مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

هل يستقر أم يتمزق العرب؟

د.شملان يوسف العيسى
2014/10/12   10:10 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

الأمر المؤكد أن الكيانات السياسية القادمة لن تنعم بالأمن والاستقرار في داخلها


يلاحظ المراقب السياسي ازدياد وتيرة العنف والقتل والصراع الدموي الداخلي في كل من العراق وسورية ولبنان واليمن وليبيا والصومال والسودان وبدأت بعض العمليات الإرهابية في الجزائر وهنالك خلافات وانقسامات في بقية الدول العربية بسبب الصراع المذهبي أو القبلي أو المناطقي.
السؤال الى أين يسير هذا الصراع؟ هل سيؤدي الى المزيد من الانقسام والتمزق ام ان هذا بداية لتغير جذري في خريطة المنطقة؟ ما هي طبيعة التغير القادم في حالة هدوء المنطقة؟ ام ستشهد المنطقة استمرار للأحداث الدموية فيها..؟
هل نشوء وبروز كيانات وميليشيات جديدة ذات توجه طائفي أو قبلي أو قومي أو مناطقي سيحل مشاكل العرب المستعصية؟
هل يستطيع النظام العربي احتواء كل هذه التحديات التي تواجهه؟ وهل المطالبون بالتغيير الذين يرفعون شعارات دينية أو وطنية لدغدغة مشاعر البسطاء من الشعب جادون في تنفيذ شعاراتهم التي رفعوها مثل الشعب يريد حكومة شعبية تمثل كل كيانات المجتمع وتسعى للقضاء على الفساد والمحسوبية وتطمح لإقامة مجتمع العدالة والمساواة؟ هل تتمزق بعض الأقطار العربية لتصبح مثل النموذج الصومالي.. حيث تعصف الميليشيات المتعددة بهذه الدولة المنكوبة؟.
هذه الاسئلة لا ادعي بأني أملك الاجابة عليها لكن اوضاعنا العربية ليست سارة فالحرب الأهلية في سورية امتدت الى لبنان بتدخل ميليشيات حزب الله الشيعية في سورية لحماية النظام الاستبدادي فيها مما دفع بالميليشيات والقوى السورية مثل جبهة النصرة والدولة الاسلامية (داعش) بالتدخل في لبنان والسيطرة على عرسال.
الحرب الأهلية في العراق بين السنة والشيعة.. دفع الأكراد لاستغلال الأوضاع المتردية ودخلوا كركوك وهم يحاولون ضمها الى دولتهم الكردية المرتقبة بدلاً من أن يشاركوا في انقاذ الدولة العراقية التي اسهموا في اقامتها واصبحوا احد اهم مكوناتها.
في اليمن دخل الحوثيون من الزيود يشكلون فقط ثلث سكان اليمن دخلوا في خلاف مع الحكومة.. وهو خلاف سياسي يتعلق بتحسين اوضاعهم المعيشية لكنهم غلفوه بالطابع المذهبي واستعانوا بإيران لمساعدتهم.. اليوم بعد أن استولوا على العاصمة صنعاء ورفضوا رئيس الوزراء الذي عينه الرئيس اليمني.. بدأت عمليات القتل والتشريد على الهوية بين الشعب الواحد يحركه العقلية القبلية والفاسدون من السياسيين في اليمن الغير سعيد.. الحرب الأهلية في ليبيا بين الحكومة وتيارات الاسلام السياسي الارهابية.. مزقت هذا الشعب.. وهنالك احتمال أن تتدخل مصر في خضم هذا الصراع.. مما قد يؤدي الى تدهور الأمور أكثر..
الأمر المؤكد بالنسبة لنا بأن الكيانات السياسية القادمة التي سوف تصعد على انقاض ما دمرته من انظمة لن تنعم بالأمن والاستقرار في داخلها.. لأن ما يجمع هذه الكيانات والميليشيات الصاعدة هو الخصم او العدو المشترك.. والدليل على ذلك هو النظام العراقي قد تمزق الى عدة كيانات سياسية ابرزها الشيعة في الجنوب والسنة في الوسط والأكراد في الشمال، لكن هذه الكيانات الجديدة بدأت تتمزق فالشيعة اصبح لديهم أكثر من مرجعية وميليشيات تحارب بعضها البعض وكذلك السنة والأكراد.
وينطبق الأمر على سورية فالمعارضة السورية التي وحدها رفض نظام الاسد نجدها اليوم تحارب بعضها البعض جيش حر ضد داعش والنصرة وغيرهما حتى قبل ان يسقط نظام الأسد.
ماذا عن الإرهاب؟.. الارهاب الديني عامل تفتت لأنه لا يملك مشروع دولة لكن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة اختلفوا حول كيفية القضاء على ارهاب داعش ودحره.. وأخيراً نرى بأن الحل يكمن في اقامة انظمة ديموقراطية حرة تبعد الدين عن السياسة.

د.شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
477.9984
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top