أهم الأخبار  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

أعلن في لقاء مع الوطن براءته من أفعال من يخوض الانتخابات من أقربائه ما لم يتراجع عن الإيمان بالديموقراطية والانسحاب منها

فؤاد الرفاعي: الديموقراطية سوسة يجب الخلاص منها

2012/01/30   10:22 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
فؤاد الرفاعي: الديموقراطية سوسة يجب الخلاص منها



كتاب الديموقراطية في الميزان أشبه بغزوة بدر وفتح مكة بإذن الله

ترك الديموقراطية إلى الحكم الشرعي كهجرة المسلمين من مكة إلى المدينة خسروا ثم فازوا بعد سنوات قليلة

الديموقراطية منهج ظالم يجعل الكويتي عبداً للفرنسي أو الانجليزي أو المصري

من يقولون إنهم يترشحون لتطبيق الشريعة يؤمنون بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة وهو باطل

التظاهر لا يجوز في البلاد العادلة التي تطبق شرع الله ويجوز ضد الدكتاتوريين مثل بن علي ومبارك والأسد

كتب مبارك القناعي:

دعا الداعية الشيخ فؤاد بن سيد عبدالرحمن الرفاعي من ترشح لانتخابات مجلس الامة من اقربائه الى الانسحاب منها والا فانه يبرأ الى الله من عمله هذا كما هي براءته من كل من يعتنق الديموقراطية مبدأ في حياته سواء كان قريبا له او بعيدا نسيبا او غريباً وذلك بعد ان وصف الرفاعي الديموقراطية بانها سوسة تنخر في جسد الامة الاسلامية ولا بد من اقتلاعها.
جاء ذلك في حوار اجرته «الوطن» من سيد فؤاد الرفاعي حول كتابه حديث الصدور (الديموقراطية في الميزان) والذي قال انه طبع منه مئتي الف نسخة وزع منها اكثر من 130 الف نسخة مشبها هذا الكتاب بمعركة بدر بما كان لها من انها كانت بداية انهيار الشرك والباطل والوثنية.. معبرا عن تفاؤله بقرب «فتح مكة» في اشارة منه الى تفاؤله بقرب التخلص من الديموقراطية وتبديلها بتحكيم شرع الله كما كان معمولاً به في ابان العهد النبوي وعهد الخلافة الراشدة.
وفيما يشرح الرفاعي لـ «الوطن» عن فكرة كتابه الذي قال انه راسل بشأنه علماء منهم من أيده ومنهم من لم يرد في تدليل على صحة توجهه وشرح وجهة نظره بتحريم الديموقراطية فقد شبه الخروج من العمل بالديموقراطية الى تحكيم الشريعة على الطريقة التي يرى انه يستمدها من التاريخ الاسلامي في العصرين النبوي والراشد بانه يشبه هجرة المسلمين من مكة الى المدينة المنورة حيث خسروا بلدهم واموالهم وزروعهم وبيوتهم لكنهم عادوا بعد سنوات قليلة اقوياء.
ويرى السيد الرفاعي في حديثه عن كتابه ومضامينه ان الديموقراطية انما هي منهج ظالم اذ انها تجعل الشخص الكويتي على سبيل المثال عبدا للفرنسي أو الانجليزي أو المصري من خلال تشريعاتهم مضيفا بقوله «انا كانسان حر لا ارضى اطلاقا ان اكون عبدا لغير الله سبحانه وتعالى ولا ارضى لأي كان غير الله عز وجل ان يتدخل في شؤوني الخاصة والداخلية».
ومنطلقا من نظرته الى الديموقراطية يؤكد الشيخ سيد فؤاد الرفاعي ان من يقولون انهم ينوون تطبيق الشريعة الاسلامية من خلال الانتخابات والتصويت والديموقراطية فانهم بمعنى اخر يريدون ان يصلوا الى طاعة الله سبحان وتعالى عن طريق معصيته وانهم يعتقدون بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة مؤكدا على بطلان هذا الاسلوب.
وفي لقائه مع «الوطن» أدلى الرفاعي برأيه حول حكم المظاهرات وقال انها لاتجوز في البلاد العادلة التي تحكم شرع الله ولكنها تجوز ضد الدكتاتوريين مثل بن علي ومبارك والاسد في حين اشار الى ان المظاهرات في ظل الديموقراطية تنطلق احيانا من الشاذين جنسيا وتجيز لهم الديموقراطية مثل تلك المظاهرات يطالبون بها بإباحة الشذوذ منوها بان كثيرا من الحكومات اذنت لهم بسبب الديموقراطية.
واكد الرفاعي مضيه في سبيل القضاء على الديموقراطية التي اسماها بالمنكر وقال اني لو انفقت كل مالي في سبيل ذلك لما كان ذلك شيئا كثيرا.
وفيما يلي نص الحوار مع الشيخ سيد فؤاد بن سيد عبدالرحمن الرفاعي:
* قبل الأسئلة نود ان تعرفنا بكتاب «الديموقراطية في الميزان» الذي كان السبب الأبرز للقائنا اليوم؟
- بسم الله... والحمد لله... والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.... وبعد: كتاب الديموقراطية في الميزان عبارة عن أمنية قديمة جداً لدي، تحققت عبر هذا الكتاب ...منذ زمن قديم كنت أود ان أوصِّل الى المسلمين فكرتين اثنتين
الأولى: ان تشريع الله سبحانه وتعالى أصلح وأحكم وأعدل وأنفع وأسعد وأكمل وأشمل من أي تشريع آخر ...ذلك أنه شرع العليم الخبير الذي خلق الانسان ويعلم ما يصلحه وما يضره {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} الملك 14، وهذه الفكرة اعتقد ان المسلمين ليس لديهم عليها أي شبهة أو تساؤل، ولكن أردت ان أؤكد عليها، وأورد الأدلة عليها من خلال النقد الحيادي والمنصف لمعالم الديموقراطية التي يدعون الناس اليها.
ولكن الشيء الذي قد لا يلتفت اليه بعض المسلمين وهو: حكم التحاكم الى شرع غير شرع الله سبحانه وتعالى ...فكثير من المسلمين يعتقدون بأنه معصية من المعاصي...!! بينما هو في الواقع، وحسب الأدلة... موضوع يتصل بعقيدة المسلم.. لا.. بل.. هو ركن من أركان العقيدة.
اذ كما هو معلوم، ان الايمان المقبول يتضمن كفراً بالطاغوت أولاً، ثم ايماناً بالله سبحانه ثانياً، وهذا معنى قول لا اله الا الله، وهذا ما نص عليه الله عز وجل في كتابه العزيز {فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا} (البقرة256).
فالقضية ليست معصية من المعاصي التي لا تُخرج المسلم عن دائرة الايمان، وانما هي قضية ايمان وشرك، فمن رشح أو ترشح لمجالس التشريع فقد كفر، والعياذ بالله عز وجل. قال تعالى {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (النساء 65)، وهذا كله في أوقات السلامة والاباحة ...أما في أوقات الضرورات فهذا خارج دائرة الكلام.
هذه هي الفكرة الأولى، أما الفكرة الثانية: وهي مبنية على الفكرة الأولى...وهي ان كثيراً من الناس يقولون: نعم نحن نؤمن بأن التشريع من دون الله عز وجل كفر والعياذ بالله تعالى...ولكن ماذا نفعل..؟؟ نحن نختار النواب الصالحين، لسد الباب على الفاسدين المفسدين. وبعضهم يزعم بأنه يريد تطبيق الشريعة عن طريق: الانتخابات...والتصويت...والديموقراطية...بمعنى آخر انهم يريدون ان يصلوا الى طاعة الله سبحانه عن طريق معصية الله عز وجل ...بل عن طريق الشرك بالله - والعياذ بالله تعالى - أي أنهم يعتقدون بمبدأ: (الغاية تبرر الوسيلة) وأن النية الصالحة تؤثر، وتجعل العمل مشروعاً ولو كان في ذاته محظوراً..!! وذنباً...بل من أعظم الذنوب...وهو الشرك بالله سبحانه...هذا الأسلوب بيّنا بطلانه في الكتاب...ورددنا عليه بأجوبة علمية متفقٍ عليها.
وطرحنا البديل عن الديموقراطية وهي تحكيم شرع الله سبحانه...واعتماد أسلوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - باعتبارها منكراً من المنكرات - الى ان يتشكل الوعي الاسلامي...فيطالب كل المسلمين...أو أغلبهم - بتطبيق الشريعة السمحة - دون التلوث بملوثات الشرك والكفر والعياذ بالله تعالى. وبالتالي فهذا هو المنهج الحق الذي يجب اتباعه ازاء هذه القضية.
وهو نفس الأسلوب والمنهج الذي اتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في اقامة دولة الاسلام والتوحيد في مكة المكرمة والمدينة النبوية - على المدفون فيها أزكي الصلاة والسلام - واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة للمسلمين، ومنهجه واجب الاتباع، فيجب على المسلمين ان يتبعوا منهجه صلى الله عليه وسلم. ويحرم عليهم ان يخالفوه، كما ان الكتاب ضم أشياءً وأفكاراً أخرى موجودة في الكتاب.
* هل من مجال للغة الأرقام حول هذا الكتاب وكم نسخة طبعت منه؟
- الحمد لله...نعم الكتاب طُبع منه 200 ألف نسخة (توزع مجاناً) وهي الطبعة الأولى وزع منها أكثر من 130 ألف نسخة حتى الآن..!! وهو موجود على الموقع الرسمي لمركز وذكر الالكتروني، كما يمكن التواصل من خلال مواقع التواصل الاجتماعية فيس بوك وتويتر واليوتيوب وغيرها وبلغ عدد الزائرين المتصفحين أكثر من 100 ألف، كما بلغ عدد الذين حملوا الكتاب أكثر من 50 ألف مرة - بفضل الله تعالى، وقد حقق الكتاب أعلى نسبة تعليقات على منشور أو اصدار من اصدارات مركز وذكر.
* أنت نقلت في كتاب الديموقراطية فتوى بتحريم الترشح والانتخاب أو الرضا بالديموقراطية ولو لم يقم الانسان بالانتخاب، ولكن ماذا لو كان أحد أقربائك، أو انسباءك مترشحاً للانتخابات التشريعية في مجلس الأمة، فما هو موقفك اذاً؟
- الحمد لله... أنا على علم بأن لي اقرباء مرشحين لهذه الانتخابات وأنا أنصحهم هنا بأن يتركوا هذه الانتخابات طاعة لله عز وجل، وصيانة للتوحيد، وتركاً للشرك - والعياذ بالله تعالى - واذا ما أصروا على السير قدماً في تلك العملية، فأنا بريء من أفعالهم تلك، ولا أتولاهم، وانما أتولى الله ورسوله وصالح المؤمنين...ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

فتاوى الانتخاب

* أوردت في كتابك فتوى لبعض أهل العلم بجواز، وربما وجوب الدخول في تلك الانتخابات والمجالس البرلمانية من أجل تطبيق شرع الله عز وجل، ورددت عليها، وبعد البحث عن أصحاب تلك الفتاوى تبين لنا بأنهما (أي الفتويين) تعودان للشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، واللجنة الدائمة للفتوى والبحوث الشرعية في المملكة العربية السعودية..فهل دخل المركز في حالة مواجهة فكرية مع فتاوى أولئك المشايخ؟
- الحمد لله...مركز وذكر لا يدخل في مواجهة مع أحد لا فكرية ولا غيرها، ولكن نحن نعبر عما ندين به لله عز وجل من خلال الآيات والأحاديث الشريفة، ونحن لا ندعي العصمة، كما ان غيرنا ليس بمعصوم، فمن كان يمتلك دليلاً من كتاب الله تعالى أو حديث صحيح من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم على أننا مخطئون فليظهره لنا، ونحن مستعدون لأن نتراجع عندها عن كتابنا وما ورد فيه..!! بل مستعدون لأن نكون أول من ينتخب...ويترشح لتلك المجالس..!! أما ان تكون عدة المُناقش فلان أفتى، أو الشيخ الفلاني أفتى، فهذا ليس نقاشاً علمياً..!! نحن متعبدون بالدليل الصحيح وكما قال تعالى {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ان كُنتُمْ صَادِقِينَ} (البقرة 111)، ومهما علت منزلة الشخص أو العالم أو الداعية فهو ليس بمعصوم، فالعصمة ليست الا للأنبياء والمرسلين عليهم أفضل الصلاة والتسليم...ورحم الله الامام مالكاً يوم قال «ما منا الا من ردَّ ورُدَّ الا صاحب هذا القبر» وأشار بيده الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يقع الشيخ أو العالم في هفوة من الهفوات...فهذا لا يُزري بمكانته العلمية والدينية في نفوس المسلمين «وكل ابن آدم خطاء».

حكم المظاهرات

* أثناء قراءتي للكتاب لفت انتباهي بأنك تنكر على الديموقراطية السماح للناس بحرية التظاهر، وأنه حق مكفول، مع العلم وفي الوقت ذاته أصدر المركز عدة اصدارات تشيد بالتظاهرات التي اندلعت في بعض البلدان العربية: كتونس ومصر وليبيا وسورية وغيرها فما هذا التناقض في مواقف المركز؟؟
- الحمد لله...التظاهر هو خروج الناس الى الشوارع والطرقات مطالبين ببعض المطالب: وهو اما ان يكون في دولة ظالمة، أو يكون في دولة عادلة، والمطالب اما ان تكون مشروعة، واما ان تكون ممنوعة محرمة...ففي ظل دولة عادلة وتحكم بشريعة الاسلام... فالتظاهر مرفوض رفضاً قاطعاً، لأنه اما خروجاً على الامام الحق، أو يطالب بمطالبة محظورة، وعندها يصبح التظاهر نوعاً من الشغب المضر والذي لا يأتي الا بالشر على الأمة، بل لا يُتصور التظاهر المشروع في ظل دولة الاسلام والامام المسلم الذي يحكم بشرع الله سبحانه، ولذلك لا نجد أثراً للتظاهر من قبل الناس في أيام الخلافة الراشدة، واذا وجد فان أصحابه هم الخوارج الذين رفضتهم الأمة وجرّمت فعلهم.
أما تظاهر الناس على الحكام الدكتاتوريين: كابن علي...والقذافي...وحسني مبارك...وبشار الأسد وغيرهم، فهذا خروج حق، وتظاهرهم هو لنيل مطالب مشروعة، شرعها الله - سبحانه وتعالى - وهو من باب كلمة حق عند سلطان جائر. فنحن لا نؤيد كل تظاهر كما عليه الديموقراطية.
كما أننا لا نرفض كل تظاهر - كما يريد الحكام الديكتاتوريون - الذين يقمعون شعوبهم بالحديد والنار.
أقول: هناك مجموعات من الشاذين جنسياً يتظاهرون في العالم، يطالبون باباحة الشذوذ، كما أذعنت لذلك كثير من الحكومات، هذا النوع مقبول في الديموقراطية...ولكنه مرفوض شرعاً لأنه تظاهر ظالم منحرف، وهذا ما تؤيده الديموقراطية، وتراه حرية شخصية.
* الديموقراطية بحسب ما هو معلن عنها تلبي رغبات الناس من خلال التصويت، أليس هذا فضيلة كافية فيها لأن تكون مقبولة، وهذا بحد ذاته يحدث نوعاً من التناسب بين حال المجتمع والنظام الذي يحكمه...فالديموقراطية تراعي الفروق الفردية للمجتمعات كل على حدة فلماذا محاربتها؟؟
- الحمد لله...الانسان- اما مسلماً - فيجب ان يلتزم بشرع الله تعالى - واما غير مسلم - فله ان يشرع ما شاء، ولكن ليس له ان يدعي الاسلام...!! كما أنه ليس له ان يطالب بالجنة، بل يستحق العقاب والنار.
ونحن عندما نحارب الديموقراطية ذلك أنّها دين غير دين الاسلام، فالاسلام هو الذي يأمرنا بمحاربتها بغض النظر عن بعض المحاسن التي فيها، أو أنها أقل سوء من غيرها، فدعوتنا الى نبذ الديموقراطية دعوة نابعة من محض التزامنا بديننا - لا أكثر من ذلك ولا أقل-.

الديموقراطية ليست تحضراً

* الديموقراطية نظام البلاد المتقدمة، فمن ينشد التقدم والتحضر أفلا يجب عليه ان يسير في ركاب الديموقراطية للوصول الى الأمل المنشود؟
- الحمد لله... أولاً أنا أتحفظ على تسمية البلاد الديموقراطية بالمتحضرة والمتقدمة... وشرح ذلك في مكان آخر.
ثانياً: لا يشترط للتقدم والتحضر من قبل الشعوب ان يسيروا في ركاب الديموقراطية، فالمسلمون تقدموا وتحضروا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعهد الخلفاء الراشدين دون الديموقراطية...!! بل بمحاربة فكر الديموقراطية، وذلك عندما رفعوا شعار «ان الحكم الا لله».
وان كانت الديموقراطية لم تكن معروفة كمصطلح كما في هذه الأيام، والوحيدون الذين يليق بهم صفة التقدم والتحضر والرقي هم المسلمون الصادقون، لأنهم تحرروا من عبودية العبيد، الى العبودية لله الواحد القهار سبحانه.
كما أنهم كانوا وسطاً بين الروح والجسد، بين المادية والمعنوية، بين الظاهر والباطن، بين المبنىٰ والمعنىٰ. ثم ان الديموقراطية منهج ظالم، اذ أنها تجعل من الشخص الكويتي على سبيل المثال عبداً للفرنسي، أو الانجليزي، أو المصري من خلال تشريعاتهم، وأنا كانسان حر لا أرضى اطلاقاً ان أكون عبداً لغير الله سبحانه وتعالى، ولا أرضى لأي كان غير الله عز وجل ان يتدخل في شؤوني الخاصة والداخلية، فعلى سبيل المثال تتدخل الديموقراطية في علاقة الأب بابنه أو بنته وتربيته لهم، فقد نقلت الينا بعض الصحف والمجلات بأن بنتاً تغيَّبت عن بيت أبيها وجاءت في ساعة متأخرة من الليل وهي سكرانة، فأخذته الغيرة على عرضه، فقام بضربها ونهرها، واذا بها تشتكي على أبيها في المخفر، فيجر ذلك الأب المكلوم بعرضه، ويهدد بالسجن والحبس ان هو تعرض لها مرة ثانية، لأن ما فعلته البنت حرية شخصية...!! ولم تعتد على أحد...!! حسب رأي الديموقراطية فهذا ما يطالبوننا بأن نعتنقه...!! وندين به والعياذ بالله تعالى..
* الوطن: هل سعيد بنشر هذا الكتاب عن الديموقراطية؟
- سيد فؤاد الرفاعي: الحمد لله...أنا بفضل الله تعالى – سعيد أشد السعادة - بأن هذا الكتاب خرج الى العلن ورأى النور، لأن الديموقراطية عبارة عن سوسة تنخر في جسد الأمة الاسلامية ويجب اجتثاثها واقتلاعها وبالسرعة القصوى، ولأني ومنذ زمن بعيد أحلم بأن يُطبق شرع الله تعالى، وأن أرى كل ما يخالف دين الله سبحانه، وقد انهار ودمر، وأنا أُشبِّه نشر هذا الكتاب بشيء قريب من معركة بدر، فكما كانت معركة بدر بداية انهيار الشرك والباطل والوثنية...!! فكذلك نشر هذا الكتاب بداية لانتشار التوحيد والقضاء على كل ما يخالفه باذن الله تعالى، وبعون الله سبحانه سوف ترى وقريباً جداً راية التوحيد ترفرف عالية خفاقة فوق بلاد المسلمين، لأن الكلام المكتوب في الكتاب عبارة عن كلام الحق، وقل جاء الحق وزهق الباطل...ان الباطل كان زهوقاً، وصحيح ان أصوات الباطل عالية ومنتشرة الآن في معظم بقاع العالم...!! ولكن ما ان يُرفع صوت الحق حتى يزول الباطل، فكما الظلام كثيف...فاذا أوقدت شمعة واحدة انقشع الظلام وحل مكانه النور والعلم والهداية...فابشروا...فابشروا...فابشروا...وأنا متفائل بذلك أشد التفاؤل باذن الله تعالى.وسيأتي فتح مكة قريباً باذن الله سبحانه.
أقول: نحن لا نريد الا الخير للناس عموماً وللمسلمين خصوصاً، نحن لا نسعى الى منصب أو أهداف انتخابية أو غيرها من عوارض الدنيا – بحمد الله عز وجل - فنسأل الله تعالى ان يهبنا نعمة الاخلاص لوجهه الكريم وأن ينفع المسلمين.
* كتابكم هذا كما يقول البعض أضعف - من يسمون بالاسلاميين - لحساب المرشحين الآخرين، ألا ترون ان هذا الجهد أتى بمردود سلبي على المسلمين؟
- الحمد لله...لا يوجد لدى المسلم أعظم من التوحيد والايمان والدين، وهذا هو المعيار الذي ينبغي ان نقيس عليه أي جهد، ونحن نرى ان هذا الجهد يُنقّي دين المسلم من الشرك والكفر، وهذا أعظم شيء في الحياة، فنحن مخلوقون لا من أجل دنيا ولا مناصب ولا مال، وانما من أجل عبادة الله سبحانه، وهذا يساعد المسلم على عبادته لربه بشكل صحيح ومقبول، ولئن أضر هذا الكتاب بالمسلمين - من حيث الظاهر - فهذا مؤقتاً، ولسوف يعقبه باذن الله تعالى خير كبير على الاسلام والمسلمين - وعاجلاً ان شاء الله سبحانه - كحال الهجرة بالنسبة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث خسر المهاجرون بلدهم وأموالهم وزروعهم وبيوتهم ولكنهم عادوا بعد سنوات قليلة أعزة أقوياء مالكين، بعد ان كانوا مستضعفين محاربين مطاردين.فالله أمره أعلم وأحكم وأعدل وأرحم..واذا سلَّم الانسان ظاهراً وباطناً لله سبحانه كان له عز الدنيا وفلاح الآخرة وكان من السعداء في الدارين باذن الله تعالى.

طريق الدعوة.

* السيد الرفاعي تصديكم لمواضيع حساسة، ربما يجد فيها البعض خطوطاً حمراء...!! ألا يجعلكم تخشون الانتقاد أو التهديد وربما الايذاء أو القتل؟
- الحمد لله... لابد لكل داعية من ان يتحمل الأذى في سبيل الله سبحانه، فالطريق ليس مفروشاً بالورود والرياحين، بل هو طريق شاق ومليء بالأشواك، ولكن عاقبته الى خير باذن الله تعالى وهي سنة الأنبياء والمرسلين والدعاة، والا فكيف يقام دين الله عز وجل، ولو ان الطريق سهل ميسر لسار كل شخص فيه، ولكن الله تعالى لابد من ان يُمحِّص عباده، فاذا أثابهم في الآخرة - باذنه عز وجل - يكونون أهلاً لذلك.
ثم ان الله عز وجل تعهد بنصر دينه، وتعهد بأن ينصرنا ان نصرناه قال تعالى {ان تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} وهذا بالنسبة للجماعة وليس للفرد، فقد يُقتل الداعية واثنان وثلاثة وأربعة، ولكن ان استمرت الجماعة في هذا الطريق فلابد ان تنتصر الفكرة في نهاية المطاف - بفضل الله سبحانه - فكم قتل من الصحابة وصبروا على ذلك الى ان نصر الله عز وجل دينه...وقامت دولة الاسلام.
* هل تلقيتم شيئاً من الانتقاد أو التعليق على الكتاب؟
- الحمد لله...حقيقة لم نتلق أي انتقاد علمي معتبر...ولكن تلقينا سباباً وشتماً وغير ذلك من هذا القبيل، ولكن كنقد علمي مؤيَّد بأدلة صحيحة لم يردنا أي شيء.
ثم اننا قبل طباعة الكتاب...استشرنا فيه أهل العلم...فمنهم من أيدنا فيه، ومنهم من لم يرد بأي شيء؟ وهذا دليل اضافي، على ان الكتاب ضم الحق والحقيقة باذن الله تعالى.
* ما هي أمنيتك؟
- الحمد لله... أمنيتي ان أرى شرع الله عز وجل مُطبقاً في هذه المعمورة وجميع الناس مسلمين... ويدخلون الجنة.
* اخيراً...هل من كلمة أخيرة؟
- الحمد لله...أختم هذا اللقاء بقوله تعالى {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَانَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} طه.
أيها الأحباب: تمسكوا بحبل الله عز وجل، واعتصموا بكتابه وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ففيهما الفلاح والنجاح والسعادة والسرور في الدنيا والآخرة..ونسأل الله تعالى ان يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شر أنفسنا انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
80.0016
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top