مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ديمة قلم

الوطنية واللعبة السياسية

د.سعود هلال الحربي
2012/02/15   11:24 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

البعض يمارس اللعبة السياسية حتى لو كانت على حساب الوطن ومكوناته الحضارية والإنسانية


يقول أرسطو (الإنسان سياسي بطبعه) لذلك نجد ان الممارسة السياسية ارتبطت بسلوك الفرد ونظرته وتعامله مع الآخرين سواء أكان على مستوى الشخص أم الجماعة أم الدولة، وهذا ما يبرر تطور الفكر السياسي في حياة البشرية، وهذا يرجع للتنظير والتحليل الذي أولاه المفكرون له، بل ذهبوا بعيدا في شرحه وبيان مداه وآفاقه، مما جعلهم يتركون أعمالا تعد من كلاسيكيات الفكر السياسي على سبيل المثال الجمهورية لأفلاطون والسياسة لأرسطو والعقد الاجتماعي لروسو وروح القوانين لمونتيسيكو والأمير لميكيافللي والذي يُعد الأشهر لارتباطه بفكرة الغاية والواسطة أو الوسيلة، عدا ما تركه هوبز ولوك وماركس وغيرهم الكثير بالاضافة لما يتركه الساسة أنفسهم من مذكرات وكتب مثل مذكرات ديغول أو بريجينف أو كيسنجر وغيرهم.
واذا كنا نعرف ان للسياسية جوانب كثيرة منها المعلوم ومنها المجهول، ونعرف أيضا ما يسمى باللعبة السياسية القائلة بالانفصال بينها وبين الأخلاق لأن المصلحة هي الأهم، أدركنا بوضوح تغير المواقف على مستوى الدول والأحزاب أو حتى الأفراد، وفهمنا أنه لا صداقة ولا عداوة دائمة فصديق اليوم قد يصبح في الغد عدواً والعكس صحيح، كذلك نعرف ان هناك ما اتفق على تسميته بالدبلوماسية والمناورات وتحقيق المكاسب في كل الظروف والأحوال وكل هذا يدخل في السلوك السياسي للإنسان بشكل مطلق.
المشكلة التي أريد ان أناقشها هنا أننا في الكويت نخلط كثيرا بين اللعبة السياسية والوطنية، أي ان البعض يمارسها وغيرها من التكتيكات حتى لو كانت على حساب الوطن ومكوناته الإنسانية والحضارية، نعم من حق الإنسان العمل في السياسة بل أنه مطلب للتطور وصورة من صور المشاركة وممارسة الحقوق السياسية كجانب من جوانب حقوق الإنسان، الا أنه ومن غير المنطقي ان نتجاوز مصالحنا الوطنية من باب العمل السياسي، وهذا يجعلنا نرفض عرقلة مسيرة الوطن والسبب اللعبة السياسية التي ينفذها البعض.
ان حالة التأجيج السياسي وحلقات التأزيم والمناورات والصراخ يدخل معظمها في اطار التكسب السياسي والخلط بين مصلحة الدولة ومصلحة الفرد أو الجماعة أيا كانت قبيلة أم طائفة أم فئة لذلك كله أقول ان سلامة الكويت ولحمتها الوطنية ووحدتها وحاضرها ومستقبلها أهم بكثير من كل الممارسات السياسية القائمة على فكرة ولعبة المصالح، ولابد للجميع ان يعي هذه المسألة وفي المقابل لابد وأن نعبر عن رفضنا رهن الكويت لكل عابث مهما علا أو كبر اسمه وشأنه، وليحفظ الله بلدنا ويجنبنا شر كل من به شر.

د.سعود هلال الحربي
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 
مقالات ذات صلة بالكاتب

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
2131.007
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top