منوعات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

احذروا هذه الممارسات الفكرية في التحركات الانتخابية

الشيخ الدكتور جاسم بن محمد بن مهلهل الياسين
2012/01/21   06:52 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
احذروا هذه الممارسات الفكرية في التحركات الانتخابية



غاب فقه الاختلاف، فاهتز لدينا مفهوم الصف الواحد والبنيان المرصوص

كيف ينجو عدوك من لسانك، ولا ينجو أخوك؟!! الحقيقة ليست ماركة تجارية يمكن احتكارها.. فهي ملك للمجتهدين من كل المدارس مادامت الضوابط مصانة

لا يمكن توريث المنهج ولا وصل السند الفكري والروحي في العمل الإسلامي بدون العمل التربوي

لا يمكن تحقيق تناغم في العمل الجماعي إذا لم تسبقه تربية جماعية تنظم الأفكار وتوحد الرؤى

تزاد أهمية التربية المؤسسية كلما زادت وطأة المغريات المادية التي تحقق الكثير من القيم والمفاهيم الرفيعة…

من السيئ أن تكون التربية بلا عمل، ومن الأسوأ أن يكون العمل بلا تربية


بقلم: د.جاسم محمد مهلهل الياسين

الاختراق الفكري:
معناه:
يعني الاختراق الفكري، ان يهاجم فكر ما، فكرا آخر بدليل أو بغير دليل، ويقصد المهاجمة لذات المهاجمة سعيا لتبديل هذا الفكر ومحوه والتشكيك في ثوابته.

أهدافه:

يهدف الاختراق الفكري الى «تصفية حسابات» فردية مثلا، أو جماعية، أو هي نزوة تصيب بعض الاتجاهات والحركات، فتظن نفسها الممثل الوحيد لفكرة ما، أو هي الوريث الوحيد لحزب

وتنظيم ما، ومن ثم تسعى لفرض ذلك على الآخرين، اما بالأوامر المباشرة والدعاوى العريضة، أو بالاختراق الفكري والتشكيك في ثوابت الآخرين.

صور الاختراق الفكري:
1 - (اختراق اسلامي – اسلامي)
بمعنى ان تتوجه حركة، أو اتجاه أو جماعة اسلامية بآلياتها وقدراتها لكي تشكك في ثوابت وأصول اتجاه أو جماعة أو حركة اسلامية أخرى..مع فرض رؤياها الاجتهادية، والمبالغة في تصحيح

منظورها ومباركة خطواتها الحركية على حساب مبادئ وأسس وفكر الاتجاه الاسلامي الآخر.
2 - اختراق (علماني – اسلامي)
وهذا النوع من الاختراق يكمن في ان يسعى العلمانيون أو التنويريون كما يزعمون الى تشويه صورة الآخر بالتشكيك في ثوابته وفرضياته..والطعن في رؤاه وقواعده وغاياته ووسائله ولا

يكتفوا بذلك بل يسعوا لاختراق الفكر الاسلامي ومحاصرته في المنتديات ووسائل الاعلام، وتشويه رموزه وأقطابه، بل قد يسعى بعض العلمانيين الى تجفيف منابع الاسلاميين، ومصادرة

كتبهم، وتتبع عناصرهم.

ظاهرة الاختراق الاسلامي – الاسلامي

سبق ان عرفنا في صدر الموضوع معنى الاختراق وأهدافه، وهذه التعاريف السابقة تنطبق على ما سميناه بـ«الاختراق الاسلامي – الاسلامي» في الأساس..لأنه أصبح للأسف يمثل

ظاهرة منتشرة بين الحركات والاتجاهات الاسلامية..على مستوى الأفراد، وعلى مستوى التنظيمات بل والمؤسسات أيضا.
حتى ان بعض الاتجاهات الاسلامية المحترمة تصرف جهدا غير قليل من وقتها وطاقاتها في التربص بالاتجاهات الاسلامية الأخرى من غيرها..نقدا، وتشكيكا، وطعنا..وتتبعا للعثرات

والزلات..!!
أما على مستوى الأفراد فحدث ولا حرج..لأنه أصبح ركيزة راسخة عند كثير من البارزين في الاتجاهات الأخرى فضلا عن أشبال الدعوة وشبابها منهم، بل أصبح البعض متخصصا ورمزا

في نقد الاتجاهات الاسلامية الأخرى، كأنما هو موكل بهم، وكأن هذه هي رسالته..!! التشكيك والنقد والطعن، وتتبع الزلات والعثرات..والأدهى من ذلك أنه قد يُساعَدُ على ذلك من

اتجاهه، أو جماعته، أو حزبه فيلقى التأييد والتصفيق منهم..!!

موقفنا من تلك الظاهرة:

اننا نقف مذهولين أمام تلك الظاهرة الخطيرة من حيثيات عدة اسلامية وواقعية، وهذا ذكر لأهم تلك الحيثيات:

أولا: الحيثيات الدينية:

قد علمنا ان الاسلام نهى عن الغيبة والنميمة وتتبع العورات والزلات والمثالب وتلك من مكارم أخلاق الاسلام بل ومن أوثق عراه.
حيث نهى الاسلام عن الغيبة صراحة فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتا

فكرهتموه، واتقوا الله ان الله تواب رحيم} وقال صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة قتات»، وقال أيضا «من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة»، وقال أيضا ومن تتبع عورة أخيه

تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو كان في عقر داره» أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وهذا ما درج عليه الراشدون والأئمة المهديون من سلفنا الصالح رضوان الله عليهم جميعا من كف اللسان وكف الأذى وستر المسلمين والنصح بالتي هي أحسن.
ولله در الامام الشافعي لما قال:

اذا شئت ان تحيا مصونا من الأذى
وحظك موفور وعرضك صَيِّنُ
لسانك لا تذكر به عورة امرئ
فكلك عورات وللناس ألسن
وعيناك ان أبدت اليك مساوئا
فصنها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
وخاصم ولكن بالتي هي أحسن


وعليه فاننا نرى ان ما سبق ذكره من الوشاية والطعن والهمز من المنهيات شرعا والمحرمات التي ينبغي ان يعفو عنها عامة الناس فضلا عن خاصتهم من أصحاب الاتجاهات الاسلامية

ورموز العمل الاسلامي ومؤسساته..

ثانيا: الحيثيات الواقعية:

وهذه الحيثيات تمليها ظروف الواقع وتشهد بها وهي تكمن في:
1 - اجتماع الأحزاب جميعا على ضرب الحركة الاسلامية محليا وعالميا..
وهذا الاجتماع الآثم ظاهر للعيان في كل المحافل الدولية والعالمية بل والقطرية والاقليمية..فالاسلام في بؤرة الاصطياد، وقادة الغرب يقولون «دمروا الاسلام أبيدوا أهله» وناهيك عن

مظاهر الطعن في الاسلام والاسلاميين.
وهذا يدعو للتكاتف والتعاضد على مواجهة ذلك العدو المشترك.
2 - تراجع دور الحركة الاسلامية نسبيا في العقد الأخير مما يدعونا لمراجعة أنفسنا ومواقفنا وأن نتساند في اسداء النصح والتذكير والمراجعة بالتي هي أحسن قال تعالى {وتواصوا بالحق

وتواصوا بالصبر}.
3 - التأكيد على حقيقة أنه لن يقوم بالاسلام كله فصيل واحد، ولن تنهض بكافة أعبائه مطلقا حركة واحدة، وان تفاوتت الحركات في مساحة الممارسة العملية للاسلام.
وعلى ذلك فاننا نعلن عن منهجنا مع الآخرين بأنهم اخواننا، وهم على ثغر من ثغور الدعوة ونحن على ثغر منها فكل يعمل في ثغره ويجد فيما بين يديه «ولنتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا

بعضا فيما اختلفنا فيه».
4 - الاعتراف بحقيقة سعة مجالات الدعوة وتنوع ميادنها وتعدد أساليبها..مع الالتزام بأصولها الرئيسة في الاستمداد والاخلاص واعتماد البصيرة {أدعو الى الله على بصيرة} والتزام روح الحكمة

والموعظة الحسنة {ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}، واتخاذ الجدال -عند الضرورة- بالتي هي أحسن {وجادلهم بالتي هي أحسن} مع الارتقاء الى مقام الاحسان والعفو {ادفع

بالتي هي أحسن السيئة}.. وقال سبحانه {وجزاء سيئة مثلها فمن عفى وأصلح فأجره على الله}..
5 - الاعتراف بقصورنا جميعا حركات ومؤسسات واتجاهات..اذ لا نزال نرسف في عوالم الأوهام والتخيلات والطموح دون ان نبذل من الجهد ما تستقضيه الأمانة العظمى في الدعوة الى

الله.
والا لما كان هذا حالنا..والا لرُزقنا التمكين في الأرض {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم

وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا}.. (النور: 55).
وأخيرا فانني أدعو كافة الاتجاهات الاسلامية للتناصح والتشاور دون تجريح، ولا تحقير، ولا اغماض لحقوق الآخرين..وحبذا ان تؤلف الكتب في المراجعات والمناصحات مع طرح البديل

العملي والواقعي الصحيح، مع التزام حق الغير من ستره والاحسان في وعظه، ولله در الشافعي لما قال:

تعمدني النصيحة بانفراد
وجنبني النصيحة في الجماعة
فان النصح بين الناس شيء
من التوبيخ لا أرضى استماعه


وفي الختام جدير بي ان أنوه بالعاصم من شرور القواصم سواء كانت قواصم فكرية من الشبهات أو قواصم مادية من الشهوات ألا وهي التربية انها الحرز الأمين والأساس المتين الذي يعصم

شبابنا وأبناءنا وذوينا ومن ثم أمتنا عن كل غزو فكري واستلاب ذهني..نعم انها التربية بمعناها الواسع ومفهومها الواعي سواء كانت فردية أو مؤسسية.
وقبل البدء في العلاج التربوي ينبغي الوقوف على النقاط الآتية حتى تتكشف لنا أركان تلك القضية التربوية وهذه النقاط كالتالي:

أولا: ضرورة التربية مطلقا:
نعم التربية ضرورية مطلقا على مستوى القادة فمن دونهم، لأنه بالتربية وحدها..يتورث المنهج ويتصل السند الفكري والروحي في العمل الاسلامي، ولذلك كان أول ما ابتدأ به رسول الله

صلى الله عليه وسلم في مكة هو التربية وما ذلك الا لجلالتها وعظم أثرها.

ثانيا: أنواع التربية
لأن اسلامنا دين أخلاقي في المقام الأول على ما صرح به رسول الله محمد «انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» فان البعد التربوي الأخلاقي يرتبط بكل عناصر الاسلام ولذلك يمكن تعديد أنواع

التربية الى:
1 - تربية عقدية:
وهذه تربية للضمير الخلقي، وتطهير الوجدان القلبي، والفكر العقلي عن أدران الوثنية ولوث الشرك، والرقي بها جميعا في نظم توحيد الله وتنزيهه وافراده الكامل بالعبادة، والالتجاء والطاعة بما

يتحقق معه توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.
2- تربية شرعية:
وتلك لعمري ميزة من مزايا التشريع الاسلامي عن التشريع الوضعي، حيث انه متشبع بروح الأخلاق وملتزما بغرسها وحمايتها في كل ربوع الحياة، ولا يخفى ما لهذا من الأثر العظيم في التزام

الناس وامتثالهم للأحكام والتشريعات الالهية، حيث أوجدت القيم الأخلاقية وازعا قويا في دفعهم لاحترام تلك التشريعات، وتقبلها دون النفور منها، أو التحايل عليها.
3 - تربية أخلاقية:
وهي تلك التربية الاسلامية القائمة على التحلي والتخلي، حيث التحلي بالفضائل جمعاء، والتخلي عن الرذائل جمعاء، وقد تميزت شريعتنا الغراء بايجاد أحكام مثالية معيارية ثابتة لا تتغير بتغير

الزمان ولا المكان على شاكلة الأخلاق الوضعية الغربية، وانما هي أخلاق ربانية ثابتة تكفل للنفس تزكيتها وتطهر الروح وترفع مكانتها، وهي ميسورة وعملية، بحيث تتهيأ لها النفوس وتستقبلها

عن رضا ورغبة راجية المثوبة من الله والنجاة من عقابه..وجماع هذه التربية الأخلاقية في اتباع سلوك النبي المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة»..

التربية الفردية والجماعية والمؤسسية
أولا: التربية الفردية
هي تلك التربية التي يلتزمها المربي مع أحد من تلامذته أو بنيه أو ذويه..وفيها يتابع المربي من هو تحت يده ويلازمه بالتذكير والافهام والوعظ، وأبلغ آثار هذه التربية هو في امتثال التلميذ

لسلوك مربيه، ومن ثم يلزم على المربي ان يعي تلك الحقيقة بأنه لا يستقيم الظل والعود أعوج، وصدق الشاعر في قوله:

لا تصلح الناس وأنت فاسد
هيهات ما أبعد ما تكابد


وقول الآخر:

تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى
كيما يصح به وأنت سقيم!
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها
فاذا انتهت عنه فأنت حكيم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك اذا فعلت عظيم


ومن هنا فانه ينبغي على المربي ان يكون قدوة ومثالا حيا لمن يربيه، لأن ملاحظة السلوك هي ذات الأثر البليغ في التأثير في المتربي.
وأهمية هذه التربية أنها تمثل المرحلة الأولى لأية دعوة، وفيها تنتشئ الكوادر الدعوية ويستتم البناء القاعدي لمن سيخرج حاملا لواء الدعوة من شباب وأشبال الدعوة، الذين هم أمل الغد،

وعدة المستقبل الدعوي.

ثانيا: التربية الجماعية

وهي تلك التربية الجماعية التي ينتظم في سلكها أكثر من فرد واحد، مع اختلاف الميول الفكرية والأطباع والأمزجة وهنا ينبغي ان تكون المادة التربوية موجهة وهادفة وفيها بعد فكري واضح في

اعدادها وصياغتها حتى تبلغ الهدف المرجو منها، وهي مرحلة تالية للتربية الفردية..وطالما يخرج منها المنتظمون فيها ذوي أفكار وثابة، وأصحاب روح عمل جماعية عالية، وهذا مطلوب جدّ

الطلب في ركب الدعوة الى الله..
ولأن الاسلام يخاطب الجموع ويقود الأفراد والشعوب والأمم والأجناس جميعا ويتسع لكافة الأطباع ومختلف البيئات -لأنه خاتم الأديان وهو الباقي الى يوم الدين- فان عوامل السعة والمرونة

والتنوع والتعدد تتسع وتتمدد بحسب أصول عقدية ثابتة، وتمثل الركيزة والمنطلق لحيويته وديمومته.

ثالثا: التربية المؤسسية:

ويقصد بها تلك التربية الممنهجة المبرمجة التي تقودها مؤسسة ما..سواء كانت مؤسسة اسلامية أو حكومية أو أهلية عامة..
وأهم ركائز هذه التربية ان يوجد منهج تربوي وبرنامج عملي مؤصل تقوم عليه جهة (مؤسسية)، وهذا النوع من التربية ليس بجديد كل الجدة على الأمة، لأنه امتداد لتلك المؤسسات التربوية

العتيقة في الاسلام والتي قادت الجموع الاسلامية نحو الوعي الاسلامي والاشباع الفكري بقيم وروح الاسلام الاجتماعية والفكرية والسياسية..
ويأتي على رأسها مؤسسة المسجد والمدارس والمعاهد العلمية والمؤسسات الوقفية، وقد خرجت الكثيرين ممن حملوا مشاعل العلم والهدى..وينبغي علينا الافادة من التنظيمات المؤسسية

الحديثة وابتناء المناهج التربوية الفاعلة، وبثها في تلك المؤسسات، وأخذ الأمور بحزم وجد..لأن الأمة تتهاوى أخلاقيا وتتناقض عراها التربوية وأصولها القيمية الاسلامية تحت رزح الغزو التربوي

الغربي من قيم وتقاليد دخيلة..وتحت وطأة المغريات والماديات التي جففت كثيرا من ينابيع الأصول والقيم الاسلامية الرفيعة..
ثم ان هذا النوع من التربية يعد فرض كفاية على الجميع وفرض عين على المقتدرين على قياد زمام التربية المؤسسية لتوعية الأمة بمختلف شرائحها وطبقاتها الاجتماعية، فهكذا كان النبي صلى

الله عليه وسلم يبعث السفراء كمربين وينشئ المساجد ويعقد الألوية ويبثها في كل البقاع حوله لينشر الوعي الاسلامي ويبشر بقيمه الأخلاقية الراقية.
فعلينا ان نَجد في الأخذ بصيغة التربية المؤسسية المتأنية لاشاعة ونشر وافشاء الوعي التربوي الاسلامي العام، ولاحسار المد العلماني والغربي في ألفية العولمة هذه.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 
مقالات ذات صلة بالكاتب

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
411.9983
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top