خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

فورين أفيرز

صراعات يتعين مراقبتها في 2012

2012/01/10   07:42 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
صراعات يتعين مراقبتها في 2012



ما الصراعات المرشحة أكثر من غيرها للمزيد من التدهور في 2012؟
للرد على هذا السؤال، الذي طرحته مجلة «فورين بوليسي»، خرجت مجموعة «الأزمات الدولية» التي هي مجموعة عمل دولية تعمل من أجل منع اندلاع الصراعات في العالم بقائمة تضم عشر دول ومناطق مثيرة للقلق لأن التطورات فيها ستنطوي على أخطار كبيرة في 2012 وهي: سورية، إيران، إسرائيل، اليمن، تونس، أفغانستان، باكستان، آسيا الوسطى، بوروندي، جمهورية الكونغو وفنزويلا.
غير أننا لن نسلط الضوء هنا إلا على الدول العربية والإسلامية الواردة في هذه القائمة لما لها من أهمية لدى القارئ العربي.

سورية

يقول الكثير من المحللين السياسيين في سورية والخارج على انهيار نظام دمشق الوشيك، ويفترضون أن كل شيء سيغدو أفضل بعد ذلك. غير أن الواقع يمكن أن يكون عكس هذا تماماً.
فمع تحرك الأحداث الدراماتيكية في سورية وعلى الساحة الدولية الأوسع ضد النظام، يأمل كثيرون ألا يستمر المأزق الدامي الراهن فيها طويلاً، لكن مهما بدا رحيل بشار الأسد عن المسرح حتمياً الآن بعد أعمال القمع الوحشية التي ارتكبها النظام خلال الأشهر الأخيرة، لابد من القول إن مراحل ما بعد الأسد سوف تكتنفها الكثير من الأخطار أيضاً.
فبينما أدى الاستقطاب الطائفي المشحون بمشاعر عاطفية قوية، ولاسيما لدى الطائفة العلوية، لجعل مؤيدي النظام أكثر تشبثاً بموقفهم لاعتقادهم أنهم سيتعرضون لعملية انتقام كبرى واسعة النطاق حال سقوط الأسد مما يدفعهم لانتهاج مبدأ «اقتل حتى لا تُقتل»، نجد الرهانات الاستراتيجية قد زادت المنافسة الإقليمية والدولية بين اللاعبين الذين يرون في الأزمة الراهنة فرصة تاريخية لتغيير ميزان القوة الإقليمي على نحو حاسم.
وفي مثل هذا الوضع المتفجر لابد أن يكون لبنان أول من ينزلق لدائرة الخطر.
فكلما بدا نظام الأسد على وشك السقوط سوف يرى حزب الله ومؤيدوه في طهران الأزمة السورية نضالاً وجودياً يستهدف توجيه ضربة قاضية لهم، وهنا تصبح المجازفة أشد خطراً إذا ما اختاروا شن هجوم على إسرائيل في محاولة لتحويل اهتمام العالم عما يجري في سورية.
إن هناك بالفعل خطرا حقيقيا لأن تنحرف مثل هذه التطورات عملية التحول في سورية عن مسارها بل وربما تحول دون نجاحها أو تعيق هذ النجاح بالنهاية.

إيران / إسرائيل

حتى لو تمكنت إيران وإسرائيل من انتهاج مسار آمن بعيداً عن أجواء الأزمة السورية العاصفة، يمكن للعداء القائم بينهما حول المسألة النووية أن يخرجهما على نحو خطير عن هذا المسار.
لكن على الرغم من العقوبات المفروضة على إيران واشتداد الأزمة بينهما حدة مع نهاية 2011، لم يرَ بعض المراقبين في هذا إلا مجرد استمرار لاتجاه معروف منذ وقت طويل في العلاقات بين البلدين.
إلا أن ثمة عاملين يمكن أن يجعلا هذه السنة 2012 نقطة انعطاف نحو الأسوأ. يتمثل الأول في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية غير الحاسم، إذ على الرغم من أنه لا يقدم دليلاً جديداً على نية إيران صنع سلاح نووي، إلا أنه يوضح أكثر من أي وقت مضى مراوغة إيران وعدم رغبتها بالتعاون مع هذه الهيئة الدولية.
ويتجسد العامل الثاني في الانتخابات الأمريكية التي ستجعل التأييد لإسرائيل واحداً من بنود الأجندة الداخلية في الولايات المتحدة مما يوفر الأجواء الملائمة للدولة العبرية لتعمل بحرية أكبر مما يجعل العواقب غير مأمونة بل وربما تنطوي على كوارث غير متوقعة أو مقصودة.

تونس

الانتصار الذي حققه حزب النهضة الإسلامي المعتدل في انتخابات أكتوبر الماضي بتونس هو انتصار للديموقراطية بالتأكيد، لكن لا أحد يستطيع أن يقلل من أهمية التحديات الكبيرة التي تنتظر هذه الدولة الواقعة في شمال افريقيا. فالتهديد بالعنف لايزال ماثلاً لوجود عناصر مهيجة من جماعة السلفيين الأكثر تطرفاً، الذين يريدون إضعاف الثقة بحزب النهضة والتشكيك فيه بعد انتصاره الذي جعلهم على الهامش في الانتخابات. وهناك أيضاً أبناء الطبقة العاملة في مدن وبلدات الداخل التونسي التي أصابها الإهمال منذ سقوط الرئيس زين العابدين بن علي ولاتزال الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية فيها تتجه نحو الأسوأ.
بل وثمة عدد ولو صغير من أنصار النظام السابق يعملون في الوزارات والجمعية الدستورية يمكن أن يلعبوا على الرغم من ضعفهم دور المفسد. كما سارعت النخبة الجديدة من رجال الأعمال لتبني نفس ممارسات سابقيهم السيئة على ما يبدو. لذا، يتعين على الحكومة الجديدة التحرك بسرعة لوقف الانحدار الاقتصادي في البلاد، والتصدي للفساد وإيجاد حل لمشكلة البطالة بدلاً من إضاعة الوقت في تحديد سلطات رئيس الحكومة، ومناقشة التفاصيل الدقيقة للإصلاح الدستوري والانتخابات الجديدة.
من الواضح، على أي حال، أن لدى تونس الآن الكثير مما يمكن أن تفتخر به بعد عقدها أول انتخابات حرة وتزيهة في موسم «ربيع العرب». وإذا ما ترسخ استقرارها النسبي الراهن وتقدمها الواضح على طريق الحرية والديموقراطية، يمكن أن تصبح عندئذ منارة لبقية أبناء المنطقة وهذا أمر طيب بالتأكيد.

اليمن

لاتزال اليمن تقف بين احتمالين: انهيار عنيف وأمل ضعيف بتحول سلمي في نظام الحكم.
لقد وقّع الرئيس علي عبدالله صالح على اتفاق المرحلة الانتقالية في الثالث والعشرين من نوفمبر الماضي. وبالطبع يتعين على الرئيس بموجب هذا الاتفاق نقل سلطاته فوراً لنائبه ليغادر بعد ذلك منصبه بعد عقد انتخابات مبكرة في الحادي والعشرين من فبراير. وهذه بالطبع خطوة مهمة لكنها ليست كافية لحل مشكلات اليمن، فهناك العديد من التحديات منها: تنفيذ الأطراف المعنية اتفاق المرحلة الانتقالية، معالجة المسائل السياسية غير المحلولة وتحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية الكئيبة.
وفي هذا الإطار، لايزال التوتر قائماً بين مراكز القوى المسلحة المتنافسة ولاسيما منها عائلة صالح من جهة وقبيلة اللواء المنشق علي محس الأحمر من جهة أخرى مما يثير احتمال اندلاع المزيد من العنف بالطبع.
غير أن من أهم المهام التي يتعين القيام بها خلال الفترة الأولى من المرحلة الانتقالية هي العمل لتأمين وقف اطلاق النار على نحو دائم، إزالة المظاهر العسكرية، وإبعاد رجال القبائل المسلحين عن مراكز المدن ومن ثم البدء بعملية إصلاح حقيقي في صفوف قوات الأمن والجيش.
وهذه مهمة لن تكون سهلة بالتأكيد، لكن يمكن أن يكون هناك دور فيها للاعبين الدوليين. فالتهديدات التي تضمنت فرض عقوبات على صالح وأسرته في مجلس الأمن الدولي بعثت دوراً حاسماً في دفع بعض متشددي النظام الى طاولة المفاوضات.
والآن بعد توقيع الاتفاق يتطلب تنفيذه الضغط على كافة الأطراف: صالح ومؤيدوه وأحزاب المعارضة والموالون لهم.
والواقع أن هناك تأييدا عاما لنائب الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي سوف يكون، طبقاً للاتفاق، مرشح الإجماع في انتخابات فبراير المقبل مما يمكن أن يشجع بصفته الحيادية هذه على التوصل لتسوية وسط بين مختلف الفرقاء.
ومن المشكلات الأخرى التي تجعل مستقبل اليمن غير واضح مسألة الجنوب الذي تتراوح مطالب الناشطين فيه بين الرغبة بالحصول على الاستقلال الفوري وقيام اتحاد فيدرالي بين شمال اليمن وجنوبه.
وهذا بخلاف سعي الحوثيين في الشمال لتأمين حقوق أكبر مع شيء من الحكم الذاتي لمجتمعهم.
ويحدث هذا في وقت تستمر فيه قوات الحكومة ورجال القبائل المحليين في القتال ضد «القاعدة» في محافظة أبين.
من الواضح أن الصراع في اليمن سوف يستمر لفترة طويلة من 2012.

باكستان

تحولت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان خلال العام الماضي من سيئ لأسوأ ثم جاءت ضربة حلف شمال الأطلسي العرضية لكن المقاتلة التي استهدفت جنوداً باكستانيين خطأ في نوفمبر لتحيل العلاقة البائسة بين البلدين الى حالة عداء مكشوف.
ولم تكن علاقة إسلام آباد بالعاصمة الأفغانية كابل طيبة هي الأخرى لسبب بسيط هو دعم المؤسسة العسكرية الباكستانية للمليشيات العاملة في أفغانستان. صحيح أن حكومة إسلام آباد المنتخبة حققت شيئاً من التقدم في تقاربها مع الهند، وتمثل هذا في تحركها لتطبيع العلاقات التجارية بين البلدين، إلا أن هذه العملية تبقى رهينة للدعم العسكري الباكستاني المتواصل لميلشيات معينة مثل «جماعة الدعوة» - عسكرية سابقاً – المسؤولة عن هجمات مومباي في 2008. وإذا ما وقع هجوم إرهابي مماثل يمكن أن تندلع عندئذ حرب شاملة بين هذين البلدين المسلحين نووياً.
بيد أن الخطر الأكبر الذي يهدد باكستان لا يأتي من الخارج بل من الداخل، فالتحول من الدكتاتورية الى الديموقراطية لم يترسخ بعد، حيث لاتزال المؤسسة العسكرية تسيطرعلى شؤون السياسة الأمنية والخارجية، ويهيمن الإسلام الراديكالي على البلاد التي تشهد بين فترة وأخرى هجمات عنف تستهدف الشخصيات السياسية الليبرالية البارزة مما يقوّض ما بقي من ثقة في أن تتمكن باكستان من الإفلات من الأزمة.
لكن على الرغم من هذا، لايزال هناك أمل بأن يتحسن المناخ السياسي لأن الإسلاميين الراديكاليين يفتقرون الى التأييد الشعبي ولاحتمال أن يفوز الحزبان السياسيان الرئيسيان، الحاكم وحزب المعارضة، في الانتخابات العامة المقبلة في 2013 شرط ألا تخرب المؤسسة العسكرية عملية التحول الديموقراطي. فهذان الحزبان يمتلكان القدرة والإرادة السياسية لنقل البلاد الى بر الأمان.

أفغانستان

من الواضح أن المساعدات التي قدمها المجتمع الدولي لأفغانستان على مدى عقد وعلى مختلف المستويات الأمنية والإنسانية والاقتصادية فشلت في إضفاء الاستقرار على هذا البلد. وهذه حقيقة يؤكدها اليوم تدهور وضع الأمن وتزايد أعمال التمرد في المناطق التي كانت مستقرة خلال العام الماضي. ففي عام 2011 شهدت العاصمة وحدها سلسلة من التفجيرات الانتحارية كان منها هجوم هو الأكثر دموية في المدينة منذ 2001 بالإضافة لعدد من الضربات التي استهدفت البعثات الدبولماسية في كابل والمجلس البريطاني والسفارة الأمريكية ثم اغتيال الرئيس السابق ومفاوض السلام البارز برهان الدين رباني.
والآن مع استعداد العديد من مناطق ومحافظات البلاد الرئيسية لتسليم مهام الأمن لقوات أفغانية رديئة التجهيز والتدريب، يمكن القول إن آفاق هذه السنة لا تبدو طيبة أيضاً لاسيما ان العقبات التي تقف أمام السلام أو الاستقرار على الأقل لاتزال ماثلة. فالرئيس حامد كرزاي يحكم الآن على هواه معتمداً في ذلك على ما يوصف بـ«الرعاية الأبوية» مما يفتح الطريق أمام التعسف في استخدام السلطة، وتشكو مؤسسة الدولة وخدماتها من حالة ضعف واضحة، وهذا عدا الفساد المعشعش فيها لدرجة دفعت الشعب لليأس منها.
كما لاتزال الأقليات العرقية التي تتحدث اللغة الدارية متشككة في المصالحة مع طالبان الباشتون الذين يتمتعون بدعم المؤسسة العسكرية في باكستان وأجهزتها الاستخباراتية.
ويبدو أن قيادة طالبان في كويتا باتت تؤمن أن النصر أصبح في متناول يدها وأن كل ما عليها الآن هو فقط انتظار اكتمال الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بحلول 2014.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
104.0051
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top