خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

يديعوت أحرونوت

ماذا سيحدث في بلدان «الربيع العربي» سنة 2014؟

2014/01/11   06:53 م
شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
ماذا سيحدث في بلدان «الربيع العربي» سنة 2014؟



بقلم – يارون فريدمان:

مرّ «الربيع العربي» الذي بدأ في 2011 مثل موسم انتقالي قصير تحوّلت خلاله الثورات العربية علي مدى سنتين من احتجاجات اجتماعية شعبية ضد أنظمة عربية استبدادية الى سلسلة من المعارك الداخلية والحروب الأهلية.
ولاشك أن الشارع العربي كان يتوقع نتائج مختلفة تماماً، لاسيما أنه كان قد عقد الكثير من آماله على موجة الاحتجاجات التي اجتاحت الشرق الأوسط بعد أن أشعل محمد بوعزيز النار في نفسه في تونس.
وما من شك مرة أخرى في أن الشباب الذين نزلوا الى الشوارع لم يتخيّلوا أبداً أن «يسرق» الإسلام السياسي ثوراتهم في 2012، ويستخدمها لتعزيز قوته بل وحتى للوصول الى السلطة كما حدث في تونس ومصر.
وبدورها، استغلت الحركات الإسلامية المتطرفة، التي تقودها أذرع القاعدة أزمة العالم العربي لكسب الزخم وتقويض الاستقرار.
غير أن نتائج الثورات المخيّبة للآمال تحوّلت الى رد فعل تمثّل في تحرك الجيوش العربية في مصر، العراق واليمن لاستعادة النظام القديم.
لكن من الواضح ان هذا الزلزال الذي ضرب العالم العربي أدى الى صدوع وانقسامات اتّسعت بشكل كبير في 2013، وباتت تهدّد الآن بتفكيك بعض بلدانه وتغيير خريطة الشرق الأوسط في المستقبل.
فيما يلي ملخص وتقييم لما يمكن أن نتوقعه هذه السنة في بلدان الثورات العربية.

سورية

في عام 2012 تحولت الاجتجاجات الشعبية الهادئة في سورية الى حرب بين الثوار السوريين وجيش النظام. وتمكن الإسلاميون خلالها من بناء قوتهم على حساب الجيش السوري الحر. كما حوّلت القاعدة والمنظمات السلفية الأخرى، التي باتت هي المهيمنة، بشار الأسد ليصبح الخيار الأقل سوءاً بنظر العالم، وحالت بذلك دون حدوث تدخل عسكري خارجي. ومن المؤكد ان الأسد يعرف جيداً أن الأمريكيين لن يساعدوا القاعدة في الوصول الى السلطة لما لهذا من انعكاسات إقليمية خطيرة خاصة بالنسبة لإسرائيل.
كما أن فرص تحقيق سلام في مؤتمر جنيف المقبل تكاد تكون معدومة.
ويحدث هذا في وقت تنقسم فيه سورية اليوم الى منطقتين. الغربية التي تقع معظم أجزائها بأيدي النظام، والشمالية التي يسيطر عليها الثوار السوريون والإسلاميون.
لذا، على الرغم من إنجازات جيش النظام في بعض المناطق، لايزال تقدّمه بطيئاً على الأرض، مما يعني أن الأزمة لن تنتهي قريباً في المستقبل المنظور، أي أن مصير الأسد سيبقى معلّقاً.

مصر

تميّزات السنة الماضية بانهيار الإسلام السياسي في هذا البلد عندما قام الجيش المصري بانقلاب الصيف الماضي أنهى به سنة من حكم الإخوان المسلمين الفاشل.
وعلى الرغم من أن الانقلاب استهدف حكومة مُنتخبة ديموقراطياً، منع الفريق عبدالفتاح السيسي الذي قاد هذا الانقلاب حركة الإخوان المسلمين من العودة تدريجياً لتولّي شؤون مصر. إذ لو استمر حكم محمد مرسي لتدهورت مصر سياسياً واقتصادياً وتحوّلت لدولة دينية بآفاق قاتمة.
ولاشك أن علاقات مصر مع إسرائيل كانت ستتدمّر لو تمكن الإخوان من السيطرة على الجيش بقبضة حديدية.
ومن الواضح ان السيسي لا يعترف الآن بوجود معارضة سياسية، فهو لا يرى أن هناك الآن إلا «عصابات إرهابية» تهدد أمن البلاد. ولذا، أكملت الحكومة المصرية الجديدة العملية بحظر حركة الإخوان التي باتت تعتبرها الآن منظمة إرهابية على الرغم من أنها كانت قد تشكلت قبل حوالي 80 سنة ولها جذور عميقة في المجتمع المصري.
من هنا، سوف تتميّز هذه السنة 2014 بمعركة طويلة وصعبة ضد الإخوان، وتنتهي بنتائج لم تكن في الحسبان مما يُضفي المزيد من الضبابية على الوضع في مصر.

لبنان

كانت السنة الماضية مضطربة جداً في بلد الأرز لبنان. فقد شهد موجة من الهجمات الإرهابية والتفجيرات والاغتيالات في إطار المواجهة القائمة بين حزب الله والمنظمات الجهادية السُّنّية،. ولاشك أن هذه الأحداث انعكاس واضح للأزمة السورية التي امتدت الى لبنان.
لكن على الرغم من فشل الجيش اللبناني في منعها، إلا أنه تمكّن من تحقيق بعض الإنجازات مثل تدمير بنية السلفية السُّنّية في صيدا، وتوليه مسؤولية الأمن عند نقاط التفتيش في مناطق الشيعة. كما أن فتح الجيش النار على طائرات سورية كانت قد اخترقت المجال الجوي هو مؤشر لتزايد الثقة لدى قيادته، ولاسيما بعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية عن تقديم مساعدة مالية له بقيمة 3 مليارات دولار، وأعربت فرنسا عن استعدادها لتسليحه وتدريبه ليتمكن من مواجهة كل الحركات والتنظيمات المسلحة في لبنان. مما يعني بكلمات أخرى أن المواجهة بين مختلف الأطراف المتنافسة سوف تكون حادة في 2014.

العراق

حتى قبل عام 2013، كانت موجة الثورات العربية قد وصلت العراق، حيث انفجرت بعنف إثر تعاظم الشعور باليأس والإحباط لدى سكانه السُّنّة في الجزء الغربي من البلاد بسبب استئثار الشيعة بالسلطة والحكم. صحيح أن الجيش العراقي بذل الكثير من الجهد في تفريق المحتجين، مستخدماً في ذلك الإعلان الشهير: «الحرب على العصابات الإرهابية»، إلا أنه لم يحقق سوى نجاح محدود. فقد انضم الى تلك الاحتجاجات أبناء العشائر السُّنّية الذين شكّلوا ميلشيات قوية لمواجهة قوات الجيش.
ولابد من الاعتراف هنا أن الجيش لا يمتلك في الوقت الراهن قوة كافية لفرض النظام في بلد منقسم على نفسه. ولذا، تخشى الحكومة من أن تتحوّل الاضطرابات الى وضع مماثل لما يجري في سورية المنقسمة الى جزأين أو أن يتماثل مع لبنان، فالعراق يقف الآن على حافة حرب أهلية بين السُّنّة والشيعة.

اليمن

ومثل العراق، ينشغل الجيش اليمني، الذي يمثّل الحكومة، في محاربة مجموعات السُّنّة في الجنوب الذي يتطلع للانفصال عن جزئه الشمالي. لذا، فشل الجيش في قمع الثوار الذين تدعمهم القاعدة، يمكن أن تنقسم اليمن عندئذ الى دولة صنعاء الزيدية في الشمال ودولة عدن السُّنّية في الجنوب.
من الواضح ان عام 2014 سوف يكون السنة التي ستتقرر فيها نتيجة المواجهات بين الحركات الإسلامية والجيوش العربية. وربما تتدهور الأوضاع في العديد من بلدان المنطقة لتنتهي إما الى الفوضى أو الانقسام سياسياً على أسس طائفية.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
89.0088 		 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top