|
|

|
وســلامتكم
|
الاستفادة من دروس الغزو
|
|
|
|
مرت خمسة وعشرون عاما على احتلال الكويت بغزو عراقي غاشم لم تشهد البشرية مثله على مر العصور والأزمنة حيث كادت الكويت أن تمحى وتختفي من خريطة العالم وتسقط عضويتها في جميع المحافل الدولية ويختفي اسم الكويت وعلمها الوطني وريحة نفطها المصدر الوحيد للكويت والله يعلم بحالنا .
ولا أريد أثير مشاعر الشباب وتساؤلهم لأولياء أمورهم عن ماذا حدث لبلدنا الكويت خلال سبعة شهور عجاف ابتداء من اليوم الثاني من شهر أغسطس 1990 ميلادية والذي يقرءون ويسمعون في الإعلام المقروء والمسموع ويشاهدون في الإعلام المرئي ما حل في الكويت من حوادث ومناظر يندى لها الجبين وأسماء الشهداء والأسرى لأن هذا كله سوف يعرض في الفضائيات العربية والأجنبية وأهمها تلفزيون الكويت والفضائيات الكويتية الخاصة والإعلام الكويتي وستشاركنا الدول الشقيقة والصديقة في هذه الذكرى المحزنة بالإشارة إلى هذا اليوم بتبادل الرسائل والبرقيات والتطرق لهذه المحنة القاسية التي مررنا بها وعشناها وعاشها الأجداد والآباء ولكن الشباب والشابات لم يعوا هذا الغزو وكانت أعمارهم صغيرة والبعض لم يولدوا ولما كبروا وترعرعوا وبلغوا سن الرشد في هذا العام ستة وعشرون عاما الذين ولدوا في عام 1990 أو اقل من هذا العمر الذين ولدوا خلال هذه الفترة السادس والعشرون عاما ووجدوا أنفسهم يعيشون حياة سعيدة ومرفهة ورغيدة درسوا وتخرجوا واشتغلوا ولم يشغلوا بالهم بما حل في بلدهم وتأتي هذه الذكرى الحزينة التي مع الأسف الشديد تناساها البعض وكأن شيئا لم يكن .
لا يا أحبائي لا يجب أن تمر هذه الذكرى مرور الكرام مثل باقي الذكريات ونحاول أن نتناساها ولا نعور قلوبنا بذكرها وخلاص نقول أزمة وعدت وصحيح أزمة وعدت ولكنها أزمة تختلف عن باقي الأزمات في العالم فأزمة الكويت يجب علينا نحن الكويتيين أن نستفيد من دروسها بالمحافظة على هذا الوطن المعطاء وأن نشكر الله على النعمة التي وهبنا إياها بأن سخر لنا الظروف المواتية لاسترجاع بلدنا .
فدعوات أهل الكويت شيبا وشبانا إلى الله سبحانه وتعالى بأن تعود بلدنا إلينا محررة ومكرمة لشعبها الوفي وبحكومتها الشرعية من آل الصباح الكرام وبمصادر دخلنا الوحيد بنفط صحرائنا وبمحبة الأشقاء والأصدقاء لنا الذين وقفوا معنا في السراء والضراء والمقيمين المخلصين في الكويت الذين لم يغادروها وبقوا مع أهل الكويت تجمعهم العلاقة الطيبة والأسرة الواحدة .
والأشقاء والأصدقاء الذين استضافونا في بلدانهم وأشعرونا أننا بين أهلنا وأصدقائنا وكل ذلك وأكثر دروسا يجب علينا أن نستفيد منها ولا نحاول نسيانها ونحن هنا نذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين يا أحبائي أهل الكويت .
وعليكم ألا تنشغلوا بالعيش الرغيد الذي منه الله عليكم ولا تلتفتوا لمن لا يحب الخير لكم وقابلوا كل ذلك بصدر رحب وضعوا نصب أعينكم أن الكويت استفادت من أشهر الغزو من الظروف الدولية والتوازنات العالمية التي كانت في صالحنا في ذلك الوقت .
والآن يا أحبائي تغيرت الظروف تغيرا كاملا وتذكروا أيضا أن الذكريات المؤلمة والحزينة لا تزال محفورة في وجداننا بقلوبنا ونفوسنا بفقدان شهدائنا الأبرار والحسرة والألم على أسرانا .
ولا تنسون الذين تنكروا للكويت وأيدوا الغزو الغاشم وتناسوا العلاقات الطيبة معهم وأكلوا من خيراتها في أيام عزها وازدهارها وعندما حدث الغزو تنكروا لها وابتعدوا عنها ويا ليتهم اكتفوا بذلك بل وقفوا ضدها في المحافل الدولية ولا نريد أن نتوسع أكثر وإذا كانوا قد تناسوا ولم ينسوا مواقفهم السلبية ضد الكويت وشعبها وحكومتها فإننا لم ننسي ولم نتناسى فقلوبنا مفتوحة ومتسامحة للجميع .
وها هي الكويت الآن نفتخر بأنها حازت على لقب مركز العمل الإنساني وأمير بلدها المفدى قائدا للعمل الإنساني وهذا بحد ذاته ردا على الذين أنكروا نعمة الكويت عليهم وينطبق عليهم ما يقال عن الكويت مأكولة ومزمومة وهنيئا لكم ما أكلتموه منها مع تقبلنا لمزمتكم لأننا تعودنا على مثل هذا المثل ومتسامحين دائما .
آخر الكلام :
يا أحبائي الكويتيين رسالة محبة من مواطن كويتي بأن نحافظ على وطننا الغالي فتواصلوا وتكاتفوا وكونوا على قلب رجل واحد ضد كل من يحاول أن يسيء إلى الكويت وينكر عليها نعمتها ويحسدها على أنكم بلد مضياف وحمامة سلام وتتقبلون كل ما يقال عن بلدكم الكويت ولا تحملون في قلوبكم أي ضغينة لأحد بس عليكم أن تردوا عليهم بالحقائق ولا تسكتوا حتى لا يتمادون أكثر علينا ولا تتناسوا اليوم الثاني من شهر أغسطس عام 1990 فاجلسوا مع أبنائكم واحكوا لهم قصة هذا اليوم في الخميس الأسود الذي يسمعون عنه ولا يعرفون ماذا حدث فيه لأنهم لم يكونوا واعين أحداثه فذكروهم به كرسالة يستفيدون منها وسلامتكم .
ملاحظة :
نرجو من القراء الكرام الذين يرغبون اقتناء كتب عن العلاقات العامة إرسال عناوينهم على الإيميل في أسفل المقال ليتسنى لنا إرسال الكتب لهم مجانا وبدون مقابل حيث أن البعض من القراء الكرام طلبوا منا إرسال الكتب لهم ولكنهم لم يذكروا عناوينهم مع خالص تحياتي .
بدر عبد الله المديرس al-modaires@hotmail.com
|
|
|
|
|
|
|
|