منوعات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

منتقى الجمان

2012/01/13   07:39 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
منتقى الجمان



الكرامة الإنسانية

الشيخ علي حسن

للعناوين المشتركة بين الناس دورٌ في رسم طبيعة العلاقة والمشاعر المتبادلة فيما بينهم، فمن الطبيعي ان تجد لوحدة العنوان الذي يجمعك بالآخر الأثر في قوة مشاعرك

تجاهه.. فعندما تلتقي بأحد أبناء بلدك وأنت على بعد آلاف الكيلومترات، فان مشاعرك تجاهه تكون قوية، لربما مع وجود اختلافات كثيرة بينك وبينه من حيث الانتماء

الأسري والعرقي وغير ذلك.. الا أنك تتناسى كل ذلك وتركز على ذلك العنوان المشترك.
من الطبيعي ان يكون لوحدة الانتماء أثرٌ في تنظيم وقوة العلاقة.. فالعلاقة بين المنتمين الى دين واحد عادة ما تكون أوثق من غيرها، ويتم تناسي الكثير من الفروقات

كالانتماء الوطني والقومي، بسبب تقديم ذلك العنوان على سواه. وكلما زادت العناوين المشتركة بين الطرفين كلما توقعنا علاقة أقوى ومشاعر أقوى.
ومن النصوص الاسلامية ما يؤكد ويشجع على ذلك في دائرة الانتماء الى الاسلام، كقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} التوبة:71، وقوله

سبحانه: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ الَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} الحشر:9.

وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً) وغير ذلك كثير، وهي تؤكد على فضل الاسلام ومدخليته في كمال

الشخصية وفي قيمة الانسان عند الله، وفي تفاصيل نُظُم العلاقة بين المسلمين.
بل ومن النصوص ما ينظّم أولوليات العناوين المشتركة، كقول الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءَكُمْ وَإخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء ان اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإيمَانِ وَمَن

يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} التوبة:23.وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلا لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلا أَسْوَدَ

عَلَى أَحْمَرَ الا بِالتَّقْوَى).

ويلات النظرة الاستعلائية:
ولكن كل هذا لا يعني ازدراء مَن هم خارج تلك الأطر، ولا انتهاك حرماتهم وحقوقهم المادية والمعنوية ما دامت الأمور والعلاقات في سياقها الطبيعي، وقد قال

سبحانه: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} الاسراء:70.
وقد جلبت هذه النظرة الازدرائية والاستعلائية الويلات والدمار للبشرية على طول التاريخ، سواء أصدرت من منطلق ديني أو قومي أو غير ذلك. ولك ان تقرأ

التاريخ في بعض أسباب الحروب بين اليونان والفرس، والرومان والفرس، والحرب العالمية الثانية وعلاقتها بالنازية العنصرية، وغير ذلك كثير لتتجلى الصورة بشكل

أوضح.وفي القرآن الكريم تنديد بذلك، قال سبحانه: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ أن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ الَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ أن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ الَيْكَ إلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ، بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَانَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} آل عمران:75 - 76. وكان منطلق

ذلك في الأصل: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} المائدة:18. فهذه النظرة الاستعلائية ولّدت حالة من الازدراء للآخر المختلف، وأخرجته من الدائرة

الانسانية باهدار كرامته، فاستباحت ممتلكاته وحرماته.
وللأسف يكرر بعض المسلمين نفس الأخطاء، بينما الآية في الوقت الذي تندد فيه بخطأ ذلك المفهوم وانحراف ذلك السلوك، ترسل رسالة للمسلمين ان الله لا يريد لهم

ان يأخذوا بهذه النظرة ولا ان يتعاملوا مع غيرهم بهذا الأسلوب، فالمطلوب هو: {مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى} في كل تعاملاته ومع الجميع {فَإنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}. فهذا أصل

أخلاقي لا يتبدّل مادام ان الآخر لم يهدر كرامته وكرامتي الانسانية من خلال اعلان الحرب عليّ، أو بسرقة أموالي وأمثال ذلك.

أصل الكرامة:
ولذا فالأصل ان للانسان أي انسان كرامة، وأن التعامل بين المسلم والآخر يجب ان يقوم على أساس احترام كرامة الآخر التي هي هبة الهية: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}

الاسراء:70، وقد قال العلامة الطباطبائي في تفسير الآية: (يظهر ان المراد بالآية بيانُ حالٍ لعامة البشر مع الغض عما يختص به بعضهم من الكرامة الخاصة الالهية،

والقرب والفضيلة الروحية المحضة، فالكلام يعم المشركين والكفار والفساق).
والى هذا أشار الفقيه الراحل الشيخ المنتظري بقوله: (نحن نعتقد ان القرآن اذ يقول: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ»، فهو يقصد ان بني آدم مكرّمون لأنهم بنو آدم، فحينما يقال

حقوق الانسان، معنى ذلك ان للانسان شرفَه وكرامتَه بما هو انسان، حتى لو كان كافراً، لأن الانسان محترم بذاته عند الله، وهذا صريح معنى الآية.ويقول على عليه

السلام في عهده لمالك الأشتر: «الناس صنفان اما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق»، وبالتالي فان للانسان حرمته بما هو انسان).
فقه العلاقة بالآخر: ولعل تأسيس هذا الأمر كأصل يكون من المنطلقات التي يعيد من خلالها الفقهاء المسلمون عموماً قراءة الأدلة المتعلقة بفقه العلاقة مع الآخر، من

قبيل مسألة كراهة ابتداء غير المسلمين بالتحية، وحرمة تهنئتهم في أعيادهم، وأن لا يُترك للذمي صدر الطريق، وأن يُضطر الى أضيق الطرق، واباحة أموالهم وان لم

يكونوا حربيين، والحكم بنجاسة غير المسلم أو غير الكتابي، وغيرها من المسائل..بل كيف يمكن ان تفتح قلب الآخر لتدعوه الى الهدى، وقد بنيت بينك وبينه ألف

حاجز وحاجز تحت عنوان النجاسة والاحتقار ونقص الانسانية وغير ذلك؟ ان وفد نصارى نجران وان لم يحترموا خصوصية مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وتلوا صلواتهم فيه بغير استئذان وبحضور النبي، الا ان رسول الله لم يسمح لأحد بالتعرض اليهم، ولم يطردهم لنجاستهم، ولم يقطع عليهم صلواتِهم.. وأقرَّهم أخيراً على

دينِهم.. فهل من مدَّكر؟.
alwalaa@alwalaa.com


===================

نفحات من حياة الرضا

عمار كاظم

الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام من أهل البيت الذين تعتبر حياتهم مدرسة وعبرة وعظة تفيض بالعطاء وتشع بالخير والاستفاضة وتوحي بالكمال والهداية.

أهل البيت الذين يجسد سلوكهم مبادئ الرسالة حياة وعملاً، حيث كانت تربيتهم لتلامذتهم وأصحابهم على الالتزام والعمل قبل القول والكلام، وأن يكونوا دعاة للهدى

بسلوكهم وفعلهم قبل ان يكونوا دعاة بأقوالهم.
الامام الرضا عليه السلام من هذه المدرسة المباركة التي كانت حياته مناراً للمهتدين ودليلاً للسائرين في طريق التقوى والعبادة ومثلاً أعلى في الأخلاق والسلوك

المستقيم. الامام الرضا عليه السلام الذي كان يطلق الكلمة الأحسن مع أعدائه ومع أصدقائه على السواء ويتحدث بالكلمة الأفضل مع الذين يؤذونه ومع الذين

يحسنون اليه.
كان عليه السلام يحترم الناس الذين يتحدثون اليه فيجعلهم يسترسلون في كلامهم دون ان يقاطعهم لأن ذلك قد يؤذيهم ويسيء اليهم والى ما يحبون ان يعبروا عنه: (

ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى فرغ منه). ويحدثنا المؤرخون عن عبادة الامام الرضا عليه السلام حيث (كان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن فاذا مر بآية

فيها ذكر جنة أو نار بكى وسأل الله الجنة وتعوذ من النار) فكان الليل محرابه وسبحه الطويل ومأوى مناجاته ومجلس ذكره وتضرعه، فكان الاخلاص في العبادة وتعبيد

النفس لله سبحانه واشعاره بالعبودية له وحده هي الغاية من العبادة.
وقد أفاض عليه السلام من الأفكار والمعارف والمفاهيم وقيم الأخلاق والتربية والتوجيه الاجتماعي فقد روي عنه عليه السلام: (لا يستكمل عبد حقيقة ايمانه حتى

يكون فيه ثلاث خصال: التفقه بالدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر على الرزايا) فالمؤمن لابد ان يتحلى بهذه الخصال الثلاث حتى يستكمل حقيقة الايمان،

فمن لم يتفقه في دينه وعقيدته وشريعته ومنهجه وحركته فانه يمشي على غير هدى، والمؤمن لابد ان يعرف كيف ينظم أموره ويقدرها حتى يضبط معيشته وينظمها،

وقد حدد لنا الامام الرضا عليه السلام ملامح الروح الرسالية التي ينبغي للمؤمن ان يعيشها في حياته التي تفتح أمام عينيه الآفاق الرحبة التي تنفتح على مسؤوليات

في الدنيا والآخرة: (ان الله عز وجل أمر بثلاثة مقرنة بها ثلاث أخرى، أمر بالصلاة والزكاة فمن صلى ولم يزك لم تقبل منه صلاته، وأمر بالشكر له وللوالدين فمن لم

يشكر والديه لم يشكر الله، وأمر باتقاء الله وصلة الرحم فمن لم يصل رحمه لم يتق الله عز وجل).
ويعلمنا الامام عليه السلام ان المقياس في العبادة ليس كثرة الصلاة والصيام (ليست العبادة كثرة الصيام والصلاة وانما العبادة كثرة التفكر في أمر الله) فمعنى العبادة

الخضوع لله تعالى، ومسأله الخضوع تتصل بالعقل فبمقدار ما تعرف الله تعالى أكثر في عقلك بمقدار ما يخشع عقلك له سبحانه، فيطلب منا الامام عليه السلام ان

نتفكر في عظمة الله تعالى وأن نتفكر في نعمه سبحانه.
ومن توجيهاته الأخلاقية عليه السلام ما رواه علي بن شعيب أنه قال: (دخلت على أبي الحسن الرضا فقال لي: يا علي، من أحسن الناس معاشاً؟ فقلت: أنت يا

سيدي أعلم به مني. فقال: يا علي، من حسُن معاش غيره في معاشه. يا علي، من أسوأ الناس معاشاً؟ قلت: أنت أعلم. قال: من لم يعش غيره في معاشه. يا علي،

أحسن جوار النعم فانها وحشية ما نأت عن قوم فعادت اليهم. يا علي، ان شر الناس من منع رفده وأكل وحده وجلد عبده. أحسِن الظن بالله فان من حسن ظنه

بالله كان الله عند ظنه، ومن رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل، ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤونته ونعم أهله وبصّره الله داء الدنيا

ودواءها وأخرجه منها سالماً الى دار السلام).
فسلام على الرضا يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً جعلنا الله تعالى من المقتدين بسيرتهم العطرة والسائرين على هداهم والمداومين على زيارتهم وأن يرزقنا

شفاعتهم في الآخرة انه سميع مجيب.
amak_14@yahoo.com


===================

المسائل الشرعية

العمرة المفردة

س: ما حكم من اعتمر عمرة مفردة ثم تبين له ان وضوءه كان باطلاً بعد مدة من رجوعه الى بلده؟
المرجع الراحل السيد أبوالقاسم الخوئي: ان كان ذلك في وضوئه الواجب لطوافه وصلاة طوافه، فهو محرم لابد ان يعود فيتم العمرة ويتحلل.
س: هل يجب علي ان أؤدي طواف النساء في العمرة المفردة؟
المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله: نعم هو من الواجبات في العمرة المفردة.
س: ذهبت لأداء العمرة مع ابنتي الصغيرة وهي تبلغ من العمر ستّ سنوات وأدّت معي جميع المناسك لكن لم تؤد طواف النساء، فهل عليها شيء مع العلم بأنها

أحرمت معي في الميقات ولكنّها لم تلفظ نية الاحرام مع أنّي لقنتها اياها؟
المرجع الديني السيد على الخامنئي: مجرد ذلك لا يضر بصحة عمرتها، ولكنها اذا كانت مميزة لم يحل لها الرجال الا باتيان طواف النساء، بل حتى اذا كانت غير مميزة لو

أحرم بها وليها على الأحوط، ولا يشترط في النية التلفظ بها.واذا لم تحرم شرعاً فلا شيء عليها وان أتت بصورة الأعمال كلّها.
س: هل يجوز للرجل ان يأتي بنية الاحرام للعمرة المفردة وهو في الطائرة وفي النهار؟ وهل أكون آثماً بذلك؟ أم يعتبر احرامي في الطائرة مع وجود التظليل مبطلاً

للاحرام؟ وهل تترتب على كفارة التظليل؟
المرجع الديني الشيخ محمد اسحق الفياض: ان المكلف اذا نذر الاحرام من المطار أو من منتصف الطريق قبل الميقات، وأحرم، فاحرامه صحيح، وعليه كفارة التظليل

فقط بلا اثم.
س: هل يجوز للمستطيع للعمرة المفردة ان يعتمر قبل ان يأتي بالحج الواجب؟
المرجع الديني السيد صادق الشيرازي: نعم.


===================



===================

في ذكرى الأربعين الحسينية

المرجع السيد محمد حسين فضل الله

ليس هناك موعد محدّد لنا مع الحسين عليه السلام، فكلّ الزمن موعدنا معه، نذكره في كل ساعة وفي كل يوم، نحبّه، نعشقه، نذوب فيه وحتى عندما تتفجَّر دموعنا

حزناً على مأساته، فانّها تكون دموع الحبِّ والاخلاص، دموع القضية بكل ما تتضمنه من قيم، وليس دموع العاطفة فقط.
ونبقى في مدى الزمن، مهما امتدّت السنون، نتطلَّع الى الحسين عليه السلام، ويبقى الحسين عليه السلام في عقولنا اماماً مفترض الطاعة، يحمل الرسالة ويبلّغها للناس

ويتحمّل مسؤوليتها بكلِّ قوةٍ واخلاص، لأنّ الحسين عليه السلام عاش طفولته الأولى في أحضان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت كلماته صلى الله عليه

وآله وسلم من كلماته، وعاش طفولته الثانية مع أمه فاطمة الزهراء عليها السلام، السيدة الطاهرة المعصومة، الّتي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انّها: «

أمّ أبيها»، والتي عاشت معه صلى الله عليه وآله وسلم بكلّ كيانها، وعاشت مع على عليه السلام بكلِّ اخلاصها ومحبَّتها له.
وتحرّك شبابه مع أخيه الحسن عليه السلام في خطِّ على عليه السلام، فكانا رفيقين له، يتحركان حيث تحرّك، وينطلقان حيث انطلق، وكانا يتعلَّمان منه كيف يصبر

صبر الأحرار على التحديات التي تُوجّه اليه حفاظاً على الاسلام والمسلمين، وكانا يعيشان كلَّ فكره، وكلَّ حكمته، وكلَّ ابداعاته وعلمه، كما كانا يتطلَّعان الى أفقه،

وكان على عليه السلام يرى فيهما الامامين اللَّذين يرجع الناس اليهما.
لذا، فالحسين عليه السلام بالنسبة الينا ليس مجرَّد شخصٍ ثائر ثار على الظلم، ولكنّه امام في مستوى الرسالة، ونحن اذا ذكرنا الحسين ذكرنا الرسالة، وعشنا الرسالة،

وتحمَّلنا مسؤولية التضحية من أجل الرسالة، وصبرنا على الأذى في حركة الرسالة، لأنّ الحسين عليه السلام كان رسالةً كلّه، فهو الامام الذي ورث رسالات الأنبياء

كلّها، وهذا ما نقرأه في زيارتنا له عندما نتوجّه اليه: «السّلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السّلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السّلام عليك يا وارث ابراهيم خليل

الله، السّلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السّلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السّلام عليك يا وارث محمد حبيب الله... أشهد أنّك كنت نوراً في الأصلاب

الشامخة، والأرحام المطهَّرة، لم تنجِّسك الجاهلية بأنجاسها... وأشهد أنّك الامام البر التقي الرضي الزّكيّ... أشهد أنّك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف

ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصاً حتى أتاك اليقين».


===================

إنسانية الخطاب

علينا ان نخاطب الانسان المؤمن في انسانيته عندما نحاوره اسلامياً، والمسيحي في انسانيته عندما نحاوره مسيحياً، لأن الفكر الانساني ينطلق من عمق الثقافة

الانسانية والوعي الإنساني، حتى يكون الحوار حواراً شاملاً لكل الواقع، ولا نبقى منحصرين في دائرة ضيقة.

بشر الوجه

من علامات المؤمن ان يكون بِشرُه في وجهه، لكن بعض الناس اذا نظرت اليه أدخل على قلبك الهم والغم والحزن والأسى، حتى ولو كان الناس في فرح وسرور! ان

هؤلاء قد يعانون من مشاكل نفسية، وقد يكون تصرفهم نتيجة فهمهم الخاطئ للاسلام، ولذا فان عليهم ان يعالجوا المشكلة في أصلها.

ذهنية الخير

ان مشكلة البعض أنهم يبنون المساجد ويتقربون الى الله بها، وفي البلد من المساجد ما يفيض على الحاجة بكثير، ولكن اذا اقترحتَ عليهم مشروعاً آخر أكثر فائدة في

ذلك الظرف، فانهم لا يكونون مستعدين لذلك، فذهنية الخير عندنا مازالت منغلقة على عناوين محددة، وهي بحاجة الى ما يفتح لها آفاق الخير في عناوينه الرحبة التي

تسع كل جوانب الحياة.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
85.0036
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top