مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

النُّعمان بن المنذر

عبدالله خلف
2014/11/06   08:22 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



ذكر الميداني في كتابه «مجمع الأمثال» قصة جرت للنعمان بن المنذر، إذ خرج يوماً يتصيّد على فرسه «اليحموم»، فطارد حماراً وحشياً، وشذّ عن رفاقه وأمطرت عليه السماء فطلب ملجأً، فجاء إلى بيت وجد فيه رجلاً من طيء يُقال له حنظلة ومعه امرأة له، فذبح الطائي له شاةً وأعد له خبزاً فأطعم ضيفه ولم يكن يعرفه، فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه ثم قال: يا أخا طيء: اطلب حاجتك، فأنا النعمان. قال الطائي أفعل إن شاء الله. ثم مضى النعمان ولحق بصحبه بالخيل إلى الحيرة.. ومكثف الطائي بعد ذلك زمناً حتى أصابته معسرة وساءت حاله فقالت له امرأته لو أتيت الملك لأحسن إليك. فذهب الطائي إلى الحيرة. فوافق مجيئه يوم بؤس النعمان. فلما رآه النعمان عرفه فقال له أفلا جئت غير هذا اليوم. قال الطائي:
أبيت اللعن يا مولاي وما كان علمي بهذا اليوم.
قال النعمان والله لو سنح لي في هذا اليوم قابوس ابني لم أجد بداً من قتله فاطلب حاجتك من الدُنيا، وسل ما بدا لك فإنك مقتول، قال أبيت اللعن يا مولاي ما أصنع بالدنيا بعد نفسي!
قال النعمان إن لا سبيل إليها، فقال الطائي: إن كان لابد فأجلني ألم بأهلي فأوصي إليهم وأهيئ حالهم ثم أعود إليك.
قال النعمان، أقم لي كفيلاً على ذلك، فالتفت الطائي إلى رجل اسمه شريك بن عمرو بن قيس وكان يُكنى أبا الحوفزان وهو واقف على رأس النعمان فقال له الطائي:
يا شريكاً يا ابن عمرو
هل من الموت محاله
يا أخا كل مصاب
يا أخا من لا أخا له
يا أخا النعمان فك
اليوم ضيفاً قد أتى له
فأبى شريك أن يتكفل به، فوثب إليه رجل من كلب يُقال له قراد بن أجدع فقال للنعمان: أبيت اللعن، هو عليّ فضمنه إياه ثم أمر النعمان للطائي بخمسمئة ناقة فمضى بها الطائي إلى أهله، وكان الأجل حولاً، من يومه ذلك إلى مثل ذلك اليوم من قابل فلما حال على الطائي الحول وبقي من الأجل يوم قال النعمان لقراد: ما أراك إلا هالكاً غداً فقال قراد:
فإن يك صدر هذا اليوم ولى
فإن غداً لناظره قريب
ويقول فيها:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه
يكون وراءه فرج قريب
فإن يك صدر هذا اليوم ولى
فإن غداً لناظره قريب
على أن المنية قد توافي
لوقتٍ والنوائب قد تنوب
وفي العقد الفريد قول هدبة:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه
يكون وراءه فرج قريب
فيأمن خائف ويفك عان
ويأتي أهله النائي الغريب
وكان النعمان يشتهي أن يقتل قراد ليفلت الطائي، وبينما كان قراد يُعد للقتل إذ ظهر لهم شخص من بعيد وكان ذلك الشخص هو الطائي، فقال له النعمان: ما الذي حملك على الرجوع بعد إفلاتك من القتل؟.. قال الطائي: الوفاء ثم عفا عنه النعمان، وقال الطائي يمدح قراد بن أجدع:
ألا إنما يسمو إلى المجد والعلا
مخاريق أمثال القراد بن أجدعا
مخاريق أمثال القراد وأهله
فإنهم الأخيار من أهل تبعا
٭٭٭
أما شريك الذي اختاره الطائي ليكون له ضامنا فامتنع فقد عابه جلساء الملك، كيف يرفض أن يكفل ضيف النعمان بعد أن وثق به، وكبر قراد عند قومه وجلساء النعمان.
ومن مكارم العرب أن يثق المرء فيمن يختاره بين نخبة من الرجال.
وهذه من قصص الوفاء عند العرب، وإلا كيف يعود إلى نيل حتفه بعد أن انطلق نحو الحرية وبعد عن الموت المحتوم ولديه مال وفير منحه إياه النعمان بن المنذر.

عبدالله خلف
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
565.0099
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top