مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

اليأس.. مرض خبيث يزرعه السياسيون في نفوسنا

وليد جاسم الجاسم
2014/08/06   09:27 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



الوضع العام في البلاد لا يسّر عدواً ولا حبيباً، فالجمود التنموي يتواصل، والتنمية الحقيقية – بالنسبة لي على الأقل – ليست مجرد مشاريع وانجازات معمارية على الأرض، ولكن يجب ان تكافئ هذه المشاريع بل وتسبقها مشاريع أخرى لتنمية العقل والفكر المجتمعي كله، مشاريع تقوده الى الأمام وتخفف الكثير من الأفكار المتخلفة التي تترعرع وتنمو.. والتي نراها الوقود الحقيقي لكثير من الصراعات الراهنة في بلادنا.
المؤسف انه مع غياب التنمية العمرانية والمدنية والفكرية، نرى أن بؤر الخلاف والصراع تتزايد في البلاد وتتشعب حتى صارت الأزمة تفرِّخ أزمة، والخلاف يفرِّخ خلافاً، والصراع يولّد المزيد والمزيد من الصراعات.. والمتصارعين.
في ظل أجواء مثل هذه، وارتداد حضاري مشهود مثل الذي يجري في بلادنا من الطبيعي أن نلحظ خفوتاً في روح الرغبة في الانجاز لدى الناس مقابل تيار يرنو نحو الاستسلام الكامل لفكرة اليأس من الاصلاح وتحسن الأوضاع.
النتيجة أن التشاؤم صرنا نزرعه زرعاً في نفوسنا، وهو خطر جداً بخطورة جذور أشجار الكونوكاربس .. قادر على التمدد الى احشائك وعقلك وروحك، فتجني مثل ما تجنيه اليوم، حتى تتحول إلى «ميت» يسير على قدميه!.
تفاءلوا.. مهما حاولوا زراعة التشاؤم في نفوسنا، فالتفاؤل ايضاً بذرة يمكن لكل منا ان يزرعها في نفسه، واعلموا ان اوضاعنا – مهما صرخ السياسيون وسوّدوا الدنيا في وجوهنا - ليست بهذا السوء، فلا تفقدوا الأمل.. لو آمنا بهذا وأطلقنا التفاؤل في أرواحنا فلا بد للظلام ان ينقشع ولا بد للنور ان يسطع. واعلموا أن الاستسلام لليأس الذي يزرعه السياسيون في نفوسنا، مع سبق الاصرار والترصد، هو مرض خبيث.. فاحذروه.

.. وليس بعد هذا الضيق إلا الفرج.. سنّة الله في خلقه

بغض النظر عن وجهات النظر المختلفة في شخصه وفكره، إلا أنني أحب مقولة رائعة قالها قبل سنين طويلة جمال الدين الأفغاني.. أحد أعلام الفكر الإسلامي والمولود سنة 1838 والمتوفى سنة 1897.
سمعت تلك المقولة لأول مرة من الفنان المصري محمود ياسين في مسلسل رمضاني شهير في الثمانينات حمل اسم جمال الدين الأفغاني.. ثم حفظتها عن ظهر قلب منذ تلك السنة، وأردد هذه المقولة دوماً بيني وبين نفسي كلما ادلهمت الخطوب.
يقول الأفغاني.. الذي يقال إن نسبه يمتد الى عمر بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، يقول:
«إن الأزمة تلد الهمة، ولا يتسع الأمر إلا إذا ضاق، ولا يظهر فضل الفجر إلا بعد الظلام الحالك، أوشك فجر الشرق أن ينبثق، فقد ادلهمت فيه الخطوب، وليس بعد هذا الضيق إلا الفرج.. سنّة الله في خلقه».
ورغم أن ما بشّر به الأفغاني منذ نحو مائة وخمسين عاماً بالنسبة للشرق لم يتحقق بعد، إلا أن مقولته تظل مهمة للنفس، فهي تعزز التفاؤل في النفوس وتحيي الأمل فيها، وتقاوم التشاؤم.

وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
أنستغرام: @waleedjsm
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1347.0078
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top