الثلاثاء
14/04/1447 هـ
الموافق
07/10/2025 م
الساعة
07:41
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
الفجر 4:26
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
مقالات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=382400&yearquarter=20143&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
اختلاف المفاهيم
رسالة إلى بني إسرائيل (1 - 2)
د.عبدالرحمن الجيران
2014/09/01
09:46 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 5/0
بنو اسرائيل هم أبناء يعقوب عليه السلام، ويعقوب هو ابن اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام جميعاً، واسحاق اخو اسماعيل، وهو جد نبينا محمد صلى الله عليه وسلام، واسماعيل جد العرب واسحاق في التوراة معناه الذي يضحك وأمه سارة، وهو الولد الثاني لابراهيم الذي بشرت به الملائكة، وهو جد اليهود والنصارى، وعلى هذا الأساس فإن العرب وبني اسرائيل أبناء عمومة، وها نحن نوجه هذا الخطاب لكم بكل شرائحكم.
موقف أسلافكم من أحزاب اليهود:
تذكروا موقف أسلافكم من رؤساء الأحزاب في المدينة المنورة، وهم رؤساء بني النضير وبني قينقاع وبني قريظة وكانوا تقريباً 10 من الأحبار وكانوا يعرفون رسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم !، هؤلاء جميعاً كفروا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم حسداً لأنه جاء من ولد اسماعيل، وليس من ولد اسحاق جد اليهود وهؤلاء قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم «لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود» رواه البخاري، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ بَيْنَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ انْطَلِقُوا الَى يَهُودَ فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا بَيْتَ الْمِدْرَاسِ فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَنَادَاهُمْ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ يَهُودَ أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا فَقَالُوا بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسم قَالَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ أُرِيدُ أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا فَقَالُوا قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسم فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ أُرِيدُ ثُمَّ قَالَهَا الثَّالِثَةَ فَقَالَ اعْلَمُوا أَنَّمَا الأَرْضُ لِلّهِ وَرَسُولِهِ وَانِّي أُرِيدُ ان أُجْلِيَكُمْ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ وَالاَّ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا الأَرْضُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ» رواه البخاري.
وانتم اليوم كفرتم بعيسى بن مريم، وقد جاءكم بحكم التوراة ولم يأت بشريعة تخالفها بل جاء بتخفيف ما حرم عليكم رحمة بكم واحسانا؟ وجاء مكملاً لشريعة التوراة؟ فمنعكم الحسد والكبر وزوال الرئاسات عن الايمان به بل سعيتم لقتله حتى رفعه الله اليه؟
إلى حاخامات اليهود...
انظروا الى ما في أيديكم من نسخ التوراة والتلمود وما في مدارسكم ومناهجكم، وما احتوت عليه من القبح، وقارنوا بينها وبين دين الاسلام، ليتبين ويتضح ما يجب ايثاره، وما يتعين اختياره، وهذه دعوة بالتي هي أحسن.فاذا وصلت بكم الحال الى العناد والمكابرة الظاهرة فتوقعوا العقوبات الصوارم، فهذه طريقتكم التي كنتم عليها، وأنكم لم تخالفوا الدين جهلاً وضلالاً أو لقيام شبهة أوجبت لكم التوقف، وانما ذلك جحود ومكابرة وعناد، قال تعالى {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَانْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَانْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَانْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} (الأعراف 146).
وانظروا مع ذلك في الأسباب التي منعتكم من متابعة الهدى، وأنها رياسات وأغراض نفسية، مثلما حصل النزاع السياسي بين كبير حاخامات السفارديم في تل أبيب عام 1968 (عوفاديا) وبين زعيم الأشكناز الحاخام شلومو غورني وصدور الفتاوى الشاذة من الطرفين لتأييد أو مخالفة الزعماء السياسيين؟ مثل الوعد بدخول الجنة بعد التصويت في الانتخابات كما حصل عام 2009 من الحاخام الشرقي وفتوى ان اعصار كاترينا كان بسبب ان الله عاقب جورج بوش السابق بسبب دعمه لخطة الانسحاب الاسرائيلي من غزة؟ وأنكم لما آثرتم الباطل على الحق طبع الله على قلوبكم وختم عليها، وسد عليكم طريق الهدى عقوبة لكم على اعراضكم وتوليكم الشيطان، واعراضكم عن الرحمن، وأنه ولاكم ما توليتم لأنفسكم.
وهذه المعاني الجزيلة مبسوطة في القرآن في مواضع كثيرة، فتأملوا وتدبروا القرآن تجدوها واضحة جلية، وهو مترجم الى العبرية لديكم ترجمة روبير اليهودي للقرآن الكريم بالعبرية صدرت عن جامعة تل أبيب عام 2005.
وانظروا الى صحة القلب الكاملة بشيئين: كمال علمه ومعرفته ويقينه، وكمال ارادته وحبه لما يحبه الله ويرضاه.
فالقلب الصحيح: هو الذي عرف الحق واتبعه، وعرف الباطل واجتنبه، فان كان علمه شكاً وعنده شبهات تُعارض ما أخبر الله به من أصول الدين وفروعه، كان علمه منحرفاً وكان مرض قلبه قوة وضعفاً بحسب هذه الشكوك والشبهات.وان كانت ارادته ومحبته مائلة لشيء من معاصي الله، كان ذلك انحرافا في ارادته ومرضاً.
وقد يجتمع الأمران فيكون القلب منحرفاً في علمه وفي ارادته.
وانظروا الى زعمكم:
{وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ الَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ان كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، (البقرة: 111)، ثم ذكر البرهان الذي مَن أقامه وأتى به فهو المستحق للجنة فقال: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}، (البقرة: 112).
واعلموا ان أهل الشر والفساد نوعان:
أحدهما المبطلون في عقائدهم وأديانهم ومذاهبهم الذين يدعون اليها، ففي القرآن من الاحتجاج على هؤلاء واقامة الحجج والبراهين على فساد قولهم شيء كثير، ولا يأتي مبطل بقول الا وفي القرآن بيانه بالحق الواضح والبرهان الجلي، ففيه الرد على جميع المبطلين من الدهريين والماديين والمشركين والمتمسكين بالأديان المبدلة والمنسوخة من اليهود والنصارى والأميين {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ الَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً}، (الفرقان: 33)، يذكر الله تعالى حجج هؤلاء ويرفضها ويبدي من الأساليب المتنوعة في افسادها ما هو معروف، وتفصيل هذا بالجملة لا يحتمله هذا الموضع.
النوع الثاني: من المقاومين للأديان ويسعون لخراب الدنيا والسياسات والحقوق كالشيوعيين والصهاينة الذين انتشر شرهم وتفاقم أمرهم وسرت دعايتهم في طبقات الخلق سريان النار في العشب الهشيم.
كذبة كبرى في الدين أورثتكم الطرد:
وحول عجينة الفطير التي يصنعها اليهود في العيد، خبز الفطير المفروض على اليهود في فصحهم قد جرت العادة ان يدخلوا في عجينته دماً بشرياً يأخذونه من ضحية يقتلونها من أمة أخرى غير اليهود، ويستحسن ان تكون الضحية من المسيحيين أو المسلمين؟ وهذه العادة جلبت عليكم مشاكل كثيرة في الشرق والغرب، فقد كان الحي اليهودي الذي يسكنون فيه يهاجم، وينتشر فيه القتل والتنكيل بمجرد اختفاء طفل أو شخص من مجتمع غير يهودي مجاور في عيد الفصح، ومن ذلك ما يروى من قتل اليهود للطفل المسيحي هيوج من مدينة لنكولن بانجلترا في موسم الفصح سنة 1255م، وسجلّ هذه التهم يطول تتبعه، كالذي قيل انه حدث في لندن سنة 1257م، وفي بفورتسهايم بألمانيا سنة 1261م، وفي فورثامبتون سنة 1279م، وفي ميونخ بألمانيا سنة 1258م ….الخ.
أباطيل التوراة كيف انطلت على العقلاء فيكم؟
فالتوراة لم تسجل الا بعد موت موسى عليه السلام، بحوالي ثمانمائة سنة أو يزيد، فظلت تتناقل شفاها طيلة هذه المدة، وتتعرض خلالها لا للتنقيح والتهذيب فحسب ولكن للحذف والاضافة حسب هوى كهان اليهود ومقاصدهم.
وطفحت بذلك التوراة المزعومة بقصص وتاريخ زاخر بالتخريف والأساطير والأباطيل، لأن التوراة قبل التحريف تكاد تكون قد اختفت من كتب اليهود.
ومن ذلك أنهم:
ما تركوا بقعة في فلسطين من جبل ولا نهر ولا حجر ولا سهل ولا وادٍ، الا زعموا ان الرب ذكره في كتبهم، فزعموا له اسماً غير اسمه، وأطلقوا مصطلحاً لم يكن يعرف به، ويدعون أنها مقدسة بين ليلة وضحاها! وذلك ليوهموا العالم ان تلك الأماكن وتلك المسميات لها دلالات دينية في التوراة المحرفة؟
الحاخامات والكذب والافتراء بادعاء الحروب المقدسة:
ويعتبرون الجيش الذي يقوم بذلك مقدساً، كما قال الحاخام (تسفي يهودا كوك) - الزعيم الروحي لجماعة (غوش أمونيم): «ان الجيش الاسرائيلي كله مقدس، لأنه يمثل حكم شعب الله على أرضه».
وجعل قادة اليهود من الحاخامات، الحرب أساساً من الأسس لاستمرار هذا الكيان المغتصب، فقد أعلن الحاخام العسكري للكيان اليهودي - (موشيه جورن)- أن: «الحروب الثلاث التي جرت بين (اسرائيل) والعرب خلال السنوات 1948م، 1956 م، 1967م هي في منزلة الحرب المقدسة، فأولها لتحرير أرض اسرائيل، والثانية لاستمرار دولة اسرائيل، أما الثالثة فقد كانت لتحقيق نبوءات اسرائيل».
وأفتى الحاخام الأكبر بعد احتلال فلسطين في 1967م: بتكفير كل من يتخلى عن شبر واحد أو ذرة واحدة من (أرضنا الموعودة)! -على حد زعمه-.وصرح وزير الشؤون الدينية في الكيان اليهودي (زراخ فارها فتيغ) بقوله: «ها قد عدنا الى أرضنا، ومن الآن الى الأبد».
وأعلن حاخام اسرائيل الأكبر، (اسحق نسيم) غداة الخامس من يونيو 1967 م بأن: «أرض اسرائيل هي ميراثٌ مُقدسٌ لدى كل يهودي».
القتل بدون شبهة:
(الهالاخاه)- وهي النظام القانوني لليهودية الحاخامية - المستمدة من التلمود البابلي والمصنفة حسب الشرائع التلمودية تصنيفاً يسهل قراءتها والرجوع اليها، حيث تنص على (لا بل ينبغي قتلهم، اذ ينبغي عدم الثقة بالعربي في أي ظرف من الظروف، حتى وان أعطى انطباعاً بأنه متمدن، ففي الحرب يسمح لقواتنا وهي تهاجم العدو بل انها مأمورة (بالهالاخاه) بقتل حتى المدنيين الطيبين، أي المدنيين الذين يبدون طيبين في الظاهر).
عقوبة الجاني من اليهود؟
وهذه العقوبة حرفها أسلافهم من الأحبار وانتم على طريقتهم، وحقيقة القانون اليهودي (الجنائي) لا يعاقب اليهود المتسببين في قتل مدنيين فلسطينيين معاقبة حقيقية، بل تكون شكلية فقط، وهذا مبني على تعاليم تلمودية التي نصها في الموسوعة التلمودية: «أن اليهودي الذي يقتل -أحد الأغيار- يكون قد ارتكب معصية غير قابلة لعقوبة صادرة عن محكمة»، والقرآن الكريم اكد هذه الحقيقة بقولة تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (ال عمران: 75).
تخلص أوربا من اليهود:
وأعلن ذلك وبكل وضوح وجرأة «مارتن لوثر» مؤسس البروتستانتية الذي ضخ الروح الجديدة لخدمة اليهود لكنه أعلنها وبعد فوات الأوان فقال: هذه نصيحتي بايجاز الى أمرائنا الحكام الكرام وسادتنا الأجلاء والصفوة المرادة، وهي ان نتخلص جميعاً من عبء اليهود الشيطاني المتغطرس المتحكم.
وبمكر شديد سعى الغرب الى اعادة تصدير اليهود، وما يحملون معهم من وباء وانحطاط في الأخلاق، الى المشرق الاسلامي وتحديداً الى فلسطين.
حتى الصهيونية التي تغنوا بها كانت مرحلة زمنية وليست عقيدة راسخة في قلوب أصحابها، ولقد عبر عن حالهم «بن غوريون» أول رئيس لحكومة اليهود فقال:(ان الحركة الصهيونية كانت دعائم لاقامة البيت القومي، وانه بعد اقامة الدولة، يجب فكها).
نعم هو مقلب وورطة وأزمة تاريخية لن تنفك عن اليهود ما بقوا في فلسطين، وفخ وقعوا فيه ولن يخرجوا منه بسلام، ففلسطين المحاطة بعمقها التاريخي الاسلامي والعربي، بالنسبة لليهود فخ، فامتداد فلسطين الديموغرافي مع من حولها من دول تحيط بها يطلق عليها دول الطوق وغيرها عرفت بأصالتها العربية، وأصوليتها الاسلامية منذ فجر تاريخ البشرية والاسلام، ولقد أتى اليهود على أمة كانت في لحظة ضعف من أمرها، ولم يدركوا ان هذه الأمة ليس كل أمرها غفلة؟ وأنكم تدركون ان الحرب سجال.
حقائق لا يمكن انكارها:
قال تعالى {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا الَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (ال عمران: 112)، وبالدعم الأمريكي لدولة اليهود منذ لحظة الاعلان عن تأسيس ما يسمى بدولة اسرائيل عام 1948م، فقد وافق الرئيس الأمريكي حينذاك (ترومان) وبطلب من بن غوريون على قرض عاجل وميسر بقيمة (135) مليون دولار لاستيعاب المزيد من المغتصبين الجدد؟؟
وقد ذكرت صحيفة «كريستيان ماينس» الأمريكية، ان اسرائيل كلفت أمريكا منذ عام 1973م 1600م ما يقارب مليار دولار؟
كيف لليهودِ اليوم التجلد والصمود في وجه الفلسطينيين بعد ان دانوا برسالة الاسلام، وتسلَّحوا بالقرآن وما تمتعوا به من جلد وعنفوان عُرِفوا به في القرآن على لسان بني اسرائيل لما قالوا عنهم: {انَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ} (المائدة: 22)، وعرفهم التاريخ بالعماليق، ان الفلسطينيين اليوم هم من يصدق فيهم قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه أبو هريرة قال صلى الله عليه وسلم: (الناس معادن كمعادن الفضة والذهب.خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام اذا فقهوا..). صحيح مسلم رقم: 2638.
وهذا مصداق قول ربنا فيهم: {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} (الحشر: 13)، فهذا وزير خارجية الكيان اليهودي الأسبق «شلومو بن عامي» يقول معلقا على الأحداث التي تلت اقتحام شارون للمسجد الأقصى المبارك: «ان الفلسطينيين قد أثبتوا أنهم مقاتلون أشداء لا يمكن الاستخفاف بهم مطلقاً»، وقال: «لقد علمنا ما كان يجب ان نعلمه منذ زمن، وأن تصميم الشعب الفلسطيني على رفض العيش تحت الاحتلال سيدفع أبناءه الى الاستبسال من أجل التخلص من واقع بائس» وهذه نخبة من أقوال قادة ورؤساء من ملل الأرض وأجناسها المختلفة، يؤكدون فيها جلادة هذا الشعب:
قال الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الثالثة:ان فلسطين لا تحتاج الى رجال، فرجالها أهل ثبات وحق، ولكنّ فلسطين تحتاج الى سلاح.
قال هتلر حاكم ألمانيا النازية المتوفى عام 1945: أعطني جنديا فلسطينيا وسلاحا ألمانيا، وسوف اجعل أوروبا تزحف على أناملها.
وقال هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي من عام 1973 الى عام 1977: لم أجد في حياتي أعند من رجال فلسطين، وقال فيديل كاسترو رئيس كوبا منذ العام 1959: اليهود حمقى لأنهم احتلوا دولة شعبها لا يكل ولا يمل.
وقال أحمد بن بله وهو أول رؤساء الجزائر عام 1962: فلسطين لن تنكسر ما دام فيها هذا الشعب الجبار.
وقال الملك فيصل بن عبدالعزيز أحد ملوك الدولة السعودية المتوفى عام 1975: فلسطين عائدة والقدس عائد ورجالها خير رجال.
حقيقة تاريخية متى دخل اليهود ارض فلسطين؟
ان أرض فلسطين ميراث الأنبياء الشرعي لأتباعهم المؤمنين، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ان الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} (الأنبياء: 105)، وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (النور: 55).
لقد أخبر المولى عز وجل عن توجَّه ابراهيم وابن أخيه لوط عليهما السلام لما خرجا من أرض الكلدانيين في العراق يفرون بدينهم الى الأرض المقدسة (فلسطين)، قال تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا الَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء: 71). وحينها لم يكن اسرائيل (يعقوب) عليه السلام، ولا بنيه قد جاءوا بعد الى فلسطين.
ثم جاءت بعد ذلك المحاولات اليائسة لبني اسرائيل لدخول الأرض المقدسة حال وجودهم في التيه مع نبيي الله موسى وهارون عليهما السلام عقوبة من الله تعالى لبني اسرائيل، وحرمانهم من دخول الأرض المقدسة أربعين سنة، بسبب تعنتهم، ورفضهم دخولها، واضطرابهم على أنبيائهم، وتقلبهم المستمر بين الكفر والايمان.
ونبي الله موسى ومن غير كلل ولا ملل يأمرهم رهبة، ويحثهم رغبة على دخول الأرض المقدسة، لكن دون جدوى كما أخبر سبحانه وتعالى على لسان موسى عليه السلام:: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} (المائدة: 21).
وقالوا وبكل عناد مجددين رفضهم دخول الأرض المقدسة، كما أخبر سبحانه وتعالى عنهم: {قَالُوا يَا مُوسَى انَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا انَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (المائدة: 24).
وحال الله بينهم وبين الأرض المقدسة لما عصوا أوامر نبيهم حتى قبض الله روح موسى وأخيه هارون عليهما السلام في التيه في سيناء في بلاد مصر، وخلفه يوشع بن نون، فحبست له الشمس حتى دخل الأرض المقدسة فاتحاً باذن الله ومعه نفر قليل من بني اسرائيل، كما جاء ذلك في حديث البراء بن عازب): كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، نتحدث ان عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر ولم يجاوزه معه الاَّ مؤمن بضعة عشر وثلاث مائة) اخرجه البخاري.
الاسلام دين جميع الرسل والأنبياء عليهم السلام:
لابد ان يفهم اليهود ومن دون عناد، أو تكبر ان الاسلام دين جميع الأنبياء، وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم شريعة ناسخة وخاتمة لسائر الشرائع السابقة (اليهودية والنصرانية) قال تعالى: {انَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْاسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ الَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَانَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (آل عمران: 19).
وقد أخبر المولى عز وجل اليهود حاسما الموقف، وقاطعا الطريق عليهم في دعواهم الكاذبة في يهودية أبي الأنبياء ابراهيم عليه السلام، قال تعالى: {مَا كَانَ ابْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (آل عمران: 67).
وقد أقر جميع الأنبياء بالاسلام، كما أخبر المولى جل في سلطانه على لسان أنبيائه الكرام عليهم الصلاة والسلام تصريحهم بالاسلام، وان تعددت شرائعهم، فقال سبحانه على لسان كل نبي تصريحه بالاسلام:
- عن يعقوب عليه السلام: قال تعالى: {أم كنتم شهداء أذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك ابراهيم واسماعيل واسحاق إلها واحداً ونحن له مسلمون} (البقرة: 133).
- وعن موسى عليه السلام: قال تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ ان كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا ان كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} (يونس: 84).
- وفي قصة سليمان وملكة سبأ في سورة النمل قال تعالى على لسان ملكة سبأ {قَالَتْ رَبِّ انِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (النمل: 44).
هذا ما جاء في كتاب ربنا، ونحن نؤمن به جملةً وتفصيلاً، ولا نفرق بين أحد من رسله، فينبغي لكم ان تذعنوا الى ذلك كما أخبر ربنا تبارك وتعالى: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى ابْرَاهِيمَ وَاسماعِيلَ وَاسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (آل عمران: 84).
قال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ الَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ الَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ الَيْنَا وَأُنْزِلَ الَيْكُمْ وَالَهُنَا وَالَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (العنكبوت:46)، والذي نعتقده أنكم ظلمتم أنفسكم بظلمكم المسلمين في فلسطين، بل ظلمتم أوروبا وأمريكا بما أشعتم فيهم من أمراض الانحلال والأخلاق الرذيلة.
وختاماً ندعوكم الى الحوار امتثالاً لأمر الله تعالى لنا في القرآن حيث قال {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا الَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَانْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (آل عمران: 64) والى الدخول في الاسلام وتتفكرون ما جاء في بعض نسخ التوراة ان المسلمين سيفتحون بيت المقدس في آخر الزمان حتى يقول الحجر والشجر يا مسلم ياعبدالله هذا ورائي يهودي تعالى فاقتله الا شجر الغرقد فانه من شجر اليهود!
يتبع رسالة الى الأحزاب اليهودية
< الرسالة مترجمة الى العبرية والانجليزية، ونشرت في المواقع البحثية في فلسطين.
الدكتور عبدالرحمن الجيران
Dr.aljeran_wk@yahoo.com
أخبار ذات صلة
الإنقاص الحضاري للشرق(1 – 2)
إلى وزير الصحة.. هل من نهاية لتجاوزات العلاج بالخارج؟!..
رسالة لم يحملها البريد إلى الشيخ ناصر شمس الدين
(لله اﻷمر هو الشافي الكافي) (2)
المنتقى من فرائد الفوائد (13)
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
مقالات ذات صلة بالكاتب
الوهابية من الداخل 2-2
د.عبدالرحمن الجيران
20/01/2015 09:54:45 ص
الوهابية من الداخل (2/1)
د.عبدالرحمن الجيران
13/01/2015 09:40:06 م
مقاصد الشريعة
د.عبدالرحمن الجيران
05/01/2015 09:39:47 م
سمسرة حقوق الإنسان
د.عبدالرحمن الجيران
29/12/2014 09:45:32 م
لماذا يكرهون الحق؟
د.عبدالرحمن الجيران
22/12/2014 09:18:30 م
الإنسانية في العلاقات الدولية 2-2
د.عبدالرحمن الجيران
15/12/2014 10:12:08 م
اختلاف المفاهيم: الإنسانية في العلاقات الدولية! (1 - 2)
د.عبدالرحمن الجيران
08/12/2014 11:51:59 م
الدراسات المستقبلية والتنمية ومكافحة الفساد «2-2»
د.عبدالرحمن الجيران
01/12/2014 09:27:43 م
الدراسات المستقبلية والتنمية (2-1)
د.عبدالرحمن الجيران
24/11/2014 10:59:15 م
دور الإعلام العالمي الجديد الغائب!!
د.عبدالرحمن الجيران
17/11/2014 09:54:35 م
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
613.0121
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top