مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

وزارة التربية ترتكب جريمة بحق أبنائنا

مرزوق فليج الحربي
2012/01/20   11:45 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

نحن أمام مشكلة أخلاقية تمارسها الوزارة لتنقذ نفسها من المساءلات السياسية


اثناء احتجاجات واعتصامات الطلبة بسبب تغيير طريقة التقييم الجديدة للمراحل الدراسية العامة والتي اقامها الطلبة بجهد ذاتي في الاسبوع الثالث من الدراسة وأمام مبنى وزارة التربية رفع أحد الطلبة لوحة كتب فيها (ضيعت حلم العجوز يا المليفي) وكتب آخر (ضاعت الهندسة وما لي الا العسكرية) عبر الطلبة عن احتجاجاتهم وتخوفهم من الطريقة الجديدة والتي اتخذها وزيرالتربية المليفي حول طريقة تقييم الطلبة وان الطالب يعتمد على الجانب التحريري بشكل رئيسي أما الامور المساندة له كالامتحانات الشفوية واعمال السنة والانشطة اللاصفية والسلوك وغيره فدرجاته تكاد لا تذكر بمعنى ان مستقبل الطالب ولمدة سنة كاملة محكوم بالساعتين التي يقضيهما في الاختبار.
وتأتي وزارة التربية اليوم لتكمل ما بدأته بتحطيم أحلام الطلبة وذلك بتعقيد اختبارات نصف السنة خاصة للصف الثاني عشر حيث يشتكي الكل صعوبة الاختبارات وتعجيزها لدرجة ان احد مدرسي الكيمياء طلب منه احد الطلبة شرح الاسئلة فقال نص الامتحان انا كمدرس ما اعرف احله واسئلة اختبار التربية الاسلامية كانت غامضة ومبهمة اما امتحان الرياضيات والذي شهد في العديد من المدارس حالات اغماء وبكاء لصعوبته البالغة هذه أمثلة والتعجيز والصعوبة صفة في كل الاختبارات للمرحلة الثانوية بشكل عام وللصف الثاني عشر بشكل خاص.
ان اخوف ما نخافه ان تكون هذه سياسة متعمدة لوزارة التربية حتى تقلل عدد الطلبة الخريجين من الثانوية لتحل مشكلة الاعداد المتزايدة والتي تتخرج بنسبة تؤهلها لدخول الجامعة ولكن قدرات الجامعة الاستيعابية لا تتحمل هذه الاعداد وهذا ما شهدناه في العام الدراسي الحالي حيث امتنعت الجامعة عن استقبال اكثر من ثلاثة آلاف طالب وطالبة مكتملي الشروط لدخول الجامعة.
فنحاول ان نحل مشكلة بمشكلة اكبر فنحاول حل مشكلة عدم قدرة الجامعة الاستيعابية بظلم الطلبة وتحطيم احلامهم وذلك بتصعيب الاختبارات لهم فلا تخرج الثانوية العامة إلا العباقرة وجهابذة الفكر اما اصحاب الذكاء العادي فلا احلام لهم وحدودهم اما الجامعات الخاصة المكلفة مادياً أو المعاهد واذا كانت هذه سياسة وزارة التربية وأنا بوجهة نظري لا اجد تفسيراً اخر لتعقيد الاختبارات إلا هذا فنحن أمام مشكلة اخلاقية تمارسها وزارة التربية قائمة على ظلم الطلبة حتى تنقذ نفسها من المساءلات السياسية لعدم استيعابها للطلبة الخريجين.
مشكلة تصعيب وتعجيزية الاختبارات وعدم استيعاب الجامعة لخريجي الثانوية العامة ليست هي المشاكل الوحيدة التي تواجهها وزارة التربية بل هي قمة الجبل الظاهرة اما ما خفي فهو اعظم فالتعليم اليوم اصبح مكلفاً مادياً مع ان سياسة الدولة مجانية التعليم ولكن الطالب لن يتجاوز مرحلته الدراسة الا بالدروس الخصوصية والمذكرات المكلفة مادياً ومع هذا كله فإن مخرجات التعليم أقل ما يقال عنها انها تحت المستوى المطلوب اضف الى هذا عدم وجود جامعات حكومية وحلم بناء جامعة جديدة اصبح عمره اكثر من عشرين سنة اضف الى عدم استقرار المناهج فأي خلاف سياسي أو طائفي حول منهج معين كفيل بأن تغير الوزارة المنهج كله ناهيك عن المشاكل الادارية والفنية والتي اصبحت سنة من سنن وزارة التربية مثل التنقلات الادارية واختيار الكفاءات للمراكز القيادية والمنتجات الدراسية غير المدروسة كالفلاش ميموري الذي كلف الكثير وبدون كفاءة او تفعيل.
مع هذا الكم من المشاكل تذكرت كلمة للدكتور احمد الربعي رحمه الله عندما كان وزيراً للتربية عندما قال التعليم بالكويت محتاج لقرارات سياسية من أعلى قمة الهرم السياسي بالكويت وعندما قال التعليم قضية وطن وليس قضية وزير اليوم نحن نحتاج لسياسة الربعي رحمه الله وليس لوزير تربية يسهر الى الساعة 3 الفجر يغرد بتويتر وفي الصباح تتحول هذه التغريدات التويترية الى قرارات سياسية.

مرزوق فليج الحربي
Marzooq_hu@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
420.0077
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top