مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

على المحك

شجاعة فهد الأحمد أفقدتهم صوابهم!!

عبدالرحمن المسفر
2014/11/25   11:32 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

يظل الكبار كباراً ولو حاولت بعض الأصوات العبث بتاريخهم وتشويه عطاءاتهم


«الشجاعة خصلة لا يعرف قيمتها الجبان» –من وحي المنطق–
ما من شعب على هذه المعمورة الا وله نماذج وطنية يفاخر بها في كل حين، ويلقن أجياله مآثرها ونضالها وتضحياتها الا نحن فما أسهل ان نشطب مسيرة شوامخنا في غمرة انفعال أو رعونة حماس أو سكرة حقد، ولكن يظل الكبار كبارا ولو حاولت بعض الأصوات العبث بتاريخهم وتشويه عطاءاتهم.
الزميل في القبس عبداللطيف الدعيج كتب يوم الأحد الماضي مقالا عن الشهيد فهد الأحمد، حمله خلاله هو وأبناءه تدهور الرياضة الكويتية وانتكاستها، ولما لم يلق الصدى المأمول نظرا لهشاشة الاستشهادات وضعف الاستنتاجات، قام في اليوم التالي بكتابة مقال آخر بعنوان: «عفوا فهد الأحمد» حاول عبره «ترقيع الموقف» بنسب الانهيارات التي أصابت رياضتنا الكروية الى الشيوخ قاطبة ثم عاد مستدركا ليحصرها في الشهيد فهد الأحمد وأبنائه وهو ما يشكل تناقضا مفضوحا وغير سديد، وكان يكفيه من باب احقاق الحق ان يقدم اعتذرا على اتهاماته المرسلة التي صوبها الى القامة الراحلة الشهيد فهد الأحمد.
موضع الدهشة ان الكاتب الدعيج لم يذكر حسنة واحدة للشهيد الفهد، ولم يتذكر انجازا ولو يتيما له، وهذا والله عين الظلم، فهل كان فهد الأحمد - رحمه الله - وفقا لتصوير «المخرب والمدمر» الذي وصفه به عبداللطيف الدعيج مستوحى من الواقع أم ان المسألة لا تتعدى «عقدة شيوخ» وترسبات في النفس بقيت محبوسة حتى جاء من يستثمرها لإشعال حرب ضد أبناء الشهيد تحت عنوان: تدمير الرياضة وتخريبها؟!.
مهما اختلفنا مع شيوخنا، فانه لا يتوجب وضعهم في مقارنة مع المقبور بن المقبور عدي صدام حسين الذي ذكره الدعيج في مقاله الأخير «عفوا فهد الأحمد»، فهل أصبحت أسرة الصباح - يا عبداللطيف الدعيج - موضعا للتشبيه والمماثلة مع المجرم صدام حسين وأبنائه السفاحين؟!، ألا تعلم ان «المقارنات» علم له مناهجه واتجاهاته وأدب له محاذيره وضوابطه؟!
الشهيد فهد الأحمد ترك بصماته اللامعة في سجل الرياضة الكويتية رغما عن كل الجاحدين، فهل تناسيتم «أبوية» الفهد لأبنائه الرياضيين «وفزعته» الدائمة لهم في كل صغيرة وكبيرة؟!، وهل غابت عن أذهانكم انجازات منتخبنا الوطني في عهد ترؤسه لاتحاد كرة القدم؟! واترك التوسع في هذه الجزئية للرياضيين المنصفين وليس للذين لا تقع أعينهم الا على الخطايا، هل تجاهلتم شموخ رياضتنا الوطنية وعزتها في عصر الفهد الذهبي؟! ولكم ان تسألوا نجوم رياضتنا الكروية كيف كان الشهيد الفهد مدافعا شرسا عن حقوق اللاعبين وكيف كان قائدا محمسا لهم من دون كلل أو ملل، والأهم من ذلك كله، كيف كانت هيبة رياضتنا وكيف كان ايمان جماهيرنا المحلية بقدرات لاعبينا، ويكفي الشهيد فهد الأحمد فخرا أنه لم يرع فقط منتخبا وطنيا قويا، بل صنع جمهورا محبا له في الداخل وآخر عريضا معجبا بأدائه من خارج الوطن.
الشجاعة والجبن لا يجتمعان في قلب واحد، فقد دفع الشهيد الفهد ضريبة اقدامه وبسالته التي تجاوزت المواقف الرياضية الى ساحات النضال العربي وأخيرا ارخاصه روحه في سبيل الدفاع عن وطنه، ليضرب بذلك مثلا في الفداء الحقيقي، وليس البطولات الوهمية والشجاعات المتسترة خلف ظلال الكلمات، ولو لم يكن لدى الراحل فهد الأحمد غير الشجاعة لكفته شرفا، فقد قال بعض الأدباء «شجاعة الرجل تعدم عيوبه».. لماذا تريدون ألا يكون لنا قوافل من الهامات الوطنية التي نزهو بها أمام الآخرين، كما هم خلق الله في أرضه الواسعة؟! أم ان الجبان لا يروق له ان يسجل التاريخ أسماء للشجعان؟!
ليس هدفنا تمجيد الشهيد فهد الأحمد بقدر ما نريد ان نخلق «ثقافة الانصاف والمواطنة» عبر ارساء قواعد للنقد الموضوعي، بعيدا عن تصفية الحسابات والصراعات السياسية وتحميل أسماء معينة تدهور الرياضة الكويتية والتغافل عن ارث التحديات الذي شكل أزمة رياضتنا الكروية، وهذا الارث بلا شك، ناشئ من اخفاقات عميقة متمثلة في الفكر المؤسسي والادارة التنفيذية الاحترافية ومنظومة التشريعات العصرية المحكمة، أما بخس اسم مثل الشيخ فهد حقه وتحميله أوزار الكرة الكويتية، فإننا نفهمه على أنه خلط مكشوف للأوراق وتهرب من مسؤوليات معالجة مشكلة الرياضة على نحو جذري.
أخيرا: لله در الشجاعة، كم خلقت كوابيس مزعجة للجبناء!

عبدالرحمن المسفر
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
952.0097
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top