم الانتقاء من كلام هذا الشخص أو بتر كلامه بما يوافق هواه، فقد ذكر بداية المقال أنه تابع للعلماء الأجلاء..الخ، واتضح ان هؤلاء العلماء هم العلامة الفوزان - حفظه الله – فقط لا غير، ثم بتر كلام العلامة الفوزان، ونقل من كلام الفوزان ما يخدم ويؤيد قوله!!.
رابعا: اتهام الناس بما ليس فيهم:
أثناء تبادل الرسائل معه قال لي: (انك لا تتجرأ على بعض الناس ممن يكيل لك السباب بالكيل، وسَمَّى شخصا بعينه كمثال !!!).وأنا أعلم يقينا ان هذا الذي سَمَّاهُ لي في الرسالة الخاصة، لم يذكرني في مقالاته أو كلامه، لا تصريحا ولا تلميحا طيلة حياته، وبالكويتي الفصيح (ما درى عن هوى داري!!).فيا شيخ سالم: هل من السلفية ان ترمي الناس بما ليس فيهم؟؟.
ثم جاء الشيخ سالم بالمفاجأة وذكر العبارة في مقاله تلميحا دون ان يصرح باسم من صرح باسمه في رسالته الخاصة لي!!.
فهل من السلفية أيضا يا شيخ سالم ان تسلق الناس باسمائهم بلسانك من وراء ظهورهم، ثم تُبْهِمُ أسماءهم عند خشية وصول كلامك لهم!؟؟.يا شيخ سالم!! أتخشى من ذكرته بالرسالة وأبهمته في المقالة!؟ أتخشاه!؟ فالله أحق ان تخشاه!!، أليس كذلك يا شيخ سالم!؟.
خامسا: أليست هذه من النميمة عندما تنقل لشخص بينك وبينه وليس معكما الا الله، فتقول له: (ان فلانا يكيل له السباب بالكيل)، ثم تخفي اسمه عند خوفك من سماعه لما تقول!؟ وهل النميمة تنتمي للسلفية؟ وهل تُعَلِّم طلابَك ان النميمة من نافلة الأعمال وأنك تمارسها؟؟ أم تعلمهم أنها من كبائر الذنوب، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل الجنة نمام) رواه مسلم؟؟، أتمنى منك الاجابة يا شيخ سالم.
سادسا: يعلم الشاهد ما لا يعلم الغائب:
من ذكره الشيخ سالم تصريحا– في رسالته الخاصة لي – من الممكن أنه كان يكيل لي الشتائم بالكيل في مجالس خاصة تضمه والشيخ سالم الطويل، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق) رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: (ان الشَّيطانَ قد أيِسَ ان يعبُدَه المصلُّونَ في جزيرةِ العربِ ولَكنْ في التَّحريشِ بينَهم) رواه مسلم.فماذا صنع الشيخ سالم الطويل في ذلك المجلس الذي سمع فيه من يكيل لي السباب بالكيل، هل سلك مسلك الراسخين في إنكار المنكر؟، أم سعى للتحريش بين المسلمين!؟. أنتظر الاجابة من الشيخ سالم.
سابعا: إصراره على التقليد والزام الناس به:
منهج السلف قائم على القول بجواز التقليد حتى للعالم يقلد من هو أعلم منه، وطالب العلم من باب أولى في المسألة والمسألتين والثلاث، وأجازوا التقليد في كل المسائل لمن لا يملك آلة النظر في الأدلة الشرعية والترجيح بين الأقوال، قال تعالى: {فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون}. ويقول الشاطبي – رحمه الله –: (فتاوى المجتهدين بالنسبة الى العوام كالأدلة الشرعية بالنسبة الى المجتهدين).أما الشيخ سالم ففي كل نازلة تحل بالمسلمين، يتباهى بتقليده للعالم الفلاني أو الفلاني، وهذا حقه في النازلة والنازلتين والثلاث كونه طالب علم، وأما التقليد في كل النوازل!!، وهذا ملاحظ في مقالاته ففي كل نازلة تجده مجرد ناقل لفتاوى العلماء التي يشتهيها، فالتقليد في كل النوازل ليس من صفات العلماء ولا طلبة العلم، بل التقليد في كل النوازل من صفات العوام، والشيخ سالم يعلم قبل غيره أنه في منهج الاستدلال عند طلاب العلم تأتي فتاوى العلماء في آخر درجات سلم الاستدلال، والمقرر عند السلف ان فتاوى العلماء يستدل لها، لا يستدل بها، وفتوى العالم بدون دليل حجة على المقلد، ولا يجوز لطالب العلم تقليد العالم دون معرفة دليله، بل يجب عليه ان يناقش أقوال العلماء وأدلتهم، فينظر ويرجح، والشيخ سالم في كل النوازل لا يفعل هذا بل وظيفته هي نقل الفتاوى، والمخاصمة، واطلاق الاتهامات والتشنيع على أي أحد يقول بغير قول العالم الذي يقلده.وللشيخ سالم الحق بالتقليد في كل نازلة، ان كان يعلم أنه لم يبلغ المرحلة الذهنية والنفسية التي تؤهله للنظر في الأدلة وأقوال العلماء والترجيح بينها، لكن حرام عليه ان يلزمنا بتقليد العالم الذي اصطفاه لنا، فالمقلد اذا سعى لالزام الناس برأي العالم الذي يقلده صار كمن يلزمهم بترك الدليل الشرعي لقول من يقلد. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في مجموع الفتاوى: (ولا يجوز لأحد ان يرجح قولا على قول بغير دليل ولا يتعصب لقول على قول ولا لقائل على قائل بغير حجة، بل من كان مقلدا لزم حكم التقليد، فلم يُرَجِّح ولم يُزَيِّف، ولم يُصَوِّب ولم يُخَطِّئ.ومن كان عنده من العلم والبيان ما يقوله سمع ذلك منه، فَقَبِلَ ما تبين أنه حق، ورد ما تبين أنه باطل، ووقف ما لم يتبين فيه أحد الأمرين، والله تعالى قد فاوت بين الناس في قوى الأذهان كما فاوت بينهم في قوى الأبدان).ا.هـ
ثامنا: رسالته التي لم يحملها البريد واتساع خرقها على الراقع:
بداية أعلن للقراء الكرام عن عدم استقبال التبرعات في المسجد لصدور قرار منع جمع التبرعات في المساجد من قبل وزارة الأوقاف – وفق الله القائمين عليها – وذلك بسبب انتهاء المدة المخصصة لذلك.
وأما الرد على الرسالة فمن ثلاثة أوجه:
الأول: تلبيسه بالعنوان فقد عنون الرسالة بقوله: (رسالة لم يحملها البريد)، ورسالته قد حملها البريد الي فعلا، فهو أرسلها لي قبل نشرها! فكيف لم يحملها البريد!؟ ولك أيها القارئ ان تضحك مستغربا اذا قرأت في المقال اقرار الشيخ سالم أنه فعلا أرسل لي الرسالة التي لم يحملها البريد!!، فتزيد عندك أدلة تلبيساته وتناقضاته دليلا جديدا، بعد تلبيسه وبتره لكلام العلامة الفوزان - حفظه الله - حول الجهاد في سورية.
الثاني: رد مجمل، فأقول وباختصار شديد كل أسئلتك عن جبهة النصرة اطرحها على من يدعم جبهة النصرة، فهو الذي وصل الى قناعة شرعية بدعم الجبهة مع نصحها، أما أنا فلا أدعمها، وذكرت لك انحرافها، ودعمها مع نصحها ليست قناعتي التي أدين الله بها حتى أفكر في مآلاتها، وانما أنا أعذر شرعا من قدم الدعم مقترنا بالتقويم والنصح كمسألة شرعية تتعدد فيها الآراء والاجتهادات، كما قال الشافعي - رحمه الله: (قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب).فمعاذ الله ان أحيد عن منهج السلف فأحصر الحق برأيي وأضلل غيري.وأما أسئلة الشيخ سالم حول الخوارج الضلال داعش – وقى الله المسلمين شرهم – فاذا خلت الساحة بينهم وبين النصيرية، فعندها تكون نازلة جديدة ينظر فيها في حينها، أما الحديث عنها الآن فهذا نوع من العبث والسفسطة ومضيعة الوقت.ا.هـ
الثالث: رد مفصل: فرسالة الشيخ سالم كلها نظر في المآلات، والنظر في المآلات والتأمل في نتائج التصرفات قبل الحكم على الأفعال بالأداء أو بالترك مطلب عزيز، وهدي نبوي نفيس، دلت عليه أدلة كثيرة، أكتفي منها بقول الله تعالى: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم}.وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها:(لولا ان قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة....) الحديث رواه مسلم، لكن الطريق والأسلوب الذي مارسه الشيخ سالم في النظر الى المآلات في الرسالة لا تمت لمنهج السلف بأدنى صلة، فهي أشبه بثرثرة الدواوين وسواليف شاي الضحى منها الى النقاش العلمي الرصين وصولا الى الجواب المكين، فهناك جوانب شرعية وضوابط مرعية لابد من استحضارها عند النظر في المآلات منها:
1 - المكلفون بأحكام الشريعة لا يخلو حالهم من أحد ثلاثة: وهي الاجتهاد والتقليد، والاتباع،
فالمجتهد: حكمه ما أدّأه اليه اجتهاده فيها.
والمقلد: خَلِيٌّ من العلم الحاكم جملة، فلابد له من قائدٍ يقوده، وحاكمٍ يحكم عليه، وعالمٍ يقتدي به.
والمُتَّبِع: غير بالغ مبلغ المجتهدين، لكنّه يفهم الدليل وموقعه، ويصلح فهمه للترجيح بالمرجّحات المعتبرة فيه.
2 - نص السلف على ان النظر في المآلات يحتاج الى نظر دقيق، وفقه سديد، ومجتهد رشيد، والشيخ سالم ليس كذلك في رسالته التي لم يحملها البريد، فالشيخ سالم يحار المرء في تصنيف الشيخ سالم لنفسه، فمرة هو مقلد للعلماء في النوازل، ومرة يقول هو تابع كما جاء في الرسالة (ولم أكن الا تابعا لعلمائنا الكرام أئمة هذا الزمان....الخ)، وهذه كذلك من تلبيساته بالألفاظ، فكلمة (تابع) حمالة أوجه فهي تدل على أنه مقلد من وجه، وطالب علم من وجه آخر، فلو قلنا تابِعٌ: اسم فاعل من تَبِعَ، وهو الذي لا رأي له، فهو مقلد، والتقليد انما يأتي من جهة عدم وضوح المسألة للمقلِّد، أو عدم معرفته للدليل، أو لغياب وجه الاستدلال عنه، قال صلى الله عليه وسلم: (رب حامل فقه ليس بفقيه) صححه الألباني، وقال صلى الله عليه وسلم: (رب مبلغ أوعى من سامع) صححه الألباني، فاذا كان الشيخ سالم يقصد بكلمة تابع أنه مقلد للعلماء في نازلة الشام، فقد حكم على نفسه بأنه ليس من أهل النظر في مآلات الأمور – وقد مر بنا قول شيخ الإسلام حول المقلد في سابعا –، ثم يأتي الشيخ سالم ينسف هذا الحكم بمقال كامل !!! وللقارئ الكريم تصور صعوبة التعامل مع من يناقض نفسه في سطرين متتاليين!!.ومن وجه آخر: اذا كان يقصد بقوله (تابعا) أي مُتَّبِعٌ: اسم فاعل من اتَّبَعَ وهو الذي يتبع العلماء بعد الاقتناع بأدلتهم فهنا حكم على نفسه أنه طالب علم، وطالب العلم السلفي قولا وعملا، لا يجوز له حمل الناس على قوله، بل الواجب عليه ان يأمرَ غيرَه من طلبة العلم باتباع الدليل، لا تقليده واتباع رأيه، قال الامام أحمد: (لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا).وكون الشيخ سالم يعتبر نفسه طالب علم فحرام عليه ان يعير من خالفه، أو ينتقص من مكانة من قال بغير قول العالم الذي يَتَّبِعُه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن تعلَّمَ العِلمَ ليباهيَ بهِ العلماءَ ويجاريَ بهِ السُّفَهاءَ ويصرِفَ بهِ وجوهَ النَّاسِ اليهِ أدخلَهُ اللَّهُ جَهنَّمَ).رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
3 - النظر في مآلات الأمور تتعدد فيه الاجتهادات وتتباين الآراء، فكل عالم من العلماء له نظره وحكمته وبصيرته، ولا يجوز بحال حمل الناس والزامهم بنظر شخص واحد أو أثنين أو حتى عشرة، قال الامام مالك عندما شاوره هارون الرشيد لتعليق الموطأ على الكعبة والزام الناس بما فيه، قال رحمه الله: (أما تعليق الموطأ فان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في الفروع وتفرقوا في الآفاق وَكُلٌّ عند نفسه مصيب).والشيخ سالم كل همه ان يلزم كل الناس بقول من يقلد من العلماء ولو وقف عند هذه!! لكان الخطب سهل!! ويأبى الطويل الا ان يأتي بالخطب الجلل!!، فهو في كل مقالاته وردوده ورسائله يريد ان يلزم الناس بفهمه هو لكلام العلماء، وجعل فهمه لكلام العالم الذي يصطفيه والشيخ الذي يرتضيه هو السلفية، والمنهج المبين، والصراط المستقيم، ومن خالف! فالويل ثم الويل ثم الويل له، وقد مر بنا صنيعه في توظيف كلام العلامة الفوزان حول نازلة الشام بما يؤدي الى تسويق فهمه علينا، وهذا محرم شرعا وباطل عقلا.
4 - المقرر في فقه النوازل حتمية تحديد الواقع للمسألة المبحوثة، وتحقيق مناطها وهو: التوصل لعلة الحكم عليها وسببه، ثم النظر في ميزان المصالح والمفاسد المتوقع حصولها للأمة بعد كل المآلات المتوقعة، ومحاولة معرفة أكثرها نفعا وأقلها ضررا على الأمة، ثم يصدر الحكم على النازلة، فلو تجاوزنا كل تجاوزات الشيخ سالم، وسلمنا أنه من أهل النظر في المآلات، لعلمنا أنه نظر الى المآلات بعين حولاء، لا ببصيرة النجباء الأئمة العلماء، فلن يبلغ النهاية ولن يحقق الغاية!!. فهناك نظرة مغايرة للتي ذكرها في مقاله، وواقع آخر محتمل للنازلة، أغفله! أوغفل عنه في مقاله، كان الواجب عليه استصحابه حال تسويد رسالته وهو:
5 - الله على كل شيء قدير، فهو قادرعلى ان يكتب للنصيحة قبولها، وللقلوب انشراحها، وللأعين تفتحها، فتنتقل جبهة النصرة التي ذكرها في مقاله من الانحراف الى السنة فيكونوا سدا منيعا للأمة؟ وواقع حالهم شاهد على ان هذا احتمال معتبر، ويكفي للدلالة عليه أنهم هجروا وتبرؤوا من تنظيم داعش وفساده وافساده، وضلاله واضلاله، أم ان الشيخ سالم يعتقد بانحراف جبهة النصرة الأبدي!؟
6 - عدم دعم المجاهدين عسكريا سيؤدي الى ظهور النصيري الكافر على المسلمين الذي يسعى لاستئصال شأفتهم ومحو بيضتهم، يناصره في ذلك أعداء الأمة من الكفار والمنافقين، فهل توازي هذه المفسدة الظنون المحتملة من زاوية واحدة، دون التطرق لكل الاحتمالات الأخرى؟
7 - أعلنت دول الخليج شعوبا وحكومات وقوفها صفا واحدا خلف الشعب السوري المسلم ضد نظامه النصيري، مما حدى بآلة النظام النصيري الاعلامية الى كيل الاتهامات والتهديدات اللامتناهية لدول وشعوب الخليج، والتي لا تقل شناعة وخطورة عن تهديدات داعش التي ذكرها في مقاله، بل هي أخطر لأن وراءها أعداء الأمة من ملل الكفر والمنافقين.فيا ترى ماذا سيصنع الشيخ سالم لو ظهر النصيري على المسلمين في الشام وانكسرت شوكتهم، ولم تقم لهم قائمة، ثم أعلن النصيريون الحرب على دول الخليج وعلى رأسها دولة التوحيد السعودية حرسها الله وبقية دول الخليج!! فهل سيتبرأ الشيخ سالم من فعل حكومته وسائر حكومات الخليج، ويعلن الولاء للنصيريين؟ ويقول انني نصحت ولم ينتصح أحد؟؟ ويكتب رسالة كالتي كتبها لي بعد مرور أربع سنوات على الثورة في سورية!؟؟ ويعنونها بـ (رسالة لم يحملها البريد الى حكام الخليج) ويقول لهم: (قد نصحت ولكن لا تحبون الناصحين)، هل سيفعل هذا!؟؟
ثم هل يعقل من طالب علم ينتسب للسلفية مثل سالم الطويل، والقتال دائر بين المسلمين والنصيرية ولا يبدر منه أي تحذير من خطورة انتصار النصيريين على المسلمين في قتال الشام!!؟ هل الشيخ سالم عنده صك من قادة البعث النصيري أنهم سيتوبون، والى ربهم يرجعون فور انتهائهم من القتال، لذلك أمن جانبهم، ولم يلفت نظر حكامنا – سددهم الله – الى شدة عداوة النصيريين لهم، أو يذكر خطرا واحدا من وراء انتصارهم لا مكن الله لهم وكتب الهلاك العاجل عليهم؟.فيا أيها الكاتب المنتسب للسلفية هلا أتحفتنا بمقال تبين فيه خطورة ظهور النصيريين على المسلمين في سورية من منظور عقائدي، سياسي، اقتصادي، اجتماعي، اقليمي!! أو تذكر علة عدم تحذيرك منهم ومن خطر انتصارهم!!
يا شيخ سالم أخاف النصيريون عندك من السلفيين ونحن لا نعلم!!؟.
أعلم ان هذا ليس من النقاش العلمي، فليست هذه طريقة السلف عند النظر في مآلات الأمور، ولكنه من باب التنزل لابطال الحجة فأقول للشيخ سالم: جوابي على أسئلتك سيكون مثل جوابك على أسئلتي، شرط ان يكون جوابك موافقا للكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
8 - اذا سلك المجتهد المسلك الشرعي السليم للحكم على عمل من الأعمال، وجاءت نتيجة حكمه على عكس ما نوى، أو في غير المحل الذي شرعه الله، فله تمام الأجر وكامل العذر، ومآله بين الأجر والأجرين، ولا تثريب عليه ولا ملامة، قال صلى الله عليه وسلم: (اذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، واذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) رواه البخاري، وهذا متفق عليه بين السلف، وقد خالف الشيخ سالم منهج السلف في رسالته فَحَمَّلَ من دعم المجاهدين ضد النصيري اثمَ الاقتتال الدائر بين بعض فصائل المجاهدين فقال: (فأججوا نار الفتنة وشجعوا قيام الحرب واستغلوا عواطف المسلمين، فجمعوا أموال المتبرعين وأرسلوها الى بلاد الشام وغيرها ليقتل الناس هناك بعضهم بعضها) واللام في (ليقتل) للتعليل بمعنى ان من غاياتهم عند جمع المال ليقتل الناس بعضهم بعضا وهذه مصيبة ان قصدها، أو ان الداعمين يتحملون اثم هذه النتيجة وان لم يقصدوها ابتداء، وهذه مصيبة أعظم!! فأين دليلك يا أيها المنتسب للسلفية على هذا الحكم!!؟.
9 - الذي يعتقده الشيخ سالم ويروج له أنه منهج السلف، ومن خالفه يرميه بالخروج وبكل نقيصة وبدعة، هو وجوب نصح الحاكم سراً في كل وقت وحين!، ولا يجوز نصحه علنا فوق أي أرض وتحت أي سماء!، وهو قول محدث لا دليل عليه، ومن باب الزام الشخص بمذهبه أقول:
- قال الشيخ سالم: (وكنت بحمد الله تعالى ممن امتنع عن المشاركة في القتال بأي صورة من الصور جملة وتفصيلاً).ولننظر هل التزم هذه القاعدة وهي: (وجوب نصح الحاكم سراً مطلقا)؟، هل التزمها في مقاله؟ أم أنه وقع بما كان يرمي به غيرَه من خروج وانحراف عن منهج السلف، وتهييج على ولي الأمر فتزداد أدلة تناقضاته.
أيها القارئ النبيل لقول الطويل: (بأي صورة من الصور جملة وتفصيلا) حتى لا يقول كنت أقصد التفصيل.
لأجل ذلك كله أيها القارئ الكريم بعد رسالة الشيخ سالم التي أرسلها لي قبل ان ينشرها طرحت عليه سؤالا بعبارة مغلظة وقلت له: ضعه في ردك من باب الأمانة، وهدفي حتى يفهم القارئ أنني لم أجبن عن الرد، لكني متحير بشخصية لا أعرف كيف أرد عليها، وبأي منطق أحاججها، وقلت له: ان لم تكتب سؤالي في ردك سوف يكون في صدر ردي عليك!! فاعتبره الشيخ سالم تهديدًا وشتماً وتشهيراً!! وهذا من جملة تلبيساته الكثيرة واستعراضاته المثيرة!! والذي جعلني أمتنع عن نشر نص السؤال كما قلت للشيخ سالم، هو احترامي وتقديري لمن طلب مني ذلك.
ختاما: ليعذرني القارئ الكريم على اطالة النفس بالرد على الشيخ سالم، ذلك حتى يعلم القارئ الكريم البون الشاسع بين ما يَدَّعيهِ الطويل ويدعو اليه، وبين ما يقول ويَتَخَلَّق به.وحتى يعلم القارئ الكريم كذلك ان سالم الطويل، ان كان الأخير زمانه فهو قطعا لم يأتِ بما لم تستطعه الأوائل.
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا.
كتبه: ناصر شمس الدين
أخبار ذات صلة
صورة مشرفة وأخرى في الظلام غارقة
مشرفات التغذية في وزارة التربية
مفيش فايدة غطيني يا تنمية
ذكرى مجازر المسلمين في البوسنة.. والإرهابيون الحقيقيون
إلى الأشقاء في قطر مع التحية
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
مقالات ذات صلة بالكاتب
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
580.0059
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top