مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

حديث الساعة

تحية من القلب لدكتورة أمراض القلب !!

أحمد بودستور
2016/11/05   12:03 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



قال الشاعر ابن هانئ :
ولم أجد الإنسان إلا ابن سعيه فمن كان أسعى كان بالمجد أجدرا
وبالهمة العلياء يرقى إلى العلا فمن كان أرقى همة كان أظهرا
هناك عبارة تقول (النجاح يجر النجاح كما يجر المال المال) وطبعا الثروة الحقيقية للكويت هي الثروة البشرية التي ينبغي أن نستثمر فيها لأن الصندوق السيادي معرض للخسائر وتقلبات أسعار النفط والأسهم وبقية مجالات الاستثمار فكل الدول المتحضرة كان تركيزها على التنمية البشرية فهي التنمية المستدامة التي تبني الأوطان.
هناك نماذج مشرقة تثير الإعجاب والتقدير وتبعث على التفاؤل بمستقبل أفضل ومن تلك النماذج استشارية أمراض فسلجة القلب في المستشفى الصدري الدكتورة فوزية الكندري التي انتشرت لها صور وهي تدرب الأطباء اليابانيين في مستشفيات طوكيو وكوبوتو واوزاكي على تركيب منظمات القلب بالتقنية الحديثة تحت الجلد دون ملامسة القلب . الاستشارية فوزية الكندري أوضحت في تصريح لها أن وحدة فسلجة القلب بالمستشفى الصدري تعتبر الأولى بين دول الخليج وأيضا الدول العربية التي بدأت بهذا التخصص .
بعيدا عن الصراخ والندوات الساخنة في مقرات المرشحين والتي طغى عليها شعار (تكفون لاتخلوني) طبعا بعد حفلة حذف العقل والتي هي بالتأكيد رمز ونموذج للتخلف والجهل بأبسط قواعد اللعبة السياسية هناك نماذج مشرفة تواصل الليل بالنهار من أجل رفع اسم الكويت عاليا في المحافل وأيضا المؤتمرات والمستشفيات العالمية كما تفعل استشارية أمراض القلب د.فوزية الكندري في بلد يعتبر من الدول التي تعتبر في الصدارة في الصناعة والاختراعات العلمية ولكن نقول بكل أسف أن وزارة الصحة لا تعرف كيف تستثمر طاقات هؤلاء الأطباء المتميزين وكان بالمكان بدل صرف المليارات على العلاج بالخارج أو حتى تنفيع شركات التأمين كما هو حاصل في مشروع عافية للتأمين الصحي للمتقاعدين الذي ثبت فشله أن تبني مدينة طبية تحتوي على جميع التخصصات خاصة أنه يوجد عندنا مختبرات طبية مستواها لايقل عن مستوى المختبرات في أفضل المستشفيات في العالم ولا ينقصنا المال أو الأراضي أو الإمكانيات البشرية من هيئة طبية وتمريضية ولكن قطعا لدينا مشكلة كبيرة في الإدارة والإرادة في اتخاذ القرارات لتنفيذ مشاريع تنموية كبرى مثل المدينة الطبية.
الجدير بالذكر أن هناك دول تتلقى المساعدات الخارجية وليس لديها موارد مثل النفط أو مصادر أخرى ولكن يوجد لديها مدينة طبية ومدينة رياضية وأخرى إعلامية علاوة على أكثر من 20 جامعة يتلقى التعليم فيها عشرات الآلاف من الطلبة الكويتيين وهذه الدولة هي المملكة الأردنية التي رغم كل الظروف الصعبة المحيطة بها ولديها ملايين اللاجئين من العراق وسوريا علاوة على عدة ملايين من الفلسطينيين الذي نزحوا بعد حرب 1948 وحرب 1967 إلى الأردن والكثير منهم حصل على الجواز الأردني ورغم ذلك فهناك سياحة علاجية في الأردن لأن لديها مستشفيات على مستوى متقدم وأيضا لديها مصحات علاجية قريبة من البحر الميت حيث يتم استخدام الطين في تلك المنطقة لعلاج بعض الأمراض الجلدية مثل الصدفية .
لايخفى على أحد أن اليابان وماليزيا وسنغافورة دول متقدمة في التعليم والطب والصناعة رغم أنها لاتملك أي موارد طبيعية ولكنها ركزت على التعليم والتنمية البشرية وصدق العالم الراحل أحمد زويل عندما قال عبارته الشهيرة (أنه في الغرب والدول المتحضرة يشجعون الفاشل ويدعمونه حتى ينجح وعندنا في العالم العربي نحارب الناجح حتى يفشل) وهذا هو سبب فشلنا فنجد أن من لديه واسطة تفتح له الأبواب ويتبوأ أعلى المناصب ولكن المبدع يتم محاربته وتطفيشه ولايجد أمامه سوى الهجرة إلى دول تقدر موهبته وقدراته العلمية وهناك أمثلة كثيرة لعل أبرزها العالم المصري فاروق الباز الذي عرضت عليه وظيفة مدرس في إحدى قرى الصعيد ولكنه هاجر إلى أمريكا وأصبح مدير وكالة ناسا وهو من أشرف على برنامج أبولو الذي أوصل الإنسان إلى سطح القمر.
إن المطلوب هو إسناد الأمر والوظائف والمناصب العالية بما فيها الوزراء إلى الكفاءات والعقول الكويتية المبدعة وهي كثيرة وإعطائها الصلاحيات الكاملة لاتخاذ القرارات في تطوير الوزارات والأجهزة الحكومية وليس تعيين القياديين على أساس مبدأ(هذا ولدنا) وأيضا تعديل نظام الانتخاب المتخلف فلا يعقل أن من يشرع ويسن القوانين مؤهلاته فقط أنه يعرف القراءة والكتابة ولدينا آلاف من الكفاءات الكويتية من حملة الدكتوراه وليس البكالوريوس والماجستير والمفروض أن يكون المرشح يحمل الشهادة الجامعية على الأقل وقد جاء في الحديث الشريف (أنه إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظروا الساعة) .
ختاما نقول تحية من القلب للاستشارية أمراض فسلجة القلب على جهودها المميزة في نشر هذه التقنية في اليابان وتدريب الأطباء اليابانيين عليها فهذا العمل ينبغي أن تقدره الدولة كما قدرت وكرمت الفنانين والرياضيين ومن باب أولى تقدير وتكريم المتميزين في التخصصات الطبية والعلمية من أمثال الدكتورة فوزية الكندري.

أحمد بودستور
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
385.012
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top