بين مزاين أم رقيبة وانتخابات الكويت..الثورة السورية «ولعت» بيت الشعر

كتب حمد الجدعي:

بين مزاين الابل في المملكة العربية السعودية وفيها اختيار لافضل الابل والانتخابات البرلمانية في الكويت لاختيار ممثلي الشعب ارتفعت يفق بيت الشعر شريكا في المناسبتين ذات الطابع الانتخابي غير انه هذا العام يسجل ارتفاعات في أسعاره في السوق السعودي ينتظر ان تنعكس على السوق الكويتي.
ففي الوقت الذي تستعد فيه المملكة العربية السعودية لتنظيم اكبر مهرجانات «مزاين» الابل في منطقة ام رقيبة ودخول انتخابات مجلس الامة في دولة الكويت في مراحلها الحاسمة نجد ان الاقبال على شراء بيوت الشعر يزداد ولان السوق الكويتي مبالغ فيه من حيث الاسعار ولا يستطيع استيعاب حجم طلب المقار الانتخابية على ببيوت الشعر يلجأ الكثير الى سوقي «حفر الباطن»..و«النعيرية» في المملكة مما يؤدي الى انعاش السوق السعودي في مثل هذه المناسبات..على الرغم من تاكيد ذوي الاختصاص في الكويت ان الاسعار لاتزال عند معدلها الطبيعي الذي قد يقفز للاعلى في أي لحظة.
فما لم يكن في الحسبان هو دخول تداعيات الثورة السورية التي بدأت تلقي بضلالها على هذا النوع من التجارة في دول الخليج بشكل سلبي وهو ما يؤكده احد ابرز تجار بيوت الشعر في دولة الكويت بشير زقزق الذي اكد لـ«الوطن» ان السوق السوري بدأ مرحلة الانهيار الاقتصادي فأصبح ضخ المنتجات السورية الى دول الخليج يقل بشكل كبير بسبب صعوبة التصدير ما دفع التجار السوريين تحت ظل الخوف من الاوضاع الحالية الى التوقف حتى عن امتلاك المواد الخام التي تنفرد سورية بتصديرها الى دول الخليج لعمل بيوت الشعر وبذا وامام الاقبال الكبير على مستوى السوق السعودي ومع توقف تصدير المواد الخام من سورية فقد بدأت أسعار بيوت الشعر ترتفع حيث تابع زقزق قائلا خلال الثلاث سنوات السابقة لم تشهد بلدان الخليج اقبالا كبيرا على سوق بيوت الشعر وما ادى الى تكدسها في السوق خلال تلك السنوات وهو ما يخدم الاقبال الذي تشهده الأسواق حاليا.
ويستدرك زقزق بان هذا التكدس لم يكن كافيا ليمنع ارتفاع الاسعار مشيرا الى ان الثورة في سورية عطلت المصانع علاوة على انقطاع الكهرباء الذي تشهده عدد من المدن مما يؤدي ايقاف المصانع المختصة بنسج خامات بيوت الشعر كغيرها من باقي المصانع.
وهنا لفت زقزق الى ان التجار في سورية يتجهون حاليا الى تغيير استيراد الخيوط من دول مختلفة مثل الهند وباكستان خوفا من استمرار الثورة في سورية وتطورها بشكل اكبر مع الابقاء على ان خيوط الشعر السورية هي الافضل والتي وصفها (بالشينكو) عند سقوط المطر على حد قوله بما يعرف عنها من منع تسريب مياه المطر منوها الى انه في حال استمرار الثورة السورية فأنه خلال اقل من سنة سوف يدخل سوق بيوت الشعر في مرحلة حرجة قد تشل الحركة فيه.مشيرا الى ان اسعار المواد الخام لبيوت الشعر من سورية وباقي بلاد المصادر في تركيا والهند ايضا سجلت حتى الآن ارتفاعا بمقدار %25.

ثابتة قد تقفز

اما حجي مطيّر «ابو مكي» وهو صاحب أحد المحلات في سوق الخيام والتي تختص بتفصيل وبيع بيوت الشعر في الكويت فاكد ان الاسعار في الكويت لاتزال عند معدلها المعتاد بحدود مئتي دينار للبيت ذي العمود الواحد وثلاثمئة دينار للعمودين و500 للبيت ذي الثلاث اعمدة غير انه اسعار مرشحة للارتفاع في حال نفذ المخزون!
وقال حجي مطير ابو مكي ان سوق بيوت الشعر في الكويت يعاني من قلة حركة منذ عدة سنوات نظرا لقرب اسواق المملكة العربية السعودية له وما تتمتع به من انخفاض في الاسعار مشيرا الى ان اسعار بيوت الشعر في السعودية قد تصل الى نصف اسعارها في الكويت مشيرا الى ان الزبائن اليوم أصبحوا يعرفون هذا الامر ولذ فمن الطبيعي ان نشاهدهم يتجهون الى تلك الاسواق في الوقت الذي يحتكرالمواد الخاصة بتفصيل بيوت الشعر تاجر واحد في الكويت ما يجعله يتحكم في السوق.
وعن تأثر السوق الكويتي بالثورة السورية وتعطل تصدير المواد الخام قال ابو مكي ان سوق الكويت لم يتأثر حتى الآن ولكن في المستقبل القريب قد يبدأ التأثير بعد نفاذ المواد الخام.
اما عن السوق السعودي ففي اتصال مع إحدى الشركات المتخصصة بصناعة وتفصيل بيوت الشعر بادر احد العاملين في الشركة لدى سؤاله عن الاوضاع «بابا سورية سكر..سورية مشكل واجد» ثم تبين من محادثة صاحب الشركة ان هناك توجها الى تركيا كمصدر بديل فيما كانت الاسعار قاربت الوصول الى الضعف عما كانت عليه العام الماضي.
فبيت الشعر ذو العمودين مقاس 6.4 ارتفع سعره من 2500 ريال الى 3800 ريال فيما ارتفع سعر البيت ذي الثلاثة اعمدة بمقاس 15.6 من 5 الاف ريال الى 8800 ريال.

==========

يتناسب وحياة البدو المتنقلين في الصحراء

بيت الشعر نتاج البيئة

سهولة في النقل والصيانة المنزلية ويقي من المطر ويسرب الدخان

بيوت الشعر من أهم الوسائل التي صنعها البدو لانفسهم بتقنية تتناسب وحياتهم وظروف بيئتهم في الصحراء حيث تتميز بيوت الشعر بمقاومتها وتحملها لظروف تلك البيئة المتقلبة وتنقل البدو من مكان الى اخر ما يلزم استخدام مسكن قابل للنقل.
وتتميز بيوت الشعر بخفتها في عملية التنقل وسهولة صيانتها حيث يمكن للمرأة البدوية اصلاح البيوت المصنوعة من الشعر دون الحاجة الى من يساعدها في القيام بهذه المهمة.. كما ان بيت الشعر مقسم من الداخل تقسيما خاصا في استعماله عند البدو حسب العادات والتقاليد فيكون غطاء بيت الشعر من السدو الذي يمتاز بوجود فتحات صغيرة تسمح بمرور الهواء في فصل الصيف أما في مواسم الأمطار فتتضخم خيوط الشعر وتضيق حلقاتها بفعل المياه، وبذلك لا تتسرب المياه الى داخل البيت.
كما ان تلك الفتحات تفيد عند اشعال النار داخل بيت الشعر بتسرب الدخان فيصعد الى الخارج علما بان المكونات الأساسية لانتاج بيت الشعر هي الصوف وشعر الحيوانات.

==========