(كونا) -- يتبدى مشهد أسعار صرف العملات الرئيسية في العالم حاليا بتصدر الارتفاعات التي يحققها الدولار الامريكي في وقت أخذ الدينار الكويتي بالتجاوب معها في الايام القليلة الماضية ليبلغ سعر صرف الدولار الامريكي مقابل الدينار 285 فلسا.
وتحافظ الارتفاعات في أسعار صرف الدولار على وتيرتها مقابل الدينار منذ مطلع العام الحالي اذ بلغ متوسط سعر صرف الدولار مقابل الدينار في مارس الماضي 25ر284 فلس للدينار مرتفعا عن المتوسط المسجل في فبراير الماضي بحوالي 9ر0 في المئة والبالغ نحو 76ر281 فلس للدولار.
وفي عودة الى شهر يناير الماضي كان الارتفاع في متوسط سعر صرف الدولار "طفيفا" قياسا بديسمبر الماضي وبنسبة بلغت 1ر0 في المئة. في المقابل سجل متوسط سعر صرف الدولار مقابل الدينار لمجمل العام 2012 نحو 279 فلسا وبلغ في 2011 عن كامل العام 276 فلسا بعد ان كان قد بلغ المتوسط في العام 2010 نحو 286 فلسا.
وحقق الدولار الامريكي مكاسب امام العملات الاخرى بما فيها العملات العالمية الرئيسية على أثر الدفعة الكبيرة التي تلقتها العملة الخضراء من البيانات الاقتصادية الايجابية الصادرة عن الولايات المتحدة الاسبوع الماضي التي تخطت التوقعات واظهارها مؤشرات حول تجاوز الاقتصاد الامريكي الازمة المالية وبدء مرحلة النمو الفعلي.
في موازاة ذلك تتزايد التوقعات حيال قيام الاحتياطي الفيدرالي الامريكي بتعديل سياسات التحفيز النقدي سواء عن طريق سحب أو ابطاء سياسته النقدية الحالية عقب هذه الارتفاعات في سعر صرف العملة الخضراء التي قد يكون لها أثر سلبي على الصادرات الامريكية.
يأتي ذلك في اعقاب اعلان صناع السياسية النقدية الامريكية انهم ماضون في سياستهم الحالية طالما بقيت معدلات البطالة فوق 5ر6 في المئة ومعدل تضخم لم يتخط مستويات 5ر2 في المئة.
وتعود الارتفاعات التي حققها الدولار مقابل معظم العملات الرئيسية الى البيانات الاقتصادية الايجابية التي حققها الاقتصاد الامريكي وقرارات تخفيض أسعار الفائدة التي أقرها عدد من البنوك المركزية العالمية أخيرا كالاوروبي والاسترالي والكوري الجنوبي والبولندي الى جانب اعلان البنك المركزي الياباني عن سياسته النقدية الجديدة مطلع شهر ابريل الماضي.
وتمثلت البيانات الاقتصادية الايجابية في الاقتصاد الامريكي التي دفعت الدولار نحو الارتفاع وعززت من توقعات المستثمرين بتغير الفيدرالي الامريكي لسياسته النقدية ببيانات طلبات الاعانة التي انخفضت نهاية الاسبوع الماضي (الجمعة) لادنى مستوياتها في خمس سنوات.
وجاء ذلك بواقع انخفاض الى 323 الف مطالبة من 327 الف مطالبة اضافة الى تحسن سوق الاسكان بصورة ملفتة خلال الفترة الماضية حيث تعتبر البطالة والاسكان من أهم المؤشرات الاقتصادية في الولايات المتحدة منذ بداية الازمة المالية العالمية العام 2008.
ومن المعروف أن هناك ارتباطا كبيرا بين ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي وانخفاض نسب البطالة حيث ان ارتفاع معدل النمو يؤدي بالضرورة الى ارتفاع نسبة التشغيل ومن ثم انخفاض معدل البطالة.
وساهمت قرارات خفض لأسعار الفائدة التي قامت بها العديد من البنوك المركزية العالمية بتوفر سيولة مالية ضخمة توجه معظمها الى أسواق المال العالمية ودفعتها الى تحقيق ارتفاعات قياسية كون هذه القرارات قللت من العوائد على الودائع في البنوك وجعلت الاستثمار في البورصات ذا عوائد أكبر واجدى اقتصاديا برغم تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد العالمي وخفض مستويات النمو المتوقعة للعامين الحالي والمقبل بحسب البنك وصندوق النقد الدوليين.
وكان بنك الكويت المركزي خفض مطلع شهر اكتوبر الماضي سعر الخصم 50 نقطة أساس الى 2 في المئة بهدف تعزيز القطاع المصرفي ودعم الاقتصاد وذلك بعد أن قام بخفض سابق في فبراير 2010 قدره 50 نقطة اساس الى 5ر2 في المئة.
واستهدف البنك المركزي من ذلك القرار المساعدة على ايجاد أجواء جيدة للقطاع المصرفي وتحسين أداء القطاعات غير النفطية في الاقتصاد الوطني ومن خلال المتابعات الحثيثة للبنك المركزي لتطورات الاوضاع في الاقتصاد المحلي. في سياق متصل.
وعن أسعار صرف العملات مقابل الدينار الكويتي اليوم واصل سعر صرف الدولار الامريكي استقراره أمام الدينار الكويتي عند مستوى 285ر0 دينار في وقت ارتفع سعر صرف اليورو مقابل الدينار ليبلغ 371ر0 دينار مقارنة بأسعار صرف الامس.
وقال بنك الكويت المركزي في نشرته اليومية على موقعه الالكتروني ان سعر صرف الجنيه الاسترليني انخفض اليوم الى 437ر0 دينار في حين استقر سعر صرف الين الياباني على ما هو عليه دون تغيير عند مستوى 003ر0 دينار بينما ارتفع سعر صرف الفرنك السويسري ليسجل 299ر0 دينار.