مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

فوز بنان

الصحة.. ما عندكم دم!!

د. فوزي سلمان الخواري
2014/08/11   09:26 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

هذه التناقضات التي عايشناها خلال اليومين الماضيين تنم عن خلل كبير يتطلب المحاسبة


في شهر مايو لسنة 1965، انشأت وزارة الصحة الفتية آنذاك بنكا للدم يهدف لحفظ الدماء من المتبرعين واستخدامها لدى الحاجة. ومع تطور الخدمات الصحية، شهد البنك طفرات في تقديم الخدمة وتطوير وسائل الحفظ، ونذكر كيف كانوا يستعينون بالسيارات المجهزة التي تعمل بشكل دوري لتوفير مخزون استراتيجي للدم وجهود د.عبدالعزيز بشير الذي ساهم بشكل كبير في تطور البنك ووضع الأسس.. ولكن في السنوات الأخيرة يشهد البنك «افلاس» في مخزن الدم!!.
في نهاية سنة 2006، انطلقت حملة اعلامية نوعية يقودها مجموعة من الشباب الكويتي المحترف في المجال الاعلامي، حيث اختاروا قضية التبرع بالدم كمحور لحملتهم الاعلامية والتي اسموها «قلوب طيبة»، وكان من نتائج تلك الحملة ان أوقفت المكافأة التي كان يحصل عليها المتبرع وهي ال10 دنانير والذي وفر آلافاً من الدنانير على ميزانية الدولة وقد اعتبر ذلك انجازا على حد زعمهم آنذاك.. ولكن ما ان انتهت الحملة حتى بدأ البنك يعاني من نقص مستمر في الدم وقد يعزو السبب الى وقف تلك المكافأة.. وتزامن ذلك مع قرار مازال مستمراً وهو مطالبة أهالي المرضى للتبرع لمرضاهم..
في شهر يونيو الماضي، حدث عدد من الأنشطة والتي اعطت مؤشرات ايجابية بأن الكويت ستتخطى أي عقبة في نقص الدم.فقد تم تجديد الاعتراف العالمي للبنك من قبل منظمة بنوك الدم الامريكية واعتبار مختبر البنك كمرجع على المستوى العالمي.تزامن ذلك مع توقعات ذكرها معالي وزير الصحة بمناسبة وضع حجر الاساس للفرع الجديد بمنطقة الاحمدي الصحية بان يرتفع عدد المتبرعين بالدم يوميا بنسبة «%100 ليتجاوز الـ500 متبرع في اليوم الواحد».. وفي نفس الشهر وبرعاية وزارة الشباب، وضمن احتفالات الكويت باليوم العالمي للمتبرعين في الدم، أقام «نادي25» التطوعي للتبرع بالدم احتفاله السنوي بهذه المناسبة وقالت مؤسسة النادي د.رنا عبدالرزاق والتي هي بالمناسبة تشغل منصب مراقب الخدمات الطبية والتوجيه في بنك الدم: «إن هذا هو العام الخامس الذي يحتفل به النادي ونركز ان يكون هناك عدد كاف من المتبرعين وفي المرحلة الحالية المخزون ممتاز جدا وضمن خطة الاستعداد لشهر رمضان».. وبعد شهر تخرج نفس الدكتورة بوسائل الاعلام لتحذر «من اشراف بنك الدم على الافلاس من مخزون الدم»، ويتم نشر صورة مأخوذة من مخزن البنك مع الخبر توضح خلو أرفف الثلاجة الرئيسية في البنك من أكياس الدم..!! لتأتي بعدها بيوم مديرة ادارة خدمات نقل الدم في وزارة الصحة د.ريم الرضوان لتنفي ما صرحت به المراقبة وتقول ان هذا «الكلام عار من الصحة ومعلومة مغلوطة تفتقد الدقة» وتعزو سبب تناقص الدم الى «المواسم وشهر رمضان»؟!!.
هذه التناقضات التي عايشناها خلال اليومين الماضيين من المسؤولين في بنك الدم يقابلها صمت من قبل وزارة الصحة والتي اكتفت فقط بتغريدات على التويتر، لتنم عن خلل كبير في بنك الدم يتطلب من الوزير المسارعة في محاسبة المسؤولين عن الخلل ومراجعة كل الخطط والسياسات على المستوى الاداري، أما على المستوى المهني والوظيفي فلا يجوز لأي موظف ان يصرح عن مكان عمله أو ان يلتقط صورا وينشرها دون أخذ الموافقة من الوزارة، واذا افترضنا أنهم قد أخذوا التصريح، ولا أظن ذلك، لماذا لم تشارك أجهزة الوزارة من ادارة التوعية الصحية والعلاقات العامة في حث المواطنين والعمل بشكل متكامل؟!! ان ما يزيد الأمر سوءاً ان المديرة تعزو سبب النقص «الى رمضان»، ونحن نتساءل ماذا فعلتم طوال تلك السنين لمعالجة هذا الأمر؟!! ولماذا توقف الحساب الرسمي للبنك على تويتر منذ شهر يناير وتحرك قبل رمضان بأيام بتغريدات عادية لم تحث بشكل مكثف على التبرع؟!! من المتعارف عليه ان أكياس الدم من الممكن الاحتفاظ بها لغاية 35 يوما، وبنك الدم في الكويت يستخدم أكياساً ذات مادة حافظة تطيل عمر التخزين الى 42 يوما، فماذا أنتم فاعلون بعد ان ينفد المخزون الذي حصلتم عليه خلال اليومين من فزعة أهل الكويت؟!! كما ان هناك اخطاء بارسال أكياس دم لفصائل دم خاطئة للمستشفيات كادت ان تودي بحياة المرضى وسأكتفي فقط للتنويه عنها للمصلحة العامة..
ان الأوان يا معالي وزير الصحة ان تفتح ملف بنك الدم على مصراعيه وتوقف حب البعض «للشو الاعلامي» أكثر من تركيزهم على مهام عملهم، ولعل من المناسب ان تقوم بزيارة سريعة لسرداب بنك الدم المركزي لترى بعينك كم من الخردوات المهملة والتي تشكل خطراً على السلامة العامة بما فيها سيارات التبرع التي خرجت عن الخدمة منذ سنين ولم يتم صيانتها وهو ما يفسر سر اختفائها وعدم مشاركة البنك في الفعاليات.. في السنة القادمة سيمر 50 سنة على مسيرة البنك ومازال يعاني من النقص؟!!
ملاحظة: كيف يزود بنك الدم المستشفيات الخاصة مجانا وتقوم المستشفيات الخاصة بمحاسبة المرضى عليها بسعر 25 دينارا للكيس؟!.

د.فوزي سلمان الخواري
@Dr_alkhawari
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
399.0116
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top