مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

حديث الساعة

البيت الأبيض والتاريخ الأسود !!

أحمد بودستور
2016/07/28   12:31 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



الرئيس الباكستاني الأسبق ضياء الحق له عبارة تقول (إن من يتعامل مع أمريكا كالذي يتعامل مع كيس من الفحم ﻻيناله إﻻ سواد الوجه واليدين) والجدير بالذكر أن الرئيس الراحل ضياء الحق قد قضى نحبه في ظروف غامضة بعد سقوط طائرته وقد أشارت أصابع اﻻتهام وقتها إلى المخابرات الأمريكية في اغتياله.
إن عبارة الرئيس الباكستاني الأسبق فيها الكثير من الصحة لأن الوﻻيات المتحدة الأمريكية تعتبر أمن إسرائيل خطا أحمر في الوقت الذي تتوصل فيه إلى اتفاق نووي مع إيران فهي تدعم وترعى دولتين تعتبران من أهم الدول الداعمة للإرهاب من خلال احتضان التنظيمات الإرهابية وﻻيخفى على أحد أن كانت وراء وصول نظام الولي الفقيه للسلطة في إيران سنة 1979 بعد تخليها عن شاه إيران محمد رضا بهلوي واستضافة المرشد السابق للثورة الإيرانية الخميني في فرنسا ثم نقله بطائرة أمريكية إلى طهران وﻻشك أن نظام الولي الفقيه كان من أهم أسباب زعزغة الأمن واﻻستقرار في منطقة الشرق الأوسط نظرا لتصديره الثورة والسعي لإحياء اﻻمبراطورية الفارسية من خلال تقويض أنظمة حكم الدول العربية وخاصة دول الخليج .
المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية والذي اختاره الحزب الجمهوري لمرشح وحيد في مهرجان كبير عقد في وﻻية أوهايوا قال في خطابه مهاجما مرشحة الحزب الديمقراطي السيدة هيلاري كلنتون أنها مسؤولة عن ظهور (المتشددين الإسلاميين) ويقصد كلاب النار تنظيم داعش وأنها خلفت وراءها في وزارة الخارجية التي تركتها قبل أربع سنوات إرثا من الموت والدمار والإرهاب والضعف ونعتقد أنه قد أصاب كبد الحقيقة لأنها كانت تتولي منصب وزيرة الخارجية عندما اندلعت ثورات مايسمى بالربيع العربي التي كانت تهدف إلى إرساء نظام الشرق الأوسط الجديد من خلال الفوضى الخلاقة التي هي من أهم ملامح سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي سوف يغادر البيت الأبيض بشكل نهائي في 20 يناير سنة 2017 مخلفا وراءه ليس شرق أوسط ممزق وملتهب ولكن سوف يخلف وراءه عالم يطغى عليه اللون الأحمر لكثرة الدماء التي تسيل في قلب أوروبا وﻻ زالت تسيل في سوريا والعراق واليمن وليبيا بسبب سياسته الضعيفة والمترددة إلى درجة التواطئ مع تنظيم داعش ونظام الولي الفقيه من أجل ضمان أمن الكيان الصهيوني.
المرشح الجمهوري دونالد ترامب تعهد في خطابه ببناء جدار حدودي عظيم لمنع المهاجرين غير الشرعيين من التسلل إلى الوﻻيات المتحدة الأمريكية عبر الحدود المكسيكية وأيضا هدد بمنع المسلمين من الدخول إلى أمريكا لأنه يعتقد أن أحداث العنف التي تجتاح أمريكا سببها المسلمين والمهاجرين غير الشرعيين ولكن الواقع يقول أن من وراء أحداث العنف هو التمييز العنصري الذي يمارسه رجال الأمن في أمريكا ضد المواطنين السود وإطلاق الرصاص عليهم وقتلهم مما يدفهم للتظاهر وقتل رجال الأمن وأيضا انتشار السلاح في أمريكا يعد من الأسباب الرئيسية في أحداث العنف والمرشح ترامب يستخدم المهاجرين غير الشرعيين والمسلمين شماعة لتنفيذ سياسة متشددة للسيطرة على الوضع المتردي وعودة الأمن إلى أمريكا على حد زعمه.
واضح أن الأوضاع في الشرق ستكون أسوأ سواء نجح المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لأن حكمها سيكون امتداد لحكم أسوأ رئيس حكم الوﻻيات المتحدة الأمريكية وهو باراك أوباما لأنها عملت معه 4 سنوات وزيرة للخارجية.
أنا شخصيا أعتقد أن فوز المرشح الجمهوري سوف يكون أهون الشرين لأنه بكل بساطة لن يترك روسيا تسرح وتمرح وتعيث فسادا في الشرق الأوسط وسوف يسعى إلى الحد من تدخل روسيا في سوريا وسوف يسعى إلى هزيمتها كما فعل الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان عندما هزم وطرد اﻻتحاد السوفيتي من أفغانستان بل فككه إلى عدة دول مستقلة.
أيضا المرشح الجمهوري ترامب يرفض اﻻتفاق النووي مع إيران وسوف يسعى إلى إلغائه لأنه على حد قوله مضر لمصالح الوﻻيات المتحدة الأمريكية علاوة على أن إسرائيل كانت تعارض اﻻتفاق النووي مع إيران وهناك أيضا تحفظ من الكونغرس الأمريكي على هذا اﻻتفاق الذي يصب في نهاية الأمر في صالح النظام الإيراني الدموي ويطلق يده أكثر في التدخل في شؤون الدول العربية ودعم الإرهاب .
إن صورة وهيبة الوﻻيات المتحدة الأمريكية كأقوى دولة في العالم قد اهتزت كثيرا بسبب سياسة أوباما المترددة والضبابية ونعتقد أن المرشح الجمهوري ترامب سوف يكون من أولوياته استعادة الدور الأمريكي وتحجيم الدور الروسي عبر اﻻهتمام بالقضايا الخارجية والتدخل عسكريا ﻻستعادة السيطرة على المنطقة التي تعيث فيها روسيا وإيران فسادا ولأنه رجل أعمال فهو حتما سيقوي علاقاته بدول الخليج للاستفادة منهم في تحريك اﻻقتصاد اﻻمريكي وتشغيل مصانع الأسلحة الأمريكية ونعتقد أن خطابه المعادي للمسلمين سوف يتغير عند وصوله للبيت الأبيض وتصريحاته الحالية عن المسلمين هي للاستهلاك المحلي ولكسب المزيد من الأصوات في اﻻنتخابات الأمريكية التي سوف تجري في شهر نوفمبر القادم .
آخر استطلاعات للرأي كشفت عن تقدم المرشح ترامب على المرشحة هيلاري كلينتون بعد اعتراض أنصار المرشح الديمقراطي الذي انسحب من السباق الرئاسي بيرني ساندرز على ترشيح كلينتون واعتقادهم أن ساندرز هو الأكفأ مما يقلل من فرص فوز المرشحة هيلاري كلينتون باﻻنتخابات علاوة على أنها أول امرأة تدخل السباق الرئاسي ولم يسبق للشعب الأمريكي أن انتخب امرأة كرئيسة للوﻻيات المتحدة الأمريكية.
أيضا من المؤشرات التي ترجح فوز المرشح ترامب أن الشعب الأمريكي ﻻيعطي أكثر من دورتين لحزب واحد وهو قد انتخب الرئيس أوباما دورتين رئاسيتين ولهذا من الصعوبة بمكان أن يعطي نفس الحزب الذي تمثله المرشحة هيلاري كلينتون دوره ثالثة .
نعتقد أن المرشح ترامب هو أهون الشرين فكلا المرشحين لهم تاريخ أسود سواء سياسيا بالنسبة لكلينتون واقتصاديا بالنسبة لترامب ونعتقد أن التغيير قد يكون في مصلحة الدول العربية وخاصة دول مجلس التعاون فقد ذاقت دول الخليج والعالم العربي من سياسة الرئيس أوباما الفاشلة ونأمل أن يكون القادم أفضل .

أحمد بودستور
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
271.015
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top