مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

صراحة قلم

{وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها}

حمد سالم المري
2014/07/25   07:08 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

المظاهرات والشغب والخروج على ولاة الأمر من صور الكفر بنعمة الأمن


نعم الله تعالى علينا كثيرة يعجز الواحد منا على احصائها ولهذا قال الله تعالى في سورة ابراهيم الآية (34) {وَانْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا......} ومن نعمه علينا التي تعتبر من أهم النعم وأفضلها بعد التوحيد، نعمة الأمن والأمان مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري في الأدب المفرد وقال عنه الألباني رحمه الله انه حديث حسن «من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا» ففي هذا الحديث قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمة الأمن على نعمة الصحة ونعمة الرزق والشبع.فمن المعروف انه اذا توفر الأمن استطاع الانسان ان يبحث عن رزقه وأن يعالج نفسه اذا مرض، أما اذا فقد الأمن فانه يصعب عليه البحث عن رزقه في الوقت الذي قد يتأذى في جسده بسبب الفوضى والصراع المصاحب لضياع الأمن. فنحن في الكويت ولله الحمد نعيش في أعظم النعم التي اختصها الله لنا عن سائر البشر، فقد رضي الله لنا الاسلام دينا فشعائره ظاهرة في كل مكان بل ان الحكومة خصصت وزارة تختص بالاعتناء وتطبيق شعائر الاسلام كما دعمت جمعيات أهلية خيرية تقوم بأعمال الخير وتعليم الناس أمور دينهم. كما خصنا الله تعالى بثروة نفطية كبيرة نقلتنا من كوننا دولة فقيرة مقفرة لا زرع فيها ولا نهر لنصبح دولة غنية يأتيها رزقها من كل مكان، وكذلك من نعم الله علينا أننا نعيش مع حكامنا كأسرة واحدة فمن يزور البلاد ويمشي في الأسواق أو الأماكن العامة لا يستطيع ان يفرق بين أبناء الأسرة الحاكمة وباقي الشعب ولا يستطيع ان يعرف الغني من الفقير وهذه خصلة حميدة يغبطنا عليها الكثير من الشعوب.كما ان المواطن الكويتي منذ ولادته تتكفل به الدولة من توفير خدمات صحية وتعليمية مجانية وتصرف له راتبا شهريا حتى يتوظف كما ان المرأة الكويتية اذا تطلقت أو توفي زوجها وليست لها وظيفة فان الدولة تتكفل بصرف راتب شهري لها ولأبنائها وغير ذلك من نعم خصها بنا الله دون سائر شعوب المنطقة.ولكن هذه النعم تحتم علينا ان نحمد الله عليها بالقول والعمل وأن لا نكفر بها سواء أكنا نعلم ذلك أم غرر بنا من أشخاص يسعون لتحقيق مكاسب حزبية أو مكاسب سياسية فقد قيل في المثل الكويتي «النعمة زواله» وهذا المثل لم يأت من فراغ فقد قال الله تعالى استكمالا لأية (34) من سورة ابراهيم {وَانْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا ان الانْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} وهذا دليل على ان الكثير من الناس يظلمون أنفسهم بكفرهم لهذه النعم.وقال تعالى في سورة النحل الآية (112) {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} فالله تعالى في هذه السورة يضرب لنا مثل من كان قبلنا لنأخذ منه العبرة فنحمد الله تعالى على نعمه ولا نكفر بها.ومن صور كفر النعم، الكفر بنعمة الأمن والأمان من خلال المظاهرات والشغب والخروج على ولاة الأمر المسلمين بزعم محاربة الفساد ألا يعلم هؤلاء المتظاهرون ومن يساندهم بأن المظاهرات والخروج في الشوارع مفسدتها أكبر لأنها تؤدي الى الاحتكاك برجال الأمن والفوضى وقد يندس فيها مخرون يريدون الشر للبلاد.ومن صور كفر النعم أيضا الاسراف والتبذير في الأكل والشرب حتى اتخمت حاويات القمامة من كثرتها، وكذلك تسخير القوة الجسدية والعافية والصحة في ارتكاب المعاصي والفواحش.فيا شباب الكويت هل تريدون من الله ان يبدل بنعمة الأمن والرزق الوفير التي خصنا الله بها بنعمة الخوف والجوع كما حدث للقرية الآمنة التي كفرت بأنعم الله؟! طبعا كلنا سنقول لا نريد ذلك ولكننا نتغافل بأن الله تعالى عندما بدل نعمة الأمن والأمان بالجوع والخوف لهذه القرية كان بسبب ما يصنعه أهل هذه القرية من كفر النعم.والا فالله تعالى دائما رحيم بعبادة مصداقا لقوله تعالى في سورة النحل الآية (18) {وَانْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا ان اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} وللفوز برحمته علينا ان نحمد الله تعالى على نعمه باللسان والأفعال ونؤدي شكر هذه النعم.
< ظهر علينا من يقول بأنه لا بيعة في عنقه لأي ولي أمر كون الخلافة الاسلامية لم تقم.ونحن نقول له، اذا لم تكن لك بيعة لولي أمرنا فلماذا مازلت جالسا في الكويت تنعم بخيرها وبأمنها؟ لماذا لا تذهب الى داعش كونها أعلنت الخلافة؟! أو الى ايران كون فيها مرشد عام للمسلمين؟! فتتحقق لك البيعة وتنجو من موتة الجاهلية التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله «من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» رواه مسلم.وكذلك يخلص البلاد والشباب الكويتي من فكره ومنهجه المتبع لفكر الخوارج.أسأل الله تعالى ان يحمي أهل الكويت من الفتن ما ظهرها منها وما بطن.

حمد سالم المري
hmrri@alwatan.com.kw
@AL_sahafi1
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
594.0127
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top