

	الأربعاء 15/04/1447 هـ الموافق 08/10/2025 م الساعة 01:21 توقيت الصلاة العصر 14:56

مقالات

A A A A A

نشوز الفكر السياسي!!

محمد صالح السبتي

2014/03/18

10:22 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 0/5

- أقول «نشوز وليش نشاز».. النشوز كمصطلح قانوني وشرعي يعني خروج الزوجة أو الزوج ايضا عن نظام وضوابط الحياة الأسرية دون مبررات طبعا.. وللاسف فاننا نقتصر هذا المفهوم الشامل العميق في حياتنا وممارستنا اليومية بحصره في خروج الزوجة عن طاعة زوجها ونتغافل عن ان الزوج قد يكون ناشزا.. وليس الامر كذلك في الفهم السليم.. فالنشوز هو خروج عن نظام أسري وضوابط تم اقرارها بموجب عقد زواج.. ولهذا الأخير قواعد معلومة في ذهن المجتمعات على اختلاف مفاهيمها.. المرأة قد تكون ناشزا والرجل ايضا.. وليس الأمر قاصرا على مفهوم الطاعة الأجوف الذي ترسخ في اذهاننا!
- الفكر السياسي والتيارات السياسية كثيرا ما يمارسون «النشوز» ويخرجون عن ضوابط العمل السياسي وقواعده ويصبحون مثل تلك المرأة التي تكسر نظام الحياة الزوجية راغبة في التمرد من قيودها.. اكرر.. دون مبرر منطقي.. وعادة ما «تولول» بعيوب وطغيان وفساد الطرف الثاني في حياتها! وتبدأ الدعايات المشوهة بين اهلها واقاربها لتبرر خروجها وتستعطف من حولها!
- نشوز التيارات السياسية وفكرها يتمثل اليوم جليا بعمليات التنظير التي تمارسها تلك التيارات والبعيدة كل البعد عن الواقع وتحقيق مصالح المجتمع.. فكثير من تلك التيارات واغلبها لا تملك الا خيال واسعا في التنظير لعملية الاصلاح فقط وليس لها برنامج عملي قابل للتطبيق.. ولعلها لا تراعي ابدا مسألة التطبيق لانه غير مهم بالنسبة لها.. لانها باختصار تعلم يقينا انها ليست في محك التجربة.. فالعمل والاداء مطلوب من غيرها.. وهي تمارس هذا التنظير لتظهر بمظهر المصلح الحريص على المصالح العامة.. وللاسف تنجح في هذه الدعاية كما تنجح الزوجة في كسب تعاطف من حولها حينما تنشز!!.
- في الوطن العربي هدمت التيارات السياسية اكثر مما بنت.. اغلبها.. هدمت انظمة مجتمعية قائمة واهمة الناس انها تمارس عملية الاصلاح!! الغريب.. والغريب جدا ان تلك التيارات لا تعمل ولا تطبق مبادئ الحريات والعدالة التي تنادي بها داخل انظمتها الادارية بل هي تمارس داخلها اسوأ انواع الديكتاتورية والتسلط.. في المقابل استطاعت ان تهدم في المجتمعات نظامه الداخلي بدعايتها والآلة الاعلامية التي تلقى رواجا بسبب عملية التنظير!
- كل التيارات السياسية في الوطن العربي تنعى على أنظمة دولها فيما تنعى انها سلطوية تمارس القمع وتحتكر السلطة والقرار.. أمعن نظرك في سلوك تلك الأنظمة مع مخالفيها وفي سلوك التيارات السياسية مع مخالفيهم تظهر لك نتيجة واضحة للعيان ان السلطوية والقمع واحتكار القرار صفات للتيارات السياسية اكثر منها للانظمة وان الانظمة اكثر تطبيقا لمبادئ الحريات من تلك التيارات السياسية التي تتاجر بهذه المبادئ ليس الا.. اعلم يقينا ان مثل هذا الكلام قد لا تستطيع بعض عقولنا العربية حتى سماعه لا قبوله والايمان به!! لكنه في النهاية هو الحقيقة الظاهرة من مراقبة سلوك التيارات السياسية في اوطاننا.

محمد صالح السبتي
@lawyermodalsbti

أخبار ذات صلة dot4line

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

295.0112


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة