مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

التعليم أهم من النفط

أحمد الدواس
2014/12/27   10:03 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

التربية السيئة منشؤها انصراف الأب أو الأم عن أمور المنزل وانشغالهما بشؤون الحياة


يروى ان ملكاً كان له خمسة أبناء، لكنهم كانوا يمرحون معظم الوقت ولاينظرون الى وضعهم على نحو جدي، كما لم يريدوا تعلم أي شيء، وفي أحد الأيام جلس الملك والملكة وناقش الاثنان مصير الأولاد «الأمراء»، فيوماً ما سوف يتولى الحكم أحدهم، ولا يود الملك ان يعهد ولاية المملكة الى ابن غير متعلم، وأعلن الملك لأفراد المجتمع ان من يستطيع تعليم الأمراء سوف يُكافأ بنصف أراضي المملكة، ومر الوقت الى ان جاء أحد المعلمين الى القصر وطلب تعليم الأمراء فتم قبوله، واستخدم معهم شيئاً جديداً وهو «رواية القصص المختلفة»، وهنا «افتتن» الأمراء بالقصص، ولما مرت أربعة أشهر أراد المعلم اختبارهم فوجد أنهم لايتذكرون أي قصة، اذ كانوا يسمعون القصة ولايأخذون العبرة أو المغزى منها، لذلك استعمل المعلم أسلوبا آخر، وهو ترغيبهم بذكر قصة أخرى بشرط ان يُعيدوا رواية القصة بينهم كوسيلة لتذكر أحداث القصة، فبدأ الأمراء بالانصات الى القصص، وهكذا الى ان قال المعلم «ان التركيز على وقائع القصة سيترك انطباعاً عميقاً في أذهانكم، وهذا ما أريده منكم»، وفي نهاية المطاف تمكن الأولاد الأمراء من معرفة المغزى من القصص، وتحسن انتباههم واستطاعوا فهم الأحداث.
بهذا يتضح دور المعلم في تكوين شخصية الأفراد، وغاندي يقول «ان علمت رجلاً فانك تُعلم شخصاً واحداً، وان علمت فتاة فأنت تُعلم عائلة ومجتمعا وأمة بأسرها»، والمعلم الجيد له تأثير كبير للغاية في التلميذ، كما ان مهنة المعلم نبيلة.
واذا كان هناك خطأ في النظام التعليمي في بلدنا، فعلى الحكومة معالجته، لكن يتبين دائماً أهمية التعليم، حتى لواحتاج المدرسون لدورات تدريبية تصقل مهاراتهم، ألم يسأل أحدنا نفسه «لماذا لا يتشاجر المعلم في الشوارع أو يقود سيارته بشكل متهور كما يجري في شوارعنا، وانما تأتي المشاجرات وأعمال العنف من أناس افتقدوا اما التربية الحسنة أو التعليم».
ان ظهور السلوكيات السلبية في مجتمعنا سببها التربية السيئة، والتربية السيئة منشؤها انصراف الأب أو الأم عن أمور المنزل وانشغالهما بشؤون الحياة، فلو تم الاهتمام بالجانب التعليمي لما رأينا مظاهر العنف السائدة في المجتمع، والنظام التعليمي في الكويت قادر على ان يغير حياتنا نحو الأفضل، فنحن نمتلك تقريباً جميع مقومات المجتمع السعيد، ولكن مع الأسف تسود بيننا مظاهر سلبية، نذكر منها على سبيل المثال، احتقار الطلبة بعضهم لبعض على أساس طائفي، اعتداء على الطبيب في المستشفى، مشاجرة بين فتاتين في محطة للبنزين، مشاجرة في اجتماع مجلس ادارة احدى الجمعيات التعاونية (جمعية العارضية) على آلية توزيع المناصب، مواطنان يقتحمان أحد المخافر بالسلاح، وتراجع كبير في الشعور بالهوية الوطنية والولاء للوطن بين الطلاب وفقاً لدراسة أكاديمية أعدها د.علي وطفة استاذ التربية في جامعة الكويت، الى جانب ادخال وتعاطي مخدرات بجميع أشكالها من هروين وكوكايين وشبو وظهور أنواع جديدة مثل مخدرات الشيطان أو الشيطان ميث، والبعض منها دخل مدارس البلاد، مع احصائية تذكر ان ما نسبته %11 من مراهقات الكويت مدخنات.
يقول أحد الأمريكيين المختصين في تطوير الذات «قد يغير حياتك الى الأفضل أحد الأمور التالية: كتابُ تقرؤه، أو فيلم تراه، أو الشخص الذي الى جانبك في الطائرة أو المخابرة الهاتفية التي تتلقاها»، فاذا كان الأمر كذلك فلاشك ان للمعلم دورا كبيرا في تقويم سلوك الفرد واصلاحه.
ان المعلمين مربو أجيال وهم مصدر مهم من موارد الدولة، فالتعليم ودور المعلم لا يقل شأناً عن دور النفط، فاذا نضب النفط، عندئذٍ يفنى المال ولا تبقى الا الأخلاق الفاضلة، وهي التي تحفظ البلاد، بعد الله سبحانه.

أحمد الدواس
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
341.9996
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top