|
|

|
حديث الساعة
|
طريق الحل في اليمن محفوف بالمخاطر والمحن !!
|
|
|
|
يقول المثل (ليالي العيد تبان من عصاريها) فقد كان الفشل والإخفاق متوقعا لمشاورات السلام بين وفد الحكومة اليمنية وبين وفد الانقلابيين التي استضافتها الحكومة الكويتية تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها الأممي ولد الشيخ وقد وفرت الكويت كل التسهيلات والإمكانيات من أجل إنجاح هذه المفاوضات والوصول إلى حل ولكن ﻻحياة لمن تنادي. صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله اجتمع أكثر من مرة بالمبعوث الأممي وأعضاء الوفدين وبذل مساع لتقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنية وقد استمرت المباحثات أكثر من شهرين وبعدها توقفت بسبب تعنت وتمسك وفد الانقلابيين الحوثيين وميليشيا علي عبدالله صالح بمواقفه المتشددة والتي ﻻتلتزم بقرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني ووضعت شروط ومطالب تعجيزية مثل القفز إلى تشكيل حكومة توافقية والمشاركة في اختيار رئيس الجمهورية قبل أن تنفذ بنود قرار مجلس الأمن في تسليم السلاح واﻻنسحاب من المدن . إن المفاوضات تم تعليقها بشكل مؤقت وقد غادر المبعوث الأممي ولد الشيخ إلى نواكشوط حيث ينعقد مؤتمر القمة العربي الذي يشارك فيه أمير البلاد وأيضا لأن المبعوث الأممي ولد الشيخ من موريتانيا. إن الكويت ممثلة بوزارة الخارجية منحت الوفود اليمنية مهلة أسبوعين للوصول إلى حل أو تتوقف المفاوضات وﻻ تكون الكويت مسؤولة عن استضافة مشاورات السلام وتكون الوفود اليمنية قد أضاعت فرصة سانحة كانت بين يديها لإنهاء معاناة الشعب اليمني ووقف نزيف الدم الذي ﻻزال يسيل في اليمن. إن قوات التحالف التزمت بالهدنة منذ بداية المفاوضات وتوقف الطيران عن القصف حتى يفسح المجال للحل السلمي ولكن في المقابل لم تتوقف ميليشيات الحوثيين وعلي عبدالله صالح واستمرت في القتال وقصف المدن وخاصة مدينة تعز المحاصرة منذ انطلاق عاصفة الحزم وإعادة الأمل واتضح أن وفد الانقلابيين يستغل ورقة المباحثات والوقت حتى يسيطر على مناطق جديدة. إن لجنة الأسرى والمعتقلين التي تم إحراز تقدم بها والتي ﻻ زالت تعقد اجتماعاتها في الكويت، أيضا وفد الانقلابيين يضع العراقيل ويرفض الكشف عن الأسرى الذين يعتقلهم وأبرزهم وزير الدفاع اليمني السابق ومن المؤكد أن هذه اللجنة ستفشل كغيرها من اللجان. إن الوضع في اليمن محفوف بالمخاطر فهذه المليشيات الإرهابية التي تتلقى تعليماتها من طهران ﻻ تريد السلام ولكن تريد الحرب أن تطول وتتحول إلى حرب استنزاف لموارد وميزانية المملكة العربية السعودية والدول الخليجيه المشاركه في الحرب وفي مقدمتهم دولة اﻻمارات العربيه التي يسعي اﻻنقﻻبيون الي فك ارتباطها بالسعوديه ولكن هيهات فهناك تحالف استراتيجي بين السعودية والإمارات ويربطهم مصير مشترك مع باقي الدول الخليجية المشاركة في حرب اليمن . بعد تعليق المباحثات في الكويت اشتعلت الجبهات في اليمن وقد سقط عشرات القتلى في مواجهات في مناطق حرض ولودر ومكيراس ناهيك عن تعز ويبدو أن هذه المعارك سوف تزداد شراسة لأن آفاق الحل السلمي تكاد تضيق إن لم قد انسدت وهذا ماتريده إيران التي تحرك الحوثي بالريموت كونترول وتسعى إلى أن يتحول إلى حزب الله آخر في اليمن فلا زالت إيران تزود هذه العصابة الحوثية بالسلاح بطرق ملتوية. ﻻيخفى على أحد أن الحكومة اليمنية الشرعية تسيطر على 80% من مساحة اليمن وﻻ زالت العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة مقر الحوثيون خارج نطاق السيطرة وﻻ زالت مدينة تعز تحت الحصار وقد زار الرئيس اليمني مؤخرا جبهات القتال ولكن نظرا لطبيعة اليمن وتضاريسها الصعبة فهناك صعوبة في السيطرة على صنعاء وصعدة ولكن كما يقول المثل (كثر الدق يفك اللحام) فإن انهيار هذه الحوثيين وميليشيات علي عبدالله صالح بات وشيكا. ﻻشك أن الحروب من السهل إشعالها ولكن من الصعوبة بمكان إنهائها وإطفاء نيرانها المشتعلة إﻻ بانهيار أحد أطراف الصراع أو الطرفين كما حدث في حرب العراق وإيران التي استمرت 8 سنوات وقد اضطر مرشد الثورة آنذاك الخميني الموافقة على قرار مجلس الأمن واعتبر موافقته كمن يتجرع كأسا من السم ونعتقد أن الحوثيين سوف يتجرعون هذا الكاس ويرضخون لتطبيق قرار مجلس الأمن 2216 بعد أن ينهاروا ويتكبدوا خسائر فادحة.
أحمد بودستور
|
|
|
|
|
|
|
|