مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

اكتئاب وقلق في المجتمع الكويتي؟!.. ليش زعلانين؟

ناصر أحمد العمار
2014/10/13   10:03 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

الثورة المعلوماتية تحاول أن تحطم احتكار التربية الإسلامية الذي بقي لقرون في أيدي العائلة


نشرت جريدة «الوطن» الغراء في الأسبوع الماضي مقالاً للدكتور خالد الشلال بعنوان (الاكتئاب والقلق في المجتمع الكويتي.. ليش؟) تناول الكاتب هذا الموضوع من زاوية مهمة فله الشكر.
سأتناول هذا الموضوع من زاوية أخرى. ذكر الشلال ان من اسباب الاكتئاب والقلق هو:
- ضعف الالتزام الديني والابتعاد عن الصلاة وابتعاد الآباء عن أبنائهم وعدم حثهم على العبادة.
قد يكون صحيحاً، لكن هناك الكثير من أفراد مجتمعنا من هو ملتزم والحمدلله في تأدية صلاته وعبادته واقترابة من أبنائه، بل ان البعض جند نفسه ليكون جليسا لأطفاله (Baby sitter) بالتناوب مع ام العيال، لكن المشكلة ان حتى ابناء هذه الفئة قد يصابون بالأكتئاب ويكونون أسرى تداعياته، وهذا قد يقودنا لمؤشر آخر ذهب اليه الدكتورالشلال في مقاله، وهو دخول مجتمعنا في النموذج الغربي كطريق للحياة وهذا النموذج يشجع على الفردية ويولد الامراض النفسية في المجتمع.
علينا ألا ننسى ما فعلته العولمة بنا ولاتزال، حيث تشكل برنامجا يتحدى انظمة تربيتنا وتنشئتنا الإسلامية من خلال نفاذه عبر الجدران وتخلله إلى كل بيت مسلم، ان الثورة المعلوماتية تحاول ان تحطم احتكار التربية الإسلامية الذي بقي لقرون طوال بأيدي العائلة والمجتمع والمدرسة.
معظم خبراء علم الاجتماع وخبراء علم الاتصال وخبراء علم النفس، أجمعوا على أن الفضائيات الوافدة للوطن العربي تخلف الكثير من المشاكل أبرزها حسب ما ذهب إليه محمد عابد الجابري في كتابه (قضايا الفكر المعاصر) هي:
-1 وجود حالة عدم استقرار للعلاقات الاجتماعية التقليدية وربما يحدث اضطراب اجتماعي.
برأي كاتب السطور ان هذا هو (مربط الفرس)..الا يشكل هذا نوعا من الارتباك والفوضى في الحياة الاجتماعية الذي يوقع افراد المجتمع في حالة عدم استقرار نفسي واجتماعي الذي عادة ما يولد لدينا الرغبة في الانزواء المؤدي احيانا إلى حالة من الاكتئاب؟ ادعوا للبحث في هذا الجانب الخطير لعلنا نكتشف مواقع العلل!!
-2 التأثير في القيم والأفكار والمواقف والاتجاهات، ومحو القيم المحلية او طمسها او استبدالها بأنماط جديدة في السلوك والقيم الاخلاقية والعقائد التي قد تتعارض مع طبيعة الحياة العربية.
إننا نعاني في الاصل من ضعف قوتنا وإرادتنا المانعة من الانزلاق نحو جادة الانحراف القِيَمي والمعتقدات والأفكار السطحية حتى لا نعيش حالة في هذا النوع من الازدواجية، ولا نعرف حينها كيف نتمكن من اختيار أو تحديد الصحيح من الاتجاه الذي ينبغي ان نسير فيه! ننام على حس معتقداتنا وأفكارنا ذات الثوابت الراسخة في عقولنا مع قدرات فائقة في اقناع أمم بصحتها وسلامة مقاصدها، لكننا سرعان ما نقع بفخ الأسر نتيجة الاسراع نحو التحديث والتطور والتغير الذي لا نعرف عواقبه، وهنا يتساءل كاتب المقال، الا يشكل ذلك ايضاً قمة الازدواجية بين أخلاقياتنا وسلوكنا وبين ذلك الطموح الهش؟ قد تكون تلك من مسببات الاكتئاب لسبب بسيط جداً هو استحالة التخلي عن أصالتنا وأخلاقنا الإسلامية التي أنشأنا عليها لنعيش بشكل قسري في تلك الانواع من الازدواج القيمي والفكري.
(خل نوّنس نفسنا شوي) ونقول ان الاكتئاب والقلق قد يكونان مؤشرا جيداً يعكس مدى امتعاضنا ونَدَمِنا وحزننا وانكسارانا على حالنا وحال كويتنا واتساع حدود دائرة المقارنة والنتائج التي يعيشها المواطن كل لحظة ويوم عند سماعه بتطور نمو الدول التي سبقتنا في التنمية و.. في كل شيء، مقارنة لحظية نجريها كل يوم ونجتر نتائجها وتصهرنا في زوايا الامل المنظور الذي نراه من خلال منظار (دربيل) لبعده عنا، نقرب مسافاتها إلينا كذباً، ومن ثم الأمل في بلوغ تلك اللحظة التي ينتظرها الكويتي، سلاحه الوحيد (تفاءلوا بالخير تجدوه) تعطل قطار تنميتنا المتوقف اصلاً منذ زمن ولم يقرر له بعد متى ينطلق! ان الاكتئاب والقلق هو الحسرة على الأمل والأمنية التي ينشدها لنا (أبونا العود) سمو الشيخ صباح الأحمد في جل خطاباته وينتظر من أبنائه ذلك الأمل المنشود في ان تكون الكويت منا والينا؟ ويكرر علينا أمنيات وطن انتشى فرحاً لمكانته يوما كلؤلؤة في ذلك الكوكب الدري. قالها ويقولها (ابنائي، ابناء شعبي) لكن...
لنكتئب قليلاً ونقلق مثلها، لعل ذلك يكون للوطن فداء وللمواطنة وقودا.. ويسير قطار المجد إلى مبتغاه!!

ناصر أحمد العمار
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1098.9933
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top