مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

إن لم تتعلم من الأولى.. فأنت تستحق الثانية

د.عصام عبداللطيف الفليج
2014/09/03   09:26 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



أعطى كفار قريش الشاعر حسان بن ثابت مبلغا من المال، وذلك قبل اسلامه، ليهجوا النبي صلى الله عليه وسلم، فوقف حسان رضي الله عنه على ربوةٍ ينتظرُ مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم، لينظر الى صفة من صفاته السلبية فيهجوه بها، فلما مرّ الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ورآه حسّان، رجع الى قريش، فرّدَ لهم المال، وقال: هذا مالكم.. ليس لي فيه حاجة، وأمّا هذا الذي أردتم أن أهجوه، الّلهم اني أشهد أنه رسول الله.
فقالوا: ما دهاك؟ ما لهذا أرسلناك!
فأجابهم بهذا الشعر:
لمّا رأيتُ أنواره سطعت
وضعت من خيفتي كفّي على بصري
خوفاً على بصري من حسن صورته
فلستُ أنظره الا على قدري
روح من النور في جسم من القمر
كحلية نسجت من الأنجم الزهرِ

فيا سبحان الله.. فقد كاد أعداء الاسلام لهذا الدين بصور شتى، والشعر - وهو ما يوازي الاعلام في عصرنا هذا - أحد أكبر الوسائل التي يستخدمونها في تشويه هذا الدين، من خلال ابراز المنحرفين عقيدة، والشاذين فكريا، والمرجفين والموتورين ومن في قلوبهم مرض، والذين سقطت بسببهم الخلافة الاسلامية، بدءا من الخلافة الراشدة ثم الأموية ثم العباسية.. حتى آخر قلاع الخلافة العثمانية.
الاعلام سلاح خطير في كل الاتجاهات، ما لم نحسن استخدامه، فقد حاول البعض استخدامه لضرب فئات معينة، فدارت عليه الدوائر فناله منها نصيب، وان كان في ذلك خطر على الأفراد والمؤسسات، فخطره أعظم على الأوطان والدين.
فلنحذر في استخدام هذه الوسيلة، ولنحذر ايضا في التعامل معها، بعدم الانسياق العمياني دون التبصر والتأكد من النقل، وكم من كلمة قالت لصاحبها دعني.
٭٭٭
‏يقول أحد الشباب: حدث خلاف بيني وبين والدتي، حتى وصل الى اعتلاء الأصوات، وكان بين يدي بعض الأوراق الدراسية، فرميتها على المكتب غضباً، وذهبت الى سريري والهم تغشى على قلبي وعقلي، ووضعت رأسي على الوسادة كعادتي كلما أثقلتني الهموم، حيث أجد ان النوم خير مفر منها.
وتوجهت في اليوم التالي الى الجامعة، فأخرجت هاتفي وأنا على بوابة الجامعة، فكتبت رسالة أداعب بها قلب والدتي الحنون، فكان مما كتبت: سمعت ان باطن قدم الانسان ألين وأنعم من ظاهرها، فهل يأذن لي قدمكم بأن أتأكد من صحة هذه المقولة بشفتاي؟
فلما وصلت الى البيت وفتحت الباب، وجدت أمي تنتظرني في الصالة ودموعها على خدها، وقالت لي: لا.. لن اسمح لك بتقبيل قدمي، وأما المقولة فصحيحة، وقد تأكدت من ذلك عندما كنت أقبل قدميك ظاهراً وباطناً يوم ان كنت صغيراً. ففاضت عيناي بالدموع.
نعم.. انهم الآباء، سيرحلون يوما بأمر ربنا، فَتقربوا لهُم قبل ان تفقدوهم، وان كانوا قد رحلوا فترحموا عليهم وادعوا لهم.
هذه من لطائف الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله - بتصرف - وكم نحن بحاجة للذكرى، لعل الذكرى تنفع المؤمنين.
٭٭٭
«لم أجد في وصف الحياة الا أنها تجارب، فان لم تتعلم من الضربة الأولى، فأنت تستحق الثانية!». علي الطنطاوي.

د.عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
438.0077
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top