مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

لماذا شغلت داعش العالم؟!!

د.عصام عبداللطيف الفليج
2014/10/13   10:08 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

في عالمنا العربي والإسلامي ننتظر بكل شغف قدوم ذلك المغولي بصورته الجديدة حتى يقتلنا


كلما دخلت ديوانية الا ووجدت النقاش حول «داعش» وأخواتها، والسؤال المتكرر: من هم، ومن يدعمهم، وكيف حققوا الانتصارات.. الى غير ذلك، وعندما تعود الى نفس الديوانية في اليوم التالي، تجد نفس التساؤلات من نفس الأشخاص، وهذا يدل على مدى القلق الذي يشوب المجتمع بكافة فئاته.
الغريب ان الكل يجمع على أنها: لعبة دولية، يراد منها تغيير خارطة المنطقة، وابتزاز الدول العربية، واضعاف العالم الاسلامي، وقتل المسلمين بأيدي المسلمين، والمحصلة تشويه صورة الاسلام، والهدف الخفي محاربة الاسلام!
والأغرب أننا نتكلم وليس بيدنا حل ولا قرار، ولا معلومات ولا توجه عام، بل نحن مكبلون وموجهون قسرا في اتجاه واحد، اتجاه جبري يسير فيه الجميع، ومن يخالف فمصيره الفناء، وأصبحنا من الضعف كحال الخلافة العباسية عندما اجتاح المغول العالم الاسلامي، فأصبح الجبن علامة المسلمين، والرعب علامة المغول، حتى ان المغولي اذا قبض على مسلم وليس معه سلاح، يقول له قف حتى أحضر السلاح لأقتلك!!
ونحن في عالمنا العربي والاسلامي ننتظر بكل شغف، قدوم ذلك المغولي بصورته الجديدة حتى يقتلنا، ويفعل بعدها ما شاء!
لقد أطلقت وزيرة الخارجية السابقة د.كونديلزا رايس مشروع «خارطة الشرق الأوسط الجديد»، وأعلنته رسميا أمام وسائل الاعلام، ونشرت الخريطة - بالانترنت - التي سيتم بموجبها تقسيم العالم الأوسطي - بل العربي – الى دويلات وقطاعات متناثرة، وأعتقد ان هناك أفلاما هوليوودية أنتجت بهذا الشأن لم ننتبه لها، قد نسمع عنها لاحقا.ويساهم الجميع بهذا التقسيم القادم، اما للحصول على جزء من الكعكة، واما للحفاظ على مكانه، ويبالغ البعض في التعامل مع الأحداث باندفاعية، ويكون ملكيا أكثر من الملك، مع ان المطلوب منه أقل من ذلك، على المستوى الاعلامي والسياسي والاقتصادي.. وغير ذلك، ومن يظن ان من يقود العالم آمن، فهو واهم.
لقد عشنا ما يسمى بمرحلة الربيع العربي، التي هي جزء من هذه المرحلة، أعني مرحلة «الشرق الأوسط الجديد»، سواء جاءت قدرا أو ضمن الخطة العالمية، وراح ضحيتها مئات الآلاف من المسلمين، وأهدرت فيها مئات المليارات من الدولارات، ذهب نصفها لجيوب الابتزاز، والنصف الآخر للسلاح، وبقيت الشعوب بلا تنمية ولا حياة كريمة.
هنا نعرف لماذا شغلت داعش العالم، والتي بسببها آثر العديد من علماء المسلمين الصمت في هذه الفترة، درءا لفتنة أكبر، لمعرفتهم بأن ما يجري لعبة دولية، المسلمون ضحيتها.
وأمام هذه المتغيرات المتسارعة، التي لا يستطيع أحد ان يتوقع الى أين تسير فيها الأحداث، بما فيها العالم الغربي، وبما فيها مغول القرن الـ21 الذين جهزوا عدة سيناريوهات لأي تغيير يحصل، فاننا بحاجة الى أمرين رئيسيين، وهما: وحدة الصف، والحذر من الاختراق، فما أحوجنا لترتيب البيت الداخلي بقيادة الرموز الاجتماعية والتيارات السياسية، وما أحوجنا لتقديم التنازلات من أجل الوطن والأمن والاستقرار، وما أحوجنا لمنح الثقة ببعضنا البعض، والغاء مبدأ التخوين، وعدم اقصاء الآخر، والاعتذار عن الخطأ، والمبادرة بالمصالحة.
اللهم احفظ كويتنا وبلاد المسلمين من كل سوء، ومن الفتن ما ظهر منها وما بطن.
٭٭٭
يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: «سلوا الله العافية، فانه لم يعط عبد شيئاً أفضل من العافية».

د.عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
268.004
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top