مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

خطوات على الطريق

ماذا حل بهذا الوطن؟

علي يوسف المتروك
2012/01/08   01:04 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



وطن تدنت به الأوضاع الى حافة الخطر على كافة الصعد، ومن أبرزها الجانب الاقتصادي المتردي والمترنح، مما أفقد عدداً كبيرا من متداولي البورصة من الكويتيين معظم مدخراتهم، فأصبح أكثرهم صفر اليدين يتحسرون على ما انفقوا في هذا السوق، فمن يذهب الى السوق يرى هؤلاء المواطنين تتسمر عيونهم على الشاشات المكسوة باللون الاحمر ولأسهم كان سعرها فوق الدينار فانحدر الى ثلاثين فلسا أو أقل، فأين ذهبت أموال تلك الشركات؟ ومن سأل، أو استجوب، أو حقق مع أصحاب تلك الشركات ورؤسائها، الذين أكلوا أموال المساهمين بالحيلة والتدليس، ومع هذا لم نسمع ان أحداً منهم أحيل للنيابة، أو عوقب على ما اقترفت يداه، بل بالعكس رأينا من يبرر لهم هذا السلوك، ويغض الطرف عن تصرفاتهم.

ماذا حل بهذا الوطن؟
وطن ينتج ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا، أو يزيد ومرافقه وبنيته التحتية شبه كاملة، ويملك من الفوائض ما تعجز عن حمله الجمال، ويعجز عن انقاذ سوقه المالي فأين تذهب هذه المليارات حين يترك سوقه بدون رقابة أو دعم؟ بينما أمواله تستثمر في الشرق والغرب.
في كل مرة قامت الحكومة بالتدخل بالسوق وشراء الأسهم المحلية باعتها بضعف ثمن شرائها، فانقاذ السوق لا يتطلب أكثر من بضعة ملايين يصاحبها نفض الشركات المتعثرة، وتعويم من يستحق الدعم ومحاسبة أصحاب تلك الشركات لاسترجاع أموالها، التي استحوذوا عليها بغير حق في غياب الرقابة والمسؤولية، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
الدول الأوروبية تحاول جاهدة الخروج من أزمة الديون السيادية المتراكمة على كل من ايرلندا واسبانيا واليونان وأخيرا ايطاليا، وقد انفقت حتى الآن ما يزيد على تريليون يورو، ضخها البنك المركزي الأوروبي في الصناديق السيادية التي أنشئت خصيصا لهذا الغرض، لتلافي أزمة الديون التي تهدد السوق الأوروبية المشتركة، والتي أصبح استثمارها موضع شك وتساؤل ولكنهم مع هذا لم يتسرب اليأس الى نفوسهم، بل عملوا جاهدين على انقاذ ما يمكن انقاذه بكل ما لديهم من جهد وقوة.
لدينا مجلس أعلى للتخطيط، وآخر للرياضة، ومجلس أعلى للبترول، فلماذا لا يكون لدينا مجلس أعلى للاستثمار لادارة أموال الدولة؟ يضم نخبة مختارة من تجار الكويت من ذوي الخبرة والدراية القابعين هذه الأيام في بيوتهم، بجانب مجموعة من الاقتصاديين لادارة هذه الأموال وتوجيه جزء منها للاستثمار في السوق المحلية، ويمكن ان يكون لهذا المجلس دور مؤثر ومهم في الحقل الاقتصادي، بجلب شركات عالمية للمشاريع الكبيرة التي تتطلب مثل تلك الشركات، دون إغفال دور القطاع الخاص، بل يكون ردءا له ومعينا في أداء دوره في النمو والازدهار.
أمام سمو الرئيس الشيخ جابر المبارك فرصة للتحليق بالكويت بنهج جديد، ورؤية خلاقة مفعمة بالعطاء ليعيد الى صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله الفرحة ليبقى هذا الوطن كويت الماضي، وكويت الحاضر، وكويت المستقبل، بلداً رائدا يستعيد دوره المتميز بسواعد أبنائه المخلصين، كل في مجال عمله واختصاصه، دون النظر الى ما حل به من سلبيات علقت بمسيرته ولكنها لم تفت من عضده، ولم توهن من عزيمته.
هذا الموضوع يستحق المناقشة والتحليل من قبل المرشحين في ندواتهم الانتخابية.

علي يوسف المتروك
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
782.0093
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top