مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

ما أكثر فضائل العشر الأواخر.. والصبر على العبادة

د.عصام عبداللطيف الفليج
2012/08/12   04:13 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

هي فرصة لمضاعفة الجهد والقراءة وزيادة الختمات


قبل أيام كنا نقول لبعضنا البعض مبارك عليكم الشهر، ونقول والله انه لشهر طويل حار، واذا بنا قد دخلنا العشر الأواخر منه..ليالي العتق من النار، تلك الأيام المباركة التي يتسابق الناس لاقتناص ما فيها من الخيرات، وأهمها ليلة القدر «من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه»، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: «فيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم».
سألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت ان وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: «قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني»، وقالت: «كان النبي اذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله»، وقالت: «كان النبي يخلط العشرين (الأول) بصلاة ونوم، فاذا كان العشر شمر وشد المئزر».
وفي ليلة القدر تقدّر أقدار العام، قال قتادة رضي الله عنه: «تُقضى فيها الأُمور، وتُقَدَّر الآجال والأَرزاق».
ولا يخفى على القارئ الكريم أنه في قيام الليل يدرك المسلم ساعة الاجابة التي يتنزل فيها الرب جل وعلا في الثلث الأخير من الليل، فينادي سبحانه وهو الكريم الرحيم: «من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له»، تلك الساعة التي بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «ان في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة الا أعطاه اياه، وذلك كل ليلة»، وقال: «ان لله عتقاء في كل يوم وليلة، لكل عبد منهم دعوة مستجابة».
ومن فضائل قيام الليل ان يدرك المسلم تلك العبادة العظيمة التي يختص بها العباد المقربون وهي الاستغفار بالأسحار «كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون»، لذا فلكل عبادة أوقات فضيلة، فصلاة القيام من بعد صلاة العشاء الى الفجر، والأفضلية في الثلث الأخير من الليل، والأفضلية للاستغفار الوقت الأخير من الليل (تقريبا آخر نصف ساعة). وللاستغفار صيغ عديدة مدونة في العديد من الكتيبات، جميل ان يستعين بها العبد ويستشعرها، وسيجد نفسه بعد أيام قد حفظها شيئا فشيئا.
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم ان يعتكف في المسجد طوال العشر مجتهدا في عبادة ربه متحريا ليلة القدر، وقال: «من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر، فقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها (يعني ليلة القدر)».
وان كان رمضان شهر القرآن، فالعشر الأواخر منه فرصة للاختلاء بكتاب الله عز وجل، ومضاعفة الجهد والقراءة وزيادة الختمات، خصوصا فترة الاعتكاف، ولا يعني الاعتكاف بالضرورة المبيت في المسجد، بل هي نية فترة المكث في المسجد، وبامكان أي شخص ان يضرب عصفورين بحجر واحد، وهو ان يصلي القيام منفردا من بعد التراويح حتى صلاة التهجد، ومن بعد صلاة التهجد الى قبيل الفجر، وفق استطاعته والوقت المتاح، وبنفس الوقت يختم القرآن، فتكتب له فضيلتان.. صلاة القيام وختم القرآن.وبامكانه القراءة من المصحف بشكل مباشر في القيام، وبامكانه ان كان تعبا ان يصلي على كرسي، خصوصا كونها صلاة نفل.
وما زلت أذكر كيف كان الآباء في الماضي يعتكفون في العشر الأواخر فترات طويلة في المساجد للاستزادة من ختمات القرآن الكريم، وكان قتادة رضي الله عنه يختم القرآن في الأيام العادية في كل سبع ليالي مرة، وفي رمضان في كل ثلاث ليالي مرة، وفي العشر الأواخر في كل ليلة مرة.
ولابد من الاشارة الى ان أي عبادة تحتاج الى نية وصبر وثبات.
ومن المهم التنبيه لأصل عبادي، وهو ان الكثير من الناس يحرصون على أداء صلاة القيام وهي سنة، ويهملون صلاة الفجر وهي فرض، والفرض مقدم على السنة، وما هو الا تنظيم للوقت.
انه موسم التجارة الرابحة مع الله تعالى، وما هي الا أيام وتنقضي، فلنجتهد في هذه الليالي المباركة، ولنتفرغ من المشاغل والهموم والصبر على الطاعات، فالسابقون هم المقربون، واياكم والغفلات والملهيات، فانها تضيع الأعمار وتنقص الآجال.

د.عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
451.0117
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top