مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

الطلاق على الطريقة الكويتية

د.شملان يوسف العيسى
2014/08/26   09:26 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

لماذا ترتفع معدلات الطلاق لدينا ونحن مجتمع انتقالي ولم نرق للمجتمع الحديث حتى الآن؟!


نشرت الزميلة القبس يوم امس الثلاثاء 26 اغسطس الحالي الاحصائية الرسمية لوزارة العدل لعام 2013 والخاصة بمعدلات الزواج والطلاق في المجتمع الكويتي.. وبينت احصائيات الوزارة ان اعلى نسبة من حالات الطلاق للازواج من حملة المؤهلات المتوسطة حيث بلغت %27.5، ثم حملة الجامعية بنسبة %23، ثم حملة المؤهلات الثانوية بنسبة %22.4.. واكدت الاحصائيات ان اعلى نسبة لحالات الطلاق للازواج جاءت من فئة العمر 35 – 44 سنة بنسبة %22.3 ثم فئة العمر 45 فأكبر بنسبة %21.2 تليهم فئة العمر 30 – 34 بنسبة %20.5. اما بالنسبة للزوجات فإن فئة العمر (25 – 29) سنة هي الاعلى بنسبة %24.8، ثم فئة العمر (35 – 44) سنة بنسبة %20.8، ثم فئة العمر (20 – 24) سنة بنسبة %20.2، ثم فئة العمر (30 – 34) بنسبة %19. وذكرت الاحصائيات أن نسبة الطلاق ترتفع للذين لم تستمر حياتهم الزوجية 5 سنوات.
احصائيات الطلاق والزواج مهمة لأي مجتمع انساني حيث تعطي مؤشرا علميا لطبيعة المجتمع واتجاهاته المستقبلية. معدلات الطلاق في العالم بارتفاع مستمر، فكلما تقدمت الدولة في ارتفاع مستوى معيشتها ارتفع معدل الطلاق، لذلك لا غرابة في ارتفاع معدلات الطلاق في الولايات المتحدة والدول الاسكندنافية والدول الغربية بشكل عام فمعدلات الطلاق في ولاية كليفورنيا مثلا تخطت %50 من حالات الزواج، ما يهمنا في حالة الطلاق في المجتمع الكويتي هو ان الناس الاكثر تعلما ترتفع عندهم معدلات الطلاق، بينما الاميون واشباه الاميين نسبة الطلاق لديهم اقل.
السؤال لماذا ترتفع معدلات الطلاق لدينا ونحن مجتمع انتقالي ولم نرق للمجتمع الحديث حتى الآن..؟ وماذا يمكن ان نعمل للحد من هذه الظاهرة المتزايدة؟
مما لا شك فيه ان تعليم المرأة وخروجها للعمل خارج المنزل اعطى للمرأة قيمة انسانية وحقوقا اكثر حيث استعادت المرأة انسانيتها باعتمادها على نفسها من خلال التعليم والعمل لتأمين مصدر رزقها.. فاعتماد المرأة على الرجل ماليا يفقدها استقلاليتها وخصوصياتها ويعرضها للذل والاهانة والخضوع التام لتعسف الرجل (الزوج).. الرجل لم يعد اليوم المصدر الوحيد للامن والامان.. سابقا كان الرجل هو الذي ينفق على المرأة ويعيلها هي وابناؤها.. اما اليوم وبعد خروج المرأة للعمل وقد نالت حقوقها السياسية وقسطا كبيرا من التعليم.. بدأت تشعر بقوتها وانسانيتها وبدأت تعتمد على نفسها ليس فقط في الاهتمام بالمنزل ودفع ما عليها من نفقات السكن ودفع قسط المنزل بل اصبحت هي المسؤولة عن الزوج وتغذيته وراحته، واصبحت هي التي تعتني بالاولاد وتربيهم وتعلمهم، بينما الرجل الكويتي ما شاء الله عليه يعتبر المنزل كـ«خدمة فندقية»، يأتي من العمل ويريد من زوجته اعداد الاكل.. وبعد الاكل ينام الظهر وبعد النوم يخرج للديوانية أو المزرعة أو الجاخور والماخور والله اعلم متى يعود.. بينما زوجته هي التي تعلم الاولاد وتدرسهم وتربيهم.. كل ذلك مقبول.. لكن مشايخ الدين ومنهم القريب ابن العم الشيخ جاسم المطوع يطلب من الزوجة ان تستقبل زوجها بابتسامة كبيرة وتعتني بأكله وشربه وملابسه وقبل ان تنام عليها ان تسأل زوجها «هل لديك من حاجة» بدون ان يشارك الزوج في النفقة وتربية الاولاد والترفيه عنهم وامهم.
يا رجال الكويت الى متى الاستمرار في النهج القديم في معاملتكم لزوجاتكم انتم تريدونها جميلة ورشيقة ومعلمة وملتزمة دينيا وتخدمكم دائما واذا طالبتكم بحقوقها الانسانية طلقتموها.. عاد هذه حالة؟.. «العيش مع داعش افضل منكم»!!.

د.شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
588.9996
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top