منوعات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

منتقى الجمان

2012/01/27   07:21 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
منتقى الجمان



الشفاعة في القرآن

الشيخ علي حسن – برمنجهام

الشفاعة في المعنى الاصطلاحي العقدي عند المسلمين مرتبطة بكرامة الله لبعض أوليائه في ما يريد ان يُظهره من فضلهم في الآخرة، فيُشفِّعهم في من يريد المغفرة له أو رفع درجته عنده.
وقد وردت كلمة (شفع) باشتقاقاتها اللغوية 26 مرة في القرآن الكريم، وباستعراضها نجد أن ما له علاقة بالمعنى الاصطلاحي يشمل 24 آية، بينما قوله تعالى: {من يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا} (النساء: 85)، فقد استعلمت الكلمة هنا في المعنى اللغوي، ولها ارتباط بالوساطات التي كان يعرضها بعض المسلمين لبعض المنافقين أو المشركين في العهد النبوي، وهكذا بالنسبة الى قوله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} (الفجر: 3) التي أريد بها نوع من الصلاة، أو يوم من أيام السنة، أو غير ذلك مما لا علاقة له بالمعنى الاصطلاحي الذي نبحث فيه.

نفي الشفاعة الوهمية

ومن يتتبع تلك الآيات ويستقرؤها يلاحظ أنها لا تتحدث عن الشفاعة بقصد إثبات وجودها، بل تتحدث عنها بشكل سلبي كما يلي:
1 - نفي الشفاعة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ ان يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (البقرة: 254).
2 - نفي الشفاعة عن الشفعاء الوهميين الذين كان المشركون يدّعون لهم تلك الكرامة: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} (الأنعام: 94).
3 - بيان عدم تأثير الشفاعة: {وَاتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} (البقرة: 123).
4 - لا شفاعة إلا بإذن الله ورضاه: {اللَّهُ لاَ الَهَ الاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ الاَّ بإذنه…} (البقرة: 255). {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم منْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} (الأنبياء: 28).

إثبات الشفاعة بشروطها

وبالطبع فإن ما سبق لا يعني نفي الشفاعة في الآخرة بشكل مطلق، اذ أثبتت الآيات نحواً من الشفاعة ضمن قانون معين، ولكن اهتمام الآيات انصب على معارضة فكرة الشفاعة بالصورة التي كانت مطروحة من قبل المشركين الذين كانوا يعتقدون ان أصنامهم تملك ذلك الامتياز، وانهم يتقربون اليها بالعبادة والطاعة وتقديم القرابين لكي تكون لهم الحظوة عندها في تحقيق أمانيهم كلها. والمشركون وإن لم يؤمنوا بالآخرة، إلا أنهم كانوا يواجهون النبي بدعوى أنه لو افتُرض وقوعها فإن تلك الأصنام ستشفع لهم وتخلّصهم من عذاباتها.
ومن جهة أخرى فإن القرآن الكريم لم يحدد أشخاص الشفعاء في الآخرة، بل ذكر منهم الملائكة، كما ذكر بعض صفات الشفعاء.

شفاعة بعد الإذن

ومن مجمل الآيات القرآنية التي تحدثت عن الشفاعة، فإننا نجد التأكيد على سبق الإذن الإلهي والرضا الإلهي لأية شفاعة، وهذا يعني ان شفاعة الشافعين لا تتعارض مع الحكم الإلهي على عباده، بحيث يريد الله إنزال العقوبة بهم، فيتدخل الشفعاء ليغيّروا الإرادة الإلهية، ويحوّلوا الغضب الإلهي الى رضا، بل إن الله سبحانه يحكم وفق رحمته باستحقاق فئات من الناس الشفاعة، وحينئذ يشفع الشفعاء فيهم وفق الإذن الإلهي المسبق لهم بذلك، ووفق معرفة الشفعاء بقانون الشفاعة ومعاييرها وشروطها التي وضعها الله سبحانه، وذلك تكريماً للشفعاء من جهة، وتحسيناً لأوضاع تلك الفئات، برفع درجاتهم في الجنة، أو في التجاوز الإلهي عن بعض ما ارتكبوه من معاصٍ، من جهة أخرى.

مبالغة ومخالفة

وقد عمل الخطاب الديني الإسلامي في بعض مواقعه على تقديم صورة مشوّشة أو قاصرة حول الشفاعة، أدت الى تصورها بالشكل السابق، كما أدت الى تقديم الشفاعة على العمل من حيث المرتبة والأهمية، على الرغم من كل التركيز القرآني على الايمان والعمل كأساسين للنجاة في الآخرة، في الوقت الذي غلبت فيه الصفة السلبية على الحديث عن الشفاعة.
ونتيجة تلك الصورة المعكوسة جاءت المبالغة عند البعض في الركون الى الشفاعة في الآخرة دون الاعتناء بالقانون الالهي الذي ينظّم العلاقة بين الله والشفيع والمشفّع فيه، وهو ما يخالف صريح الآيات السابقة، وصريح الأحاديث الواردة عن النبي وآله في هذا الخصوص من قبيل ما جاء في خطبة النبي صلى الله عليه وآله الأخيرة حيث قال: (أما انه ليس بين الله وبين أحد من عباده شيء يعطيه به خيراً أو يدفع به عنه شراً الا العمل، أما انه لا ينجي إلا عمل مع رحمة. ولو عصيتُ لهويتُ). فالله هو الذي جعل لنبيه الشفاعة للمذنبين، ولكن النبي يريد ان يقول للناس انطلقوا مع العمل وانتظروا رحمة الله وشفاعته ولا تتجرأوا على ترك العمل والابتعاد عن الخط المستقيم لأنكم تقولون سيشفع النبي لنا.
وكذلك فيما رواه أبوبصير قال: (دخلت على أم حميد أعزيها بأبي عبدالله «الإمام جعفر الصادق عليه السلام وهي زوجته» فبكت وبكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبا محمد لو رأيت أبا عبدالله عليه السلام عند الموت لرأيت عجباً، فتح عينيه ثم قال: أجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة، قالت: فلم نترك أحداً إلا جمعناه، قالت: فنظر اليهم ثم قال: إن شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصلاة). وقد أدت القراءة الخاطئة لحقيقة الشفاعة أيضاً الى دفع البعض للسعي نحو تطوير علاقة خاصة بالشفعاء والتقرب اليهم بأنحاء القربات، لا بدافع الاقتداء والاهتداء، بل أملاً في نيل شفاعتهم، مما أوجد بوناً شاسعاً بين السلوك العام لأولئك الناس وبين سيرة الشفعاء الذين يمثلون القمة في الإيمان والعمل الصالح والخلق القويم.

نتائج مستخلصة

بمطالعة الآيات القرآنية التي تحدثت عن الشفاعة يمكن استخلاص النتائج التالية:
1 - أكد القرآن الكريم أصل الشفاعة في الآخرة، وذكر الملائكة كشفعاء، كما ذكر بعض صفات الشفعاء.
2 - الحديث القرآني عن الشفاعة في مجمله حديث سلبي وذلك لمواجهة معتقدات المشركين.
3 - شفاعة الشافعين لا تمثل معارضة للحكم الإلهي، ولا تغييراً لإرادته في إنزال العقوبة بالعاصين.
4 - من الخطأ المبالغة في الركون الى الشفاعة دون الاعتناء بالقانون الإلهي الذي ينظّم العلاقة بين الله والشفيع والمشفّع فيه.
alwalaa@alwalaa.com


==================

المسائل الشرعية

الخلل في الوضوء

- يقول الفقهاء إنه لا يصح أن ينوي المكلف الوضوء لصلاة قبل دخول وقتها، فماذا لو توضأ شخص قبل دخول وقت الفريضة، ومع هذا نوى الوضوء للفريضة جاهلاً بالحكم، فما حكم وضوئه وصلاته؟
- المرجع الراحل السيد أبوالقاسم الخوئي: صح وضوؤه ذلك، وما أتى معه من صلاة وغيرها.
- كنت أتوضأ لمدة ثلاثين سنة بحيث آخذ غرفة من الماء وأمسح بها رأسي ثم أمسح رجلي. وكنت أعتقد بأن هذا الوضوء صحيح من ناحية مسح الرأس، ثم اكتشفت خطأ ذلك. فما حكم صلواتي الماضية؟
- المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله: لابد من المسح ببقية البلل الباقي في اليد، ولا يجوز المسح بماء جديد، ولكن مع ذلك لا يجب عليك القضاء مع الجهل.
- ما الحكم اذا كان أحد أعضاء الوضوء متنجساً وشك بعد الوضوء هل طهر ذلك العضو قبل الوضوء أم لا؟
- المرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي: وضوؤه صحيح، ولكن يجب تطهيره للصلاة، ولو وجد شيئاً وجب تطهيره.
- ما حكم الوضوء لإحدى الصلوات قبل دخول وقت الصلاة؟
- المرجع الديني الشيخ محمد اسحق الفياض: لا بأس بالوضوء بعنوان الاستحباب قبل دخول وقت الصلاة الواجبة، فإذا دخل وقتها صلى به.
- توضيح: أي أنه لا ينوي الوضوء للصلاة، بل يكفي أن ينوي وضوءا مستحباً. بينما اشترط بعض الفقهاء لصحة الوضوء ان يكون لغاية محددة، كأن يتوضأ للكون على طهارة، أو لتلاوة القرآن، أو لدخول المسجد، أو لأداء صلاة مستحبة وهكذا.



==================

من وصايا صادق أهل البيت حول الشفاعة

عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه كتب بهذه الرسالة الى أصحابه وأمَرهم بمدارستها والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها، فكانوا يضعونها في مسجد بيوتهم، فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها. وهذا بعض ما جاء فيها: (... واعلموا أنه ليس بين الله وبين أحد من خلقه ملك مقرّب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك من خلقه كلهم إلا طاعتهم له، فاجتهدوا في طاعة الله ان سركم ان تكونوا مؤمنين حقاً حقاً ولا قوة إلا بالله، وقال صلى الله عليه وآله: (وعليكم بطاعة ربكم ما استطعتم فإن الله ربكم). واعلموا ان الإسلام هو التسليم، والتسليم هو الإسلام، فمن سلّم فقد أسلم ومن لم يسلم فلا إسلام له. ومن سرّه ان يبلغ الى نفسه في الإحسان فليطع الله، فإنه من أطاع الله فقد أبلغ الى نفسه في الإحسان. اياكم ومعاصي الله ان ترتكبوها، فإنه من انتهك معاصي الله فارتكبها فقد أبلغ الإساءة على نفسه، وليس بين الإحسان والإساءة منزلةٌ، فلأهل الإحسان عند ربهم الجنة، ولأهل الإساءة عند ربهم النار، فاعملوا بطاعة الله واجتنبوا معاصيه. واعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه شيئاً لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك، فمن سره ان تنفعه شفاعة الشافعين عند الله فليطلب الى الله أن يرضى عنه. واعلموا أن أحداً من خلق الله لم يُصِب رضا الله إلا بطاعته وطاعة رسوله وطاعة ولاة أمره من آل محمد صلوات الله عليهم ومعصيتهم من معصية الله، ولم ينكر لهم فضلاً عظُم أو صغُر…).




==================

حوار حول الشفاعة

عن ابن أبي عمير قال: سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول: لا يخلِّد الله في النار إلا أهل الكفر والجحود، وأهل الضلال والشرك. ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر، قال الله تبارك وتعالى: {انْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا}.
قال: فقلت له: يابن رسول الله فالشفاعة لمَن تجب مِن المؤمنين؟ فقال: حدثني أبي، عن آبائه، عن علي عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، فأما المحسنون منهم فما عليهم من سبيل.
قال ابن أبي عمير: فقلت له: يا ابن رسول الله، فكيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر والله تعالى يقول: {وَلا يَشْفَعُونَ إلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} ومن يرتكب الكبائر لا يكون مرتضى؟ فقال: يا أبا أحمد ما من مؤمن يرتكب ذنباً إلا ساءه ذلك وندم عليه، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: كفى بالندم توبة. وقال: من سرَّته حسنة وساءته سيئة فهو مؤمن، فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن، ولم تجب له الشفاعة وكان ظالماً، والله تعالى يقول: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ}.
فقلت له: يا ابن رسول الله، وكيف لا يكون مؤمناً مَن لم يندم على ذنب يرتكبه؟ فقال: يا أبا أحمد، ما من أحد يرتكب كبيرة من المعاصي وهو يعلم أنه سيعاقَب عليها إلا ندم على ما ارتكب، ومتى ندم كان تائباً مستحقاً للشفاعة، ومتى لم يندم عليها كان مصراً، والمصر لا يُغفر له لأنه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب، ولو كان مؤمناً بالعقوبة لندم، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار، وأما قول الله: {وَلا يَشْفَعُونَ الاَّ لِمَنِ ارْتَضَى} فإنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه، والدين: الإقرار بالجزاء على الحسنات والسيئات، ومَن ارتضى الله دينه ندم على ما يرتكبه من الذنوب لمعرفته بعاقبته في القيامة.
< مما سبق يتضح:
1 - شفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تكون للمذنبين من هذه الأمة.
2 - إنما ينال هؤلاء المذنبون شفاعة النبي فيما لو عاشوا الندم لارتكابهم المعاصي.
3 - الندم من عناصر تحقق التوبة، والندم دليل الإيمان بالآخرة والحساب والثواب والعقاب.



==================

إشكال حول الشفاعة

طرح العلامة محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان إشكالاً حول الشفاعة قال: (وعْدُ الشفاعة منه تعالى أو تبليغها من الأنبياء عليهم السلام مستلزم لتجرّي الناس على المعصية وإغراء لهم على هتك محارم الله تعالى، وهو مناف للغرض الوحيد من الدين من سَوْق الناس الى العبودية والطاعة. فلابد من تأويل ما يدل عليه من الكتاب والسنة بما لا يزاحم هذا الأصل البديهي).
وأجاب رحمه الله عن هذا الإشكال كما يلي: أولاً: (بالنقض بالآيات الدالة على شمول المغفرة وسعة الرحمة كقوله تعالى {انَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ ان يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} (النساء: 48)، والآية كما مر في غير مورد التوبة، بدليل استثنائه الشرك المغفور بالتوبة).
ثانياً: (بالحل، فإن وعد الشفاعة أو تبليغها انما يستلزم تجرّي الناس على المعصية وإغراءهم على التمرد والمخالفة بشرطين: أحدهما: تعيين المجرم بنفسه ونعته، أو تعيين الذنب الذي تقع فيه الشفاعة تعييناً لا يقع فيه لَبس، بنحو الانجاز من غير تعليق بشرط جائز).
وثانيهما: تأثير الشفاعة في جميع أنواع العقاب وأوقاته، بأن تقلعه من أصله قلعاً.
فلو قيل: إن الطائفة الفلانية من الناس أو كل الناس لا يعاقبون على ما أجرموا ولا يؤاخَذون فيما أذنبوا أبداً، أو قيل إن الذنب الفلاني لا عذاب عليه قط، كان ذلك باطلاً من القول ولعباً بالأحكام والتكاليف المتوجهة الى المكلفين، وأما اذا أبهم الأمر من حيث الشرطين فلم يعيَّن ان الشفاعة في أي الذنوب وفي حق أي المذنبين، أو ان العقاب المرفوع هو جميع العقوبات وفي جميع الأوقات والأحوال، فلا تعلم نفس هل تنال الشفاعة الموعودة أو لا، فلا تتجرى على هتك محارم الله تعالى).
واعتبر العلامة ان القول بالشفاعة يشبه الوعد بغفران الصغائر عند اجتناب الكبائر وذلك بحسب قوله تعالى: {إن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} (النساء: 31)، فهل نعتبر أن ذلك دعوة للجروء على ارتكاب المعاصي؟ قال: (فإذا جاز أن يقول الله سبحانه: إن أتقيتم الكبائر عفوناً عن صغائركم، فليجز ان يقال: إن تحفظتم على إيمانكم حتى أتيتموني في يوم اللقاء بإيمان سليم قبلت فيكم شفاعة الشافعين).
ثم استعرض رحمه الله الهدف التربوي من تقرير الشفاعة معتبراً أنها: (توقظ قريحة رجائها، فلا يوجب مشاهدة ما يشاهدها من ذنوبها وآثامها قنوطاً من رحمة الله، ويأساً من رَوْح الله). وان الأمل في الشفاعة يدفع الإنسان أحياناً الى ان يحسُنَ إيمانه وبالتالي: (ربما أوجب ذلك انقلاعه عن المعاصي، وركوبه على صراط التقوى، وصيرورته من المحسنين، واستغناءه عن الشفاعة بهذا المعنى، وهذا من أعظم الفوائد).


==================


معنى الزمن

على الإنسان ألا يجعل الزمن مجرد لحظات تمرّ، بل عليه أن يحاول أن يملأ الزمن بكل معاني إنسانيته، حتى يتحول الزمن الى عنصرٍ من العناصر التي تمنحه معنى من حياة.

معنى الحياة

الحياة هي هذه الحيوية العقلية والروحية والحركية التي تمثل الوجود الإنساني الذي يبحث عن فكر ينغرس فيه، وعن مستقبل يصنعه، وعن روح يسمو معها ويصفو.

معنى الإسلام

الإسلام ليس مجرد عنوان على الهوية.. فلا قيمة لمسلمين يرتبطون بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ولا يرتبطون برسالته، لأن ارتباطنا به ليس ارتباطاً شخصياً، ولكنه ارتباط رسالي.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
81.008
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top