مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

العقد الفريد

ساحة الإرادة.. وقودها أبناء القبائل!!

مفرج الدوسري
2021/05/27   02:15 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



لازالت صور ما يسمى بكرامة وطن عالقة في الذاكرة، وكأن الكويت وشعبها لم يسلما منها ومن تبعاتها، وكان المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ صباح الأحمد دقيق الوصف حين قال(كادت أن تضيع)، لقد ضاعت الكويت لولا لطف الله عز وجل وعنايته، فالأمر الجلل في مسيرات كرامة وطن أنها كانت تدار من الخارج ولا يعلم بذلك حتى رموز المعارضة ، فكل ما يكتب في حساب كرامة وطن يطبق في الكويت حرفيا بكل سذاجة وسوء تقدير دون أن يكلف أحد من المعارضة نفسه السؤال عمن أصدر هذه الأوامر وكيف ستكون نتائجها وكيف ستنتهي، ولا أصدق على ذلك إلا سؤال أحد رموز المعارضة لاحد زملائه عن الشخص الذي أصدر الأمر بخروج التظاهرات الدامية في منطقة الصباحية فأجابه (لا أعلم)؟! لقد كان المشهد في الكويت يدار بأكمله من الخارج من خلال حساب لم تكلف المعارضة نفسها عناء السؤال عمن يقف خلفه !
***
اليوم هناك من ينادي بالخروج والتظاهر في ساحة الإرادة، دون أن يعي أن اليوم غير الأمس في كل شيء ، فأبناء القبائل الذين كانوا وقود تلك المشاهد المأساوية ودفعوا الثمن غاليا من خلال القيود الأمنية التي فرضت عليهم أو السجون التي زجوا فيها أو الإصابات البليغة التي لحقت بهم دون أن تأبه بهم المعارضة أو تلفت إليهم لن يكرروا تلك الأخطاء القاتلة، ففي تلك الأيام الحالكة السواد كان الكثير ممن يزعمون أنهم سادة الحراك والمؤثرين فيه يطالبون الناس بالخروج ويحثونهم عليهم ويطلقون الشعارات الحماسية وفي ذات الوقت لا يسمحون لأحد من أقاربهم من الدرجة الأولى إلى العاشرة بالمشاركة خوفا عليهم، أما أبناء القبائل فكانوا بالنسبة لهم مجرد حطب يزيد نار الاضطرابات اشتعالا ولا بواكي لهم، وقد كتبت في تلك الحقبة السيئة الذكر عن هذا الموضوع تحديدا، ثم إن السلطة اليوم يفترض بها أن تكون أكثر وعيا لما يحاك من حولها ويدبر لها تحت غطاء الموجة الثانية من الربيع العربي والتي وضعت الكويت وعمان كأولى محطاتها، وعليها ألا تسمح تحت أي مبرر بتكرار مثل تلك التجربة المريرة، أما العنصر الأهم في هذا الأمر فهو الوعي الكبير الذي أصبح يتمتع به الشارع الكويتي والذي لن يقبل بكل تأكيد أن يكون أداة للتفريط في أمن وطنه وزعزعة استقراره، فالتجربة القاسية التي عاصرها الكويتيون بجميع فئاتهم كافية لتصديهم لكل من يريد تجديد المحاولة.
***
نعم، الكويتيين يريدون الإصلاح ويطالبون بمحاسبة المفسدين والتصدي لهم مهما علت مراكزهم، ولكن ليس عن طريق ساحة الإرادة وبشكل فوضوي عاقبته كل شر، ونحن أول من يطالب بمحاربة الفساد ورموزه وندعم كل من يقوم بذلك ولكن ليس بالتظاهر، وفي ذات الوقت نلفت انتباه المعارضة التي لم تستوعب تجربة من سبقها ولم تتعلم من أخطائه ولم تجدد الخطاب ولم تغير النهج ولم تأتي بجديد أنها ستجد في حال سلكت نهج إثارة الشارع والمساس بالأمن وزعزعة الاستقرار من يتصدى لها ، وإذا كانت المعارضة تدعي أنها مرغمة على ذلك بعد أن وجدت نفسها في أفق مسدود فعليها أن تعلم أن انسداد الأفق هو من صنع القائمين عليها وأصحاب القرار فيها، فكيف تتحق للمعارضة مطالبها من خلال التهديد والوعيد والصراخ والبطولات الزائفة، نحن اليوم أمام معارضة تطالب الحكومة التي لا يعجبني نهجها ولا تمتلك حسن التدبير بعدم مقاطعة الجلسات وفي ذات الوقت تحتل مقاعد الوزراء؟ وتطالب سمو رئيس الوزراء صعود المنصة ليواجه استجواب قدم له قبل أن يقسم بل قبل أن يشكل حكومته؟لقد أزريتم بأداة الاستجواب حتى أصبحت بلا قيمة ، أي رشد وأي نضج تتمتع به هذه المعارضة التي لو حل البرلمان وأعيدت الانتخابات لغاب نصف أعضائها عن المشهد إن لم يكن أكثر، لذلك نقول لهذه المعارضة افعلوا في البرلمان ما شئتم أما المساس بأمن البلد واستقراره وتهييج الشارع فهو أمر غير مقبول.

نقطة شديدة الوضوح:

طبعا السيد بوطامر مبسوط لما سمع بالدعوة للخروج إلى ساحة الإرادة، لأنه وأمثاله من المرجفين يعشقون هالاجواء، خصوصا وإنه ممن يحرض الناس على الخروج، أما هو فلا يشارك ولا يسمح لأحد من أسرته بالمشاركة، قمة النفاق والانحطاط يمثلها بوطامر ومن كان على شاكلته، مصلحجي السلوقي لا هامه وطن ولا أمة.

مفرج البرجس الدوسري
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
285.0156
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top