مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

هل هي وزارة للخارجية أم مراسل سفارات..؟!!

حسن علي كرم
2014/11/24   12:20 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

الدولة ليست بعلم ونشيد إنها كيان وسيادة وطنية ومصالح


للتذكير لمن نسي أو لمن لم يقرأ التاريخ أو من لم يكن قد ولد، الى كل هؤلاء وهؤلاء واولئك، وتحديدا الى السلك الدبلوماسي الكويتي القابعين في المكاتب الفخيمة في ديوان وزارة الخارجية، أو العاملين في سفاراتنا في الخارج، اقول: عندما ألغى المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح اتفاقية الحماية مع بريطانيا واعلن استقلال الكويت في ضحى يوم الـ(19) من يونيو (1961) من ديوانه رحمه الله في قصر السيف العامر، ثم بعد ان زالت الغيمة السوداء عن سماء الكويت بزوال قاسم العراق وبعدما اعتلت الكويت مقعدها في هيئة الامم المتحدة كعضو كامل العضوية كانت الخطوة التالية توسيع دائرة علاقة الكويت مع العالم في كافة الاتجاهات الجغرافية شرقا المعسكر الشيوعي وغربا المعسكر الرأسمالي فكانت ان وثقت العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع الاتحاد السوفييتي (روسيا الاتحادية حاليا) وبلدان اوروبا الشرقية والصين وكوبا، وكان قد سبق ذلك ان وثقت علاقاتها مع البلدان الاوروبية، الا ان خطوة عبدالله السالم الجريئة حول تكوين علاقات دبلوماسية مع السوفييت والبلدان الشيوعية لم تكن مرحبا بها من بلدان شقيقة وكانت محل الامتعاض، خوفا من ان تتحول الكويت بوابة لنشر الافكار الشيوعية في المنطقة (…) غير ان عبدالله السالم لم يكن يهمه رضا أو سخط هؤلاء بقدر همه تثبيت اركان الدولة الكويتية ومد الآفاق الى كافة انحاء العالم، والواقع ان هذا التصرف الجريء من عبدالله السالم قد اشعر الكويتيين بأهمية بلادهم خاصة بموقعها الاستراتيجي رغم صغرها، في ظرف كانت الحرب الباردة بين المعسكرين في ذروتها ولعل من ثمرة الانفتاح على الاتحاد السوفييتي ان انفتحت العلاقات التجارية والاقتصادية، حيث وصلت الصناعات السوفييتية من سيارات ومعدات ثقيلة الى الاسواق الكويتية، كذلك ابتعثت الكويت طلابا كويتيين للدراسة في الجامعات الروسية، فيما دخلت كبريات شركات المقاولات لتنفيذ المشاريع العمرانية في البلاد، ومن بين تلك المشاريع العملاقة ابراج الكويت التي نفذتها شركة مقاولات يوغوسلافية.
نسترجع تلك الذكريات التاريخية التي مضى عليها خمسون سنة لشعورنا بأن الكويت حاليا ليست الكويت التي وضع قواعدها السياسية عبدالله السالم كدولة حرة مستقلة مسالمة ذات سيادة لا ترضى بأن يتطاول عليها البغاة، كذلك لا تتطاول هي على احد، من ذلك مثلا اذا شنت صحافة مأجورة حملة بقصد الابتزاز على الكويت، كانت الصحافة الكويتية آنذاك في صباح اليوم التالي قد ردت التحية بأحسن منها من دون ان تنتظر تعليمات أو رخصة من وزارة الاعلام أو الخارجية أو أي سلطة حكومية، فيما كانت كل السفارات العربية والاجنبية لها وجود وسفراء في الكويت، أقول ذلك وانا شاهد عيان بحكم عملي الصحافي.
فماذا تغير كي تتراجع سياستنا الخارجية وتتزحزح عن قواعدها الاصلية التي ارساها عبدالله السالم، في هذا الزمن الرديء، فترتعد فرائص مسؤولين في وزارة الخارجية خوفا وهلعا على تغريدة كتبها مواطن ابدى رأيا ربما كان صوابا أو خطأ فبأي مسوغ قانوني أو بأي صفة تلاحق وزارة الخارجية المواطن؟ فلا يوجد حتى الآن قانون لتنظيم شبكات التواصل، وحتى لو افترضنا ان هناك قانونا، كيف تأكد للخارجية ان التغريدة مصدرها الكويت، لا الخارج؟ وكيف يتم السيطرة على التغريدة وغير التغريدة وقد اصبح العالم كله فضاء مفتوحا؟ هل اذا غرد كويتي في غابات الامازون أو في صحارى افريقيا يحاسب هنا لكونه فقط كويتيا، واذا كانت وزارة الخارجية خايفة على مشاعر الآخرين، فلماذا لا تخاف على مشاعر الكويت والكويتيين وسلسلة الحملات والافتراءات والاكاذيب المبرمجة والممنهجة والظالمة المستمرة علينا سواء من صحافة أو قنوات فضائية أو تغريدات؟ هل ترضون ان ينال بلادكم ومواطنيكم ظلم وافتراء وابتزاز؟! وتنتفضون غضباً اذا تناول كاتب كويتي يغير على وطنه، ومواطنيه القلم ليدافع عن الكويت واهلها ويفند الاكاذيب، هل هذا يا سادة يا مبجلين حلال عليهم حرام علينا..؟! اين اذن الحريات التي تتشدق بها حكومتنا ليل نهار وبخاصة حرية الرأي وحرية التعبير، فيما هي «شاطرة» في كتم الافواه وملاحقة الابرياء..؟!!
وبالمناسبة نسأل حماة الحريات في وزارة الخارجية ووزارة الاعلام ما رأيهم بالحملة الابتزازية التي شنها بهلول الاعلام المصري توفيق عكاشة عبر قناته الفضائية الفاشلة على الكويت؟ وما رأيهم بالمقالة المسمومة والمقصودة لكاتب سعودي؟.. وينكم من هؤلاء بس شاطرين علينا..؟!!
ايها السادة.. ان الدولة ليست بعلم ونشيد وطني، انما الدولة كيان وسيادة وطنية واستقلال ومصالح، الدولة هيبة وعزة، هيبة وطن وعزة امة، هيبة نظام وهيبة حكومة وكيان، لذلك اية دولة محترمة تحافظ على كيانها وسيادتها وكرامتها لا ترضى ولن ترضى المساس بكرامتها وكرامة شعبها ونظامها من التطاول والتحامل من أي كان.
ان وزارة خارجيتنا على ما يبدو قد تفرغت للعمل مراسلاً أو مندوب محام للسفارات وللدول بدلا من تركيز جهودها لخدمة الكويت وخدمة السياسة الكويتية ورعاية مصالحها وتعظيم مكانتها.

حسن علي كرم
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
346.0092
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top