مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

دع الحياة وابدأ القلق!!

محمد صالح السبتي
2014/04/20   11:27 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



- مع الاعتذار لروح ديل كارنجي الذي خطت يداه ذاك الكتاب العظيم.. «دع القلق وابدأ الحياة».. الا ان ما يسمى بالمعارضة الكويتية وائتلافها اتخذا نهجاً مغايراً عنوانه.. دع الحياة وابدأ القلق.. وكان هذا واضحاً منذ ان نشأت تلك المعارضة الجديدة في الكويت ذات الالفاظ النابية والفوضوية السياسية وصولاً الى غوغائية الشارع وعنترية الخطابات الفارغة من أي محتوى سياسي سوى الكم الهائل من بطولات الورق!!
- معارضتنا في الكويت اليوم لا تملك أي منهج سياسي واضح أو خطة عمل لمعالجة أي مشكلة.. هي تملك خلطة واحدة فقط.. قوامها.. تلك الصورة السوداء لكل شيء في الدنيا!! لا تسمع منهم الا سرداً لحكايات الفساد والتدهور سواء كان حقيقياً أو وهمياً مضافاً اليه كم غير طبيعي من التهويل ملفوف بعبارات الحماسة والصوت العالي.. وعند هذا تنتهي كل أطروحات تلك المعارضة.. ولا شيء غيره!!
- في المآتم في بعض الدول يتم استئجار «ندابات» نسوة تمتهن اللطم في العزاء وترديد عبارات الحزن والندب.. يأخذون الأموال من أجل اضفاء جو الحزن على مجلس العزاء!! باختصار.. هذا ما تفعله المعارضة في الكويت اليوم لا شيء آخر!!
- المشكلة ليست هنا.. المشكلة ان ندابات الكويت سيطروا على المشهد السياسي.. استطاعوا بسطوتهم تجيير المجتمع لصالح منهجهم الخاطئ.. وصلوا لمرحلة اقناع الناس ان كل شخص ضدهم أو ينتقدهم فهو انبطاحي غير راغب في الاصلاح.. أو قابض مستفيد من الفساد!! هذا هو لب المشكلة الأكبر لا مجرد امتهان الندب السياسي!!
- لست هنا في طور قراءة مشروع المعارضة الأخير للاصلاح.. لكن بلمحة سريعة تقرأ في هذا المقترح وفي أكثر من مكان اسقاط لخمسين سنة مرت على الكويت خلال تجربتها الديموقراطية.. هذا المشروع يرى في هذه الـ50 سنة الماضية سقوطاً لكل المبادئ وفشلاً في كل المناحي.. وبالمقابل هم أنفسهم الذين يتفاخرون على كل دول الجوار بتجربتنا الديموقراطية ويقفون ضد كل اتفاقيات التقارب مع الخليج بحجة أننا نملك ما لا يملكون من تجربة دستورية ديموقراطية!! وكأنهم أو أغلبهم لم يكونوا مشاركين في هذه التجربة لسنوات طويلة جثموا فيها على الحالة السياسية الكويتية!
- لست ادعي ان أوضاعنا في الكويت جيدة.. لكن من يخرج للمجتمع على أنه هو المصلح عليه ان يملك أدوات الاصلاح ويجاهد من أجل الوصول اليه.. لا ان يكتفي بالندب!! هذه مهمة المصلحين.. والندابات مهمتهن معروفة!!
- استطاع هذا المد الذي يحمل شعار.. «دع الحياة وابدأ القلق» ان يؤثر في المجتمع كله.. لست أملك احصائية.. لكنني استطيع القول ان أغلب الكويتيين اليوم يرون الكويت عبارة عن «خرابة».. قلقون.. متشائمون.. يظنون أنهم يعيشون في جهنم لا في الكويت!! أكرر لست أقول ان أوضاعنا جيدة.. لكنها لا يمكن ان تكون بذاك السوء الذي يصوره لنا هذا المنهج السوداوي.. والذي لا يرشد الى طريق النجاة.. الخطورة المجتمعية لهذا السلوك أكبر بكثير من خطورة الفساد المالي والاداري.. فهذا المسلك يخلق مجتمعاً وأفراداً قد يكونون نواة لافشال أي نجاح بسبب هذا النقد اللامنطقي الذي يتربى عليه هذا الجيل.. دع القلق وابدأ الحياة لا تدع الحياة تبدأ القلق!!

محمد صالح السبتي
@LawyerModalsabti
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
267.0153
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top