خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

غول وخطأ أردوغان القاتل في سورية

2014/01/16   10:53 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
غول وخطأ أردوغان القاتل في سورية

تقرير إخباري


صوفيا - محمد خلف:
أخيرا وبعد مواقف متعارضة وتلميحات عن خلافات بين الاثنين ظهرت على سطح الاضواء السياسية القلقة والحساسة في تركيا، الخلافات الجذرية بين رئيس الجمهورية عبدالله غول ورئيس الحكومة رجب طيب اردوغان، وكان اكثرها استثنائية تصريح الاول حول ما سماه «إعادة تغيير في النظرة التركية الى سورية» الذي اثار ردود فعل مدوية في الاوساط السياسية والشعبية والاعلامية في الداخل، ومواقف دهشة واستغراب على المستويين الاقليمي والدولي.
الا ان مراقبين اتراكا حذروا من اخراج موقف غول من سياقه وارتكاب خطأ في تفسيره في اطار ما نقلته وكالات الانباء والذي برأيها لم يكن دقيقا، اذ ان غول دعا في كلمة القاها امام اجتماع للسفراء الاتراك في الخارج عقد في انقرة الى «اعادة تقييم التهديدات التي تمس الامن القومي التركي والسياسة الخارجية التركية، في ضوء تعاظم نمو التيارات المتشددة من جهة والمنظمة الارهابية (حزب العمال الكردستاني) من جهة اخرى».
ان اشارة غول عن تنامي الجماعات الجهادية لايمكن الا ان يقصد ويعني بها (جبهة النصرة) و(داعش) اللتين كانتا تتلقيان حسب ما ذكرته التقارير المتعددة الدعم من حكومة اردوغان ورئيس جهاز الاستخبارات حقان فيدان، وقول وزير الخارجية احمد داود اوغلو انه «لا يرى في (جبهة النصرة) تهديدا، بل يرى ان وجودها هو نتاج لممارسات النظام السوري وليست سببا».

تسليح وتمويل

ولكن انقرة تنفي ان تكون تمول او تسلح ايا من الجماعات الاسلامية المتشددة التي تقاتل في سورية، وسارعت الى اظهار رفضها لهذه المجموعات عبر اتخاذها اجراءات جدية، وهوما دفع محللين الى تشبيه ذلك بأعلان (الطلاق) معها بعد ان كانت مصالح الطرفين التقت على محاربة نظام الاسد وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الذراع السورية للعمالي الكردستاني الذي يقوده محمد صالح مسلم».
وتسعى السياسة الخارجية التركية الى مراجعة شاملة وتغيير تدريجي بطيء فرضته المتغيرات الداخلية والاقليمية والدولية، ولكن هذا المشروع لن يتحقق مادام اردوغان موجودا على رأس الحكم.ومن الواضح ان غول تابع بانتباه الحملة التي شنتها وسائل اعلام غربية على رئيس الاستخبارات التركية فيدان المعروف بأنه الذراع اليمنى لرئيس الحكومة، والتي اتهمته بدعم المتطرفين من المقاتلين في سورية والتي ارتقت لتصل الى الكشف عن تسليمه أسماء 10 ايرانيين يعملون لحساب (الموساد) في ايران رصدتهم الاستخبارات التركية في اجتماع سري عقده الطرفان في تركيا.

الجيش والإعلام

واللافت ان اخبار ضبط شحنات الاسلحة الى سورية في الاعلام التركي ومن بينها مواد كيمياوية، وقيام الجيش التركي باستهداف وقصف مواقع لداعش في شمال سورية، ومما لاشك فيه ان الهدف من كل هذه الاجراءات والاعلان عنها هو الرد على الاتهامات الغربية بدعم الفصائل المتشددة في سورية، فضلا عن بناء سور وزرع كاميرات مراقبة على الحدود مع سورية في عدد من النقاط. وبالتالي فانه من الجلي ان كل هذه المؤشرات والمساعي الواضحة لتعديل محور السياسة الخارجية والعمل للخروج من صورة من يسعى الى زعامة طائفية سنية في المنطقة الى الاعتدال والتوازن في التعامل مع جميع المكونات في المنطقة، تواجه تحديات ومعوقات غالبيتها داخلية وفي طليعتها واهمها نهج الحزب الحاكم وتشكيله دولة داخل الدولة التي تجسدت الآن في الصراع بين اردوغان والقضاء وجهاز الشرطة الذي فضح الفساد المستشري في جسدي الحزب الاسلامي الحاكم والدولة واعاد رئيس الحكومة الى التقارب من الجنرالات الذين اهانهم بمحاكمات وسجون بالتعاون مع القضاء والشرطة اللذين يشن عليهما الحرب الان.قال اردوغان امام السفراء» ان بعض القوى الداخلية والخارجية تعتقد انها قادرة على الانتقام من تركيا بسبب مواقفها الانسانية من اسطول الحرية، وفلسطين ومصر وسورية»مشددا على «ان جهودهم ستذهب في مهب الريح».
ما يتفق عليه المحللون هو «ان تركيا ارتكبت خطأ قاتلا بتشجيعها تحول الثورة السورية ثورة مسلحة بطريقة متسرعة وغير مدروسة، وتسهيلها دخول مقاتلين اجانب الى سورية، وتدعيمها للجماعات المحسوبة على الاسلام السياسي المتطرف، ما اضر بالسوريين وثورتهم ومجتمعهم، واطال عمر النظام وزعزع الاستقرار في تركيا ذاتها».


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
121.0036
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top