مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

رضا الفيلي كما عرفته

د.راشد عبدالله الفرحان
2014/11/29   09:40 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



قرأت بالأمس مقالا في جريدة «الوطن» بقلم الدكتور يعقوب يوسف الغنيم وزير التربية الأسبق، أشاد فيه بالمرحوم رضا الفيلي بأخلاقه وأدبه وشعره، وقد أحسن صنعاً حين تكلم عن الفقيد كشاعر وأديب، وذكر قصيدة من شعره التي يذكر فيها حبه للوطن، فشكراً لأبي أوس على مقاله الجميل وتأبينه اللطيف.
أما أنا فقد عرفت الفقيد مذ كنت نائباً في مجلس الأمة، ثم الوزارة من مقابلاتي له، وطرحه للأسئلة والموضوعات التي تدل على ثقافة وخلق وأدب استقاه من محيطه الديني والأدبي، لقد كان أبو خالد إعلامياً بارزاً، ومحاوراً فذاً، تأنس بمحادثته ولا تمل الكلام معه، وتحس بقربه منك من أول وهلة تقابله ولو كنت لا تعرفه، فكيف بمن كان على علاقة قوية وصداقة أخوية، إذا أذاع نشرة الأخبار ترى أمامك أستاذاً قديراً يلقي درساً، وتسمع لغة عربية فصيحة، ونطقاً سليماً، يفتقده الكثير من إعلاميينا اليوم ومدرسينا وطلابنا الذين لا يفرقون بين همزة الوصل وهمزة القطع.
استمرت لقاءاتنا بعد تقاعده من الإعلان حيث سجل لي عدة لقاءات تلفزيونية، ولا أنسى ذلك اللقاء الذي ضمني معه في جامعة الخليج، يقدمني ويطرح علي الأسئلة، حتى شعرت بأنه محاضر آخر بجانبي يبادلني الأدوار في مواضيع شتى حول الديموقراطية في الكويت وتاريخ مجالس الأمة، يذكرني بتفاصيل عن حقبة من ذلك الزمن الجميل.
لم أستغرب حينما سمعت بأن رضا الفيلي دفن في مقبرة أهل السنة، فأمثاله كثيرون من إخوتنا وأصدقائنا الشيعة الذين نكن لهم الاحترام، ما كنا نتبين الفرق بيننا وبينهم، محبة وألفة وتعاون وتزاور، بالأفراح والمناسبات والدواوين والعمل وهذا ما كان الناس عليه بالكويت أياماً مضت يوم كان منزلنا في سكة الفرج كأسرة واحدة، على طول عشرتنا مع الفقيد أبي خالد لم نسمع منه كلمة سوء أو نقد في أتباع المذهب الآخر، منذ نشأته وحتى وفاته رحمه، مما يدل على إيمانه العميق بربه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم ومحبته لآل البيت الكرام على نبينا وعليهم السلام.
لقد كان أبو خالد مثالاً في الألفة والمحبة والتعاون وترسيخ الأخوة والوحدة الوطنية الرفيعة، ولذلك أحبه الجميع، وحزن لموته الكثير، وفقده الإعلام الراقي.
لقد أحسست بالراحة وأنا جالس في مجلس العزاء للفقيد في ديوان الشواف الممتلئ بالمعزين من الوجهاء والسفراء والمواطنين، وممن انكبوا يقرؤون القرآن ويدعون للمرحوم الفقيد بالرحمة والمغفرة، وبالكاد حصل زملائي الذين حضروا معي الوزير السابق عبدالله المفرج والمستشار أحمد العجيل وخالد العتيقي، أما أنا فلم أجد مكاناً للجلوس والمشاركة لولا شهامة الصديق أبي عماد جواد أبي خمسين يقوم من مكانه ويجلسني فيه، ويبقى هو واقفاً، مما زادني قناعة على قناعة، بأن الصداقة القديمة لا تفنى مع الطيبين.
وفي الختام وبهذه المناسبة أدعو شبابنا وأحباءنا وأصدقاءنا الاقتداء بالمرحوم رضا الفيلي والتمسك والعمل الجاد للوحدة الوطنية والروح الأخوية، لمصلح وطننا وشعبنا وأن ننبذ كل شاذ من الطرفين من مثيري الفتن وسب وتجريح الآخرين، ادعو للتمسك بأخلاق وآداب بيت محمد عليه وعليهم السلام الذين عفوا لسانهم وتوحدت كلمتهم وتمسكوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم، من أحبهم أحبه الله، ومن غالى بهم وأبغضهم أبغضه الله.
رحم الله رضا الفيلي جمع الأقارب والأصدقاء على محبته حياً وميتاً.

د.راشد عبدالله الفرحان
وزير ونائب سابق
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 
مقالات ذات صلة بالكاتب

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
835.009
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top