

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 09:38 توقيت الصلاة الظهر 11:36

مقالات

A A A A A

كلمة حق

المصالحة الخليجية بين النجاح والفشل

عبدالله الهدلق

2014/12/03

10:39 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 5/0

ما لم تتم معالجة البعد السياسي بصورة جذرية فإن المظاهر الإعلامية سوف تعود بصورة أسوأ

بعد نجاح القمة الخليجية التي استضافتها السعودية اخيرا واثمرت عودة سفراء الرياض والمنامة وأبوظبي الى الدوحة، والتي جاءت في خضم تحولات وصراعات اقليمية خطيرة، ومحاولات دولية لإعادة رسم الخارطة السياسية والاستراتيجية للمنطقة مع التكهنات باحتمال توصل بلاد فارس «ايران» الى اتفاق مع الغرب بشأن برنامجها النووي العسكري وهو ما سيمنح طهران انتصارا جديدا واعترافا دوليا بمكانة اقليمية كبرى بعد توسع هيمنتها على اليمن.
وبما ان بلاد فارس «ايران» الخاسر الاكبر من تلك المصالحة الخليجية والعربية، والمستفيدة من الانقسامات الخليجية والعربية، فقد مارست اجهزة الاعلام الفارسية وبعض وسائل الاعلام العربية المؤيدة لها تعتيما اعلاميا تجاه أنباء المصالحة العربية والخليجية لادراك تلك الاجهزة الاعلامية لفداحة خسارة ايران من استعادة دول الخليج العربي تماسكها وما تمثله مصر من عمق استراتيجي للعرب، ولأن نجاح تلك المصالحة يجهض المحاولات الفارسية الايرانية للاستفراد بدول الخليج العربي وتحييد مصر.
وبعيدا عن الاغراق في التفاؤل بتبدد الخلافات السياسية والاقتصادية والامنية بين دول الخليج العربي بين عشية وضحاها، الا ان النتائج الكارثية لامكانية فشل المصالحة هذه المرة تحتم على كافة الاطراف التعاون والبناء فوق نقاط الاتفاق بدلا من ثغرات الاختلاف، وتواجه دول الخليج العربي خطرا وجوديا فارسيا كبيرا حتى وان كانت متوحدة في مواجهته، فما بالنا وهي متفرقة ومختلفة ومتشتتة، امام ذلك الخطر العظيم؟!
وتتحدث مصادر استخباراتية نشرها موقع «ميدل إيست مونيتور» ان القيادي السابق في حركة فتح (محمد دحلان) يجري اتصالات سرية لافساد وافشال المصالحة الخليجية، وعلى الرغم من انني شخصيا ممن تنفسوا الصعداء لتسوية هذا الملف وانهاء تلك الازمة الخليجية التي طال أمدها وكانت مصدرا للأسى والمرارة بين جميع ابناء الخليج العربي، الا انني اجد من المفيد ولكي تنجح تلك المصالحة الخليجية التذكير بأن الازمة الخليجية ليست اعلامية فحسب كما يطيب للبعض ان يصور المسألة، وان كان الاعلام جزءا مهما منها ومظهرا من مظاهرها الاساسية، ولكنها ازمة سياسية في المقام الاول، وما لم تتم معالجة هذا البعد السياسي بصورة جذرية فإن المظاهر الاعلامية سوف تعود بصورة اسوأ مما شهدناه خلال الفترة الماضية.
وبعد صدق النوايا لابد من صدق العمل حتى لا تقف تلك المصالحة عند حدود الكلام فقط، ولأن تلك المصالحة تتعلق بأمن المنطقة ومستقبلها ومن شأنها رسم مصير المنطقة العربية بأسرها ومن ضمنها وفي قلبها منطقة الخليج العربي فلابد من انجاح المصالحة الخليجية تمهيدا لاتفاقية امنية خليجية مشتركة لمواجهة الخطر الفارسي الايراني العظيم المهدد لوجودنا جميعا، والمتنامي بشكل كبير ومتصاعد قد يخرج احيانا عن نطاق السيطرة، ولا يمكن التنبؤ بحدوده وامتداداته وتداعياته المستقبلية.

عبدالله الهدلق
aalhadlaq@alwatan.com.kw

أخبار ذات صلة dot4line

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

354.0137


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة