مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

من الاثنين للاثنين

خريطة العودة

د.خالد أحمد الصالح
2014/05/04   09:03 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

أمة فيها الساسة أكثر من العلماء والصائحون أضعاف الصامتين


أمة العرب أمة تائهة، التيه في اللغة له معان عديدة، اذا كان التيه عن المكان فهو الضياع، واذا كان التيه في المبدأ فهو الضلال، واذا كان التيه في النفس فهو الحيرة بحيث لا تعرف الحق من الباطل.
التائهون أضاعوا مكانهم ومبادئهم ونفوسهم.
ولقد ابتلى ربنا في قديم الزمان أمة بني اسرائيل بالتيه حينما خذلوا نبي الله موسى عليه السلام فقال سبحانه في سورة المائدة (قال ربي اني لا أملك الا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين، قال فانها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين).
عن مجاهد قال (تاهت بنو اسرائيل اربعين سنة، يصبحون حيث أمسوا ويمسون حيث اصبحوا في تيههم).
الدور علينا، نحن اليوم نصبح حيث نمسي ونمسي حيث نصبح، اليوم مثل قبل عشر سنوات مثل قبل أربعين سنة.
منذ متى وأمتنا العربية في تيه؟ لا ندري.
نمسي في ما نصبح فيه، كل الأمم حولنا تتقدم ونحن جامدون تائهون، دول لا تملك عشر ما نملك من مواد أولية وأراض زراعية وأنهار وملايين من البشر وثقافة عريقة، ومع ذلك الجميع يسير في خطوات ثابتة للأمام، ونحن ما زلنا تائهين.
أوروبا خرجت من التخلف بعصر النهضة، والولايات المتحدة الأمريكية فازت في سباق القوة، والروس تتوسع واليابان خلقت المعجزة ودول شرق آسيا دخلت السباق، واستراليا نجحت في التحدي ودول أمريكا الجنوبية تتقدم بسرعة وتركيا صنعت مستقبلها وايران تسير على الطريق، ماذا نقول عن أمة العرب؟ لا شيء.
نعم نحن تائهون.
أمة تعشق الطغاة وتمجدهم، أمة اذا أتتها فرصة الحرية رفستها وخرج فيها من كل حدب دعاة يطالبون بحكم الفرد، أمة لا تعرف من السباق الا سباق الأموال، فيها الساسة أكثر من العلماء والصائحون أضعاف الصامتين والنائمون لا يجدون من ينبههم.
أمة، شعبها ينتخب حاكما مصابا بنصف أمراض الدنيا، أمة معارضوها أقسى من حكامها، وحكامها أكسل من معارضيها، أمة تشجع الأجنبي الجاهل وتهين أبناءها العلماء.
أمة نسيت الحوار وتبنت السباب، أمة تركت العمل وتلحفت الفراش، كلما زاد كسل الفرد زاد حظه، وكلما زاد عمله تكالب أعداؤه عليه.
هل هناك أمل لأمتنا، نعم وألف نعم، فبيننا وصفة العلاج التي لا يأتيها الباطل أبدا.
اليوم يلوح أمل الاصلاح، لكن أيادي التائهين تحاول خنقه.
كم نحتاج من السنين للعودة من التيه؟ لن تطول السنوات اذا ملكنا العنوان.
انه أنت أيها العربي في كل مكان، بيدك عنوان العودة، اذا رفعت صوتك بالحرية والعدالة والمساواة، وقمت بعملك كاملا غير ناقص والتزمت بالأمانة، تكون قد وضعت خطا في خريطة العودة.

د.خالد أحمد الصالح
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
2397.9915
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top