مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

ورحل سامي.. رجل الأخلاق

د.عصام عبداللطيف الفليج
2014/02/08   10:00 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

أثناء رئاسته للاتحاد تم تنظيم أول رحلة عمرة لطلبة الجامعة


فقدت الكويت أحد شبابها الأفذاذ، بعد صراع مع عدة أمراض متوالية لسنوات متتالية، ورغم قسوتها وشدتها، الا انه كان صبورا قنوعا، دائم الابتسامة في جميع أحواله، وفي أشد حالات مرضه، ألا وهو د.سامي عبدالمحسن الخترش.
عرفته عندما كان رئيسا للاتحاد الوطني لطلبة الكويت – فرع الجامعة لسنتين متتاليتين رئيسا للقائمة «الائتلافية»، في مرحلة صعبة جدا في مواجهة تيار التغريب وبقايا العلمانية والقومية وبدايات الليبرالية، سواء على مستوى القائمة المنافسة آنذاك (الوسط)، أو على مستوى الادارة الجامعية، فكانت حكمته وحسن خلقه وتميز ادارته تلجم من أمامه، فكان مقبولا ومحبوبا من الجميع، حتى من مخالفيه، خصوصا فترة د.مساعد الهارون عندما كان عميدا لشؤون الطلبة.
وفي عهده تم تنظيم أول رحلة عمرة لطلبة الجامعة ينظمها الاتحاد، في نقلة جديدة، حيث لم يكن الذهاب الى العمرة متداولا بين الناس كما هو الآن، فله الفضل في ذلك.
ورغم ضغط العمل الطلابي آنذاك الذي يعتمد على التحرك اليومي والتواصل المباشر والعمل اليدوي لعدم انتشار أجهزة الحاسوب وأجهزة الاتصال الحديثة، فقد كان متفوقا في دراسته، وابتعثته الجامعة لدراسة واحد من أصعب التخصصات وهو «الاقتصاد».
وخلال دراسته في أمريكا ترأس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت – فرع أمريكا في أولى سنواته، حيث لم يكن فيها فرع للاتحاد، وحقق نقلة نوعية في مفهوم التعامل الطلابي الراقي، فيما بين الطلبة من جانب، ومع المكتب الثقافي من جانب آخر، خصوصا فترة د.مساعد الهارون التي حققا فيها مكاسب عديدة للطلبة، فيالها من مصادفة.
ومما يذكر لي أحد أعضاء الاتحاد السابقين، أنه اتصل على د.سامي لبعض أمور الاتحاد، وبعدما انتهى سأله عن أمور أخرى، فقال له د.سامي: سأقفل الخط وسأتصل بك من هاتفي، حتى لا تحمل الاتحاد قيمة المكالمة، ولو كانت لدقيقة !! عاد أستاذا نشطا في قسم الاقتصاد بجامعة الكويت، وساهم في مؤسسات المجتمع قدر استطاعته دون مقابل، ومن ضمن المؤسسات التي شارك بها الأمانة العامة للأوقاف، حيث كان مستشارا فترة تأسيسها، ورفض ان يأخذ مكافأة على عمله، واعتبرها خدمة دعوية خالصة لله عز وجل.
واختتم أعماله عضوا في اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية، ورئيسا للجنة الاقتصادية فيها، واستقال عندما اشتدت الأمراض عليه.
وظل يعاني سنوات طويلة من الأمراض، وكان أحبابه يعودونه بشكل شبه يومي، وفاء لما تركه من بصمات أخوية وتفان واخلاص وعطاء وتواضع وخلق جم.
ولا أنسى كلمته بعد أداء صلاة العشاء في شاليه أحد الأصدقاء، حيث فاجأنا فقام قائلا: ان للدعوة علينا حقوقاً كثيرة، فقد أخذتنا من بين براثن الدنيا الى الدين، فكيف لنا ان نكافئ اخواننا الذين ربونا وعلمونا وهذبونا، لقد تعلمت منهم الخطابة عند رئاستي للاتحاد، ولولاهم لما كنت بهذه الطلاقة، وحفظت سورة «يوسف» التي قرأها الامام على أيديهم، وكيف لنا ان نتطاول عليهم وننتقدهم بلا هوادة ولا احترام؟! وكان ذلك ردا غير مباشر على تعليق أحد الحضور على جمعية الاصلاح الاجتماعي، التي تحتفل هذه الأيام بخمسين سنة من العمر الدعوي والخيري والتربوي والتنموي.
رحم الله أخانا الحبيب د.سامي الخترش، وجعل الجنة مثواه، فقد أخجلنا بعطائه اللامحدود، ولن نستطيع ان نجازيه سوى بالدعاء.
٭٭٭
خالص العزاء لأسرة الكليب لوفاة خولة محمد مشاري الكليب، سائلا الله عز وجل ان يتغمدها بواسع رحمته، ويدخلها جناته.

د.عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
269.0038
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top