WEB-TEAM  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

«المنتصر».. «المهزوم»

2013/10/07   09:15 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
«المنتصر».. «المهزوم»



إن كنت من أصحاب الفضيلة والدموع الرقراقة، والقلوب الصافية ممن لا يتمتعون بالضربات القاضية والذين لا يحملون سيفاً ولادرعاً، فارحل من هذه الأرض على قدميك، قبل أن ترحل زاحفاً على وجهك، وإن شئت فاسكن قمم الجبال، وإن قررت البقاء معنا فنصيحتي إليك ألا تصادق الذئاب إلا وسيفك مستعد.. متى شئت قطعت الرقاب.

وهذا المشهد وإن كان من عالم الحيوان، إنما يفسر لنا ما يعاني منه البشر في هذا الكون الذي أصبح معتركاً يسيطر عليه الأشراس فلا مكان للفضيلة التي باتت كفتاة جميلة ينهشها كل من أتاه الله قوة ومالاً وسلطاناً ولم يغتسلوا بماء المروءة، ولا يتطهروا بمكارم الآداب والأخلاق، فلا يردعهم رادع، إلا من كان على طباعهم يحمل نفس سلاحهم.

فهذا أسد شاب يملك من قوة الشباب والفتوة ما يملك، لم يقم وزناً ولا اعتباراً لبني جنسه، فأخذ يتحرش بأسد ضعيف في عقر داره وكأنه يستعرض ما وهبه الله من قوة أمام إناث المسكين، والذي كان فخراً لهم يوم كان بقوته، وكأنه يصفع هذا ويغازل تلك، فطرحه على الأرض طرحة أسقطت معها كرامته قبل أن يسقط جسده على الأرض.

وبينما لا يزال ذلك الغريب المعتدي ينزع عن هذا الأسد الضعيف رداء كرامته وعظمته، ولا يمنعه من أن يخر جاثياً أمامه سوى أن يظهر بمظهر المهزوم أمام إناثه، اللاتي ما تعودن عليه إلا فارساً، وقبل أن تنسكب الدموع من عينه على ضعف حيلته، تدخلت الإناث بما حركنهن من مشاعر في الانتقام للأسد المهزوم، فاصطفوا إلى جانبه إلى أن قلبوا المعركة لصالحه فانتصر.. ولكنه انتصار المهزوم، فلو كان حقاً منتصراً.. إذن ليغازلهن كما كان يفعل سابق عهده، لا أظن أن يفعل بعد أن ذهب المعتدي ببريق عيونه.


المزيد من الصورdot4line


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
81.0068
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top